كيف رد أهالي السويداء على تصريحات ’’الأسد‘‘ بشأن مختطفيهم؟

فريق التحرير114 نوفمبر 2018آخر تحديث :
بشار الأسد – AP

غياث الجبل – السويداء – حرية برس:

أثار كلام رأس النظام بشار الأسد يوم أمس الثلاثاء، غضب واستياء شريحة واسعة من أهالي السويداء، أثناء لقائه وفداً من المحافظة ضم المختطفين الذين حرروا من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘، برفقة ذويهم.

حيث نسب ’’الأسد‘‘ تحرير المختطفين وعودتهم سالمين إلى ’’جيشه وقواته المسلحة‘‘، وهذا ما أثار استياء الشريحة الأكبر من أهالي السويداء، حيث علق أحد النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي ’’فيسبوك‘‘، قائلاً: إن ’’الأسد لم يكتف ونظامه وإعلامه من الكذب بكل وقاحة‘‘، متسائلاً ’’كيف لمن يدعي أنه رئيس جمهورية أن يكذب أمام شعبه وعلى مرأى من الجميع دون أن يرف له جفن‘‘.

فيما أضاف ناشط آخر أن ’’جميع أهالي السويداء يدركون أنه ليس هناك لنظام الأسد أو جيشه أي دور في تحرير المختطفات، فمن نقل عناصر تنظيم (داعش) من مخيم اليرموك والحجر الأسود إلى شرق السويداء وفتح أمامهم الطريق لمهاجمة الريف الشرقي لا يهمه استرجاع مختطفينا‘‘، مؤكداً أنه ’’لولا الضغوطات الكبيرة من تيمور جنبلاط نجل وليد جنبلاط وذهابه لروسيا، وضغط الطائفة الدرزية لما عادوا المختطفين‘‘.

وبرر ’’الأسد‘‘ تخاذل جيشه وإنسحابه من الريف الشرقي قبل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ بفترة قصيرة قائلاً: إن ’’الجيش كان يقاتل في المنطقة الغربية‘‘، في إشارة منه إلى معركة درعا حينها.

كما دعا الأسد أهالي السويداء ’’لرد الدين‘‘ إلى جيشه وقواته من خلال الإلتحاق بصفوفهم، مطالباً أهالي المخطوفين بأن يكونوا ’’رسل للمهمة الوطنية‘‘.

من جانبهم، علق شبان المحافظة على ما جاء على لسان الأسد بأنهم ’’يرفضون وبشكل مطلق الإلتحاق بصفوف جيشه‘‘، مؤكدين على أن محاولات نظام الأسد الكثيرة التي تحاول إجبارهم على الإلتحاق بقواته ’’لن تنال من إصرارهم بعدم مشاركتهم نظام الأسد بقتل إخوتهم السوريين‘‘.

ويرى الناشط ’’أحمد الجابر‘‘ من خلال حديثه لحرية برس، أن ما جاء على لسان الأسد ’’رسالة وقحة وواضحة لأهالي السويداء‘‘، مبيناً أن ’’الأسد قالها بكل جرأة أن ما حصل في محافظة السويداء من مجازر واختطاف النساء والأطفال نتيجة عدم التحاق شبابكم بصفوف الجيش‘‘،مضيفاً أن ’’تهديد الأسد واضح فهو يقول تعلموا من الدرس وإلا القادم سيكون أفظع عليكم‘‘.

’’غسان أبو راس‘‘ شاب متخلف عن الخدمة الإلزامية في صفوف قوات الأسد، قال لحرية برس: ’’إن الضغوطات كبيرة على المتخلفين والمنشقين عن الجيش، إلا أننا لن نلتحق في بصفوف قوات الأسد لنقتل إخوتنا‘‘، مشيراً إلى أن ’’الغالبية العظمة من المطلوبين اختاروا الموت على الإنضمام لجيش الأسد‘‘.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ هاجم قرى ريف السويداء الشرقي في 25 تموز/يوليو الماضي، تزامن الهجوم مع تفجير لعدد من عناصر التنظيم أحزمتهم الناسفة وسط المدينة، وأسفر عن مقتل ما يزيد عن 250 ضحية معظمهم مدنيين قضوا ذبحاً على يد عناصر التنظيم، كما اختطف عناصره قرابة الـ30 مدنياً من أبناء بلدة شبكي شرق السويداء.

واستشهد 7 من المخطوفين أثناء احتجازهم لدى تنظيم ’’داعش‘‘، بينهم ثلاثة أطفال وشاب إضافة إلى ثلاثة نساء، حيث أعدم التنظيم شاب وامرأتين نتيجة تعثر المفاوضات حينها، كما توفيت سيدة وطفل أثناء الاحتجاز نتيجة الظروف الصحية الصعبة، إضافةً لاستشهاد طفلين أثناء الاشتباك قبيل تحرير المختطفين.

وأفرج تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ عن ستة مختطفين في 20 أكتوبر الماضي، بعملية تبادل مع نظام الأسد، بعد ضغوطات كبيرة تعرض لها.

وذكرت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد في الثامن من الشهر الجاري، أنه ’’بعملية نوعية‘‘ نفذها عناصر جيش الأسد في منطقة ’’حميمة‘‘ شمال شرق تدمر في البادية السورية، تم تحرير بقية المختطفين وقتل عناصر التنظيم.

الجدير بالذكر أن محافظة السويداء تحوي ما يزيد عن 50 ألف مطلوب للخدمة الإلزامية والاحتياطة ومنشقين عن جيش الأسد، ورغم المحاولات الكثيرة لنظام الأسد سابقاً إلا أن الشبان المطلوبين رفضوا بشكل قاطع الخدمة في صفوف قوات النظام.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل