حرية برس
أفرجت “فرقة السلطان مراد” مساء الأحد عن الناشط الإعلامي بلال سريول، بعد اعتقاله لمدة ثلاثة أيام في مدينة عفرين دون توجيه أيّ تهمة واضحة.
وظهر على سريول المفرج عنه آثار تعذيب وحشية تعرض لها أثناء فترة اعتقاله، دون مراعاة وضعه الصحي السيء أصلاً، في صور تناقلها ناشطون وأثارت موجة غضب عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب مصادر مقربة من سريول، فإن الإفراج تم بعد تدخل قائد “السلطان مراد” لدى زعيم المجموعة المختطفة المدعو “أبو الليث”، الذي استجاب للضغوط أخيراً بعد وعود وتنصّل.
ويأتي الإفراج عن سريول بعد ضغوط إعلامية كبيرة مارسها ناشطون مطالبين بالإفراج عنه، ونددوا بالممارسات التي تشبه إلى حد كبير ممارسات نظام الأسد وشبيحته.
بعد التعذيب .. أخذوا صورة “تذكارية”
وقبيل الإفراج عنه، أجبرت المجموعة المختطفة سريول على تسجيل مقطع صوتي يقول فيه إن ما حدث مجرد “سوء تفاهم”.
إلا أن مصادر أوضحت لـ”حرية برس” ملابسات الاختطاف، حيث اعتقلت مجموعة “أبو الليث” التابعة لفرقة “السلطان مراد” الناشط سريول يوم الخميس الموافق الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، أثناء قيامه بجولة تصوير في شارع “الفيلات” بمدينة عفرين.
وأضافت المصادر أن عائلة المعتقل قامت بمراجعة المدعو “أبو الليث” متزعم المجموعة المسلحة، للمطالبة بالإفراج عن بلال، فوعدهم بالإفراج عنه في صباح اليوم التالي، وهو ما لم يحدث.
وبعد مضي ثلاثة أيام، نفى المدعو “أبو الليث” وجود بلال لديه، وادعى تسليمه لـ”المخابرات التركية”، وبعد البحث والسؤال عن طريق “الواسطات” تبين أن المعتقل غير موجود لدى أجهزة المخابرات التركية، ليتبين بعدها أن “أبو الليث” يتلاعب بقضية الناشط، وهو ما أثبته في تسجيل صوتي عبر “واتساب” أرسله لأحد الوسطاء في القضية، ووعد فيه بالإفراج عن سريول فور عودته من جرابلس إلى عفرين.
والناشط “بلال سريول”، شاب مهجر من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تعرض للإصابة سابقاً إثر غارة جوية أثناء تواجده في الغوطة كادت أن تودي بحياته، وهو عضو “رابطة الإعلاميين في الغوطة”، ويعمل حالياً كمصمم لدى “رابطة المستقلين الكرد” العاملة في مدينة عفرين.
مطالب بمحاسبة فورية
وأدان كل من “تجمع ثوار سوريا” و”رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية” الحادثة، مطالبين بمحاسبة فورية للجناة ووقف الانتهاكات بحق الصحفيين.
واعتبر “تجمع ثوار سوريا” في بيان، “إن اعتقال الناشط بلال سريول من قبل فصيل عسكري دون أمر قضائي، وتعذيبه وإجباره على الإدلاء بأقوال تحت التهديد، جريمة بحق الإنسانية وفق القانون الدولي، يجب محاسبة مرتكبيها بأقصى العقوبات”، مؤكداً “أن مرتكبي الممارسات والانتهاكات سيخضعون للمساءلة والمحاسبة حالما توفرت الظروف المناسبة، حيث إن مثل هذه الجرائم والانتهاكات لا تسقط بالتقادم”.
وقال التجمع إنه “وثق ارتكاب العديد من الانتهاكات بحق الناشطين الإعلاميين من قبل فصائل محسوبة على الجيش الحر في الشمال السوري، حيث يتعرض الناشطون في مناطق سيطرة غصن الزيتون ودرع الفرات إلى مضايقات مستمرة، ولا يتمكن النشطاء من ممارسة واجبهم بحرية، تحت طائلة الاعتقال والإخفاء القسري”.
وطالب بيان التجمع قيادة الجيش الوطني بمحاسبة المتورطين في تعذيب واعتقال الناشط بلال سريول، وإصدار تعليمات صارمة تلزم الفصائل وعناصرها بوقف تلك الممارسات التي لا تليق بالثورة السورية، كما تطالب الجهات القضائية بسن قوانين تكفل حرية العمل الصحفي وتضمن حقوق العاملين بهذا الشأن.
بدورها، أدانت “رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية” الوحشية في التعامل مع الناشط سريول، ووصفت تلك التصرفات بالغوغائية، محملة قيادة “فرقة السلطان مراد” مسؤولية ما لحق بسريول من أذى نفسي وجسدي، وطالبت بتقديم المتورطين بتعذيبه للمحاسبة القضائية.
كما طالبت الرابطة “الشرطة العسكرية” وكل الجهات الأمنية في الشمال بمحاسبة مرتكبي تلك الأفعال، متوعدة بملاحقة الجناة عبر القضاء.
عذراً التعليقات مغلقة