علي عز الدين – حرية برس:
يعاني مرضى ’’التلاسيميا‘‘ من ظروف إنسانية وصحية سيئة، في ظل ما تشهده منطقة جرابلس شمال محافظة حلب، من نقص في بعض المواد الصحية والطبية، حيث يتمثل حال المرضى في قصة ’’سالم‘‘ ابن الثامن عشر وشقيقته العشرينية ’’نصرة‘‘ المهجّريين من إحدى قرى ريف حماة الشرقي.
ويقول الشاب ’’سالم‘‘ في حديثه حرية برس، ’’منذ أن كان عمري ثلاثة أشهر وأنا مصاب بمرض (التلاسيميا)، حيث أنني في حال تأخرت عن تبديل الدم الذي من المفروض أن أبدله كل 10 أيام أو 15 يوم، أشعر بحالة تعب وتسرع في دقات القلب، وعدم مقدرتي على المسير أبداً، كما أن والدي يتحمل كافة تكاليف علاجي وعلاج شقيقتي‘‘.
من جهتها، تقول والدة الشاب ’’سالم‘‘، ’’تهجّرنا من ريف حماة إلى مدينة جرابلس بريف حلب، وبدأنا بالبحث عن علاج لأبنائي سالم ونصرة المصابين بمرض (التلاسيميا) منذ أشهرهم الأولى، حتى إن وصلوا للعشرين من عمرهم وما زال المرض يرافقم‘‘.
وأشارت الأم بحديثها إلى أنه ’’شعرنا بسوء الحال المعيشي والإنساني بعد أن رافقهم المرض في رحلة التهجير هذه هنا تحت الخيمة التي نقطن بها داخل مايسمى مخيم ’’الخلاوي‘‘، أما والدهم فلا يستطع تحمل عناء وعبئ احتياجات المعيشة وتكاليف العلاج‘‘، لافتةً إلى أنهم يحتاجون قرابة 10 الآف ليرة سورية شهرياً لشراء الدواء المتوفر في المنطقة.
بدوره، أوضح الدكتور ’’محمود الدرويش‘‘، أن ’’مرض (التلاسيميا) هو مرض وراثي منتشر في منطقتنا، يتشكل لدى المرضى انحلال دموي، ويصبحون بحاجة لنقل دم متكرر، من إسبوعين إلى ثلاثة أسابيع‘‘، مبرزاً المشكلة الأساسية التي يواجهها المرضى وهي ثمن تكاليف العلاج.
فيما لفت الطبيب إلى أنه كان هناك مراكز خاصة بمرضى ’’التلاسيميا‘‘ قبل انطلاق الثورة السورية، تعنى بالعلاج وتكاليفه، أما اليوم فهم يضطرون لشراء الدواء، وهذه المستويات الفقيرة تواجه مشكلة كبيرة في تحمل أعباء العلاج.
يشار إلى أن كل من ’’سالم ونصرة‘‘ هما بحاجة لدواء ’’الحديد‘‘ والذي لم يتم علاجهم به منذ سنوات، ويعد مهم جداً لهم، كما يعتبر مرضى ’’التلاسيميا‘‘ على حسب تقييم الأطباء، يعيشيون أعمار تتراوح مابين الـ20 عام والـ30 عام ثم يفارقون الحياة، وذلك بسبب إنتهاء عملية تحليل الدم.
Sorry Comments are closed