أحمد زكريا – حرية برس
منذ أن استعادت قوات الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي وبميليشيات إيرانية على الأرض السيطرة على مدينة دير الزور وغيرها من المناطق المحاصرة على يد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أواخر العام 2017، باتت تلك المناطق مرتعًا للمرتزقة والشبيحة وللعصابات المسلحة، وبات العنوان الأبرز لما يجري هو “الفلتان الأمني بامتياز”.
ويتمثل الفلتان الأمني في مناطق سيطرة نظام الأسد وميليشياته المتعددة بظاهرة قديمة متجددة وهي “ترويج المخدرات وتوزيعها” وبطل تلك العمليات هو “فرع الأمن العسكري” يشاركه ويسانده عناصر “الهلال الأحمر” العامل في المدينة، بحسب ما تحدث راصدون للأخبار من المدينة وماحولها بالإضافة لعدد من المصادر المحلية.
وكان موقع “عربي 21” نقل عن مصدر في “حملة دير الزور تذبح بصمت” قوله: إن تعاطي المخدرات لا يقتصر على مليشيا الدفاع الوطني، بل تتعداه إلى عناصر الحرس الجمهوري ومليشيا حزب الله اللبناني، حيث تقدر مصادر ميدانية مطلعة تعاطي قرابة الـ 80 في المئة من قوات الأسد والمليشيات الرديفة لها”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المخدرات تنتشر ضمن الأحياء الواقعة ضمن سيطرة قوات الأسد في مدينة دير الزور، ويعتبر المورّد الاساسي لهذه المواد قائد مليشيا الدفاع الوطني “فراس جهام” المعروف بـ “فراس العراقية” الذي أضحى تاجرًا لا يمكن التكهن بحجم أمواله”.
ولا يقتصر انتشار المخدرات وتوزيعها على مناطق سيطرة نظام الأسد فحسب، بل تتعداها إلى مناطق سيطرة ميلشيا “قوات سوريا الديمقراطية” في أرياف دير الزور الشرقية وما حولها، وفق ذات المصادر.
وفي هذا الصدد، قالت “منظمة العدالة من أجل الحياة”، وهي منظمة توثق الانتهاكات المرتكبة في المنطقة الشرقية، قالت: إن الترويج للحبوب المخدرة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بدأ بشكل سري ليتصاعد تدريجياً في ظل عدم وجود أي ملاحقة أو مساءلة للمروجين لها. يتم بيع الحبوب المخدرة بشكل علني وبأسعار زهيدة توفر إمكانية شرائها من مختلف الفئات”.
وتضيف المنظمة ذاتها: أن لهذه الحبوب المخدرة استخدامات طبية على أن يتم بيعها من الصيدليات عند الحاجة الملحة ووفق وصفة طبية، إلا أنه ووفقا الشهادات التي جمعتها، فإن الحبوب المخدرة تباع في الصيدليات وبكميات كبيرة وبدون أي محاذير، كما يتم بيعها عن طريق تجار”.
“الهلال الأحمر” متورط في ترويج المخدرات
وفي وقت يتزايد فيه انتشار المخدرات في أحياء مدينة دير الزور وقراها دون حسيب أو رقيب، كشفت مصادر لحرية برس عن “مفاجئة من العيار الثقيل” حول تورط منظمة “الهلال الأحمر السوري” والذي ينشط في أحياء دير الزور الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وميليشياته.
وقال الناشط الإنساني ” علي الديري”: إن سيارات “الهلال الأحمر” التي تنقل السلال الغذائية لأحياء “الجورة، والقصور” وبقية الأحياء الأخرى مثل “الجبيلة، والحميدية، والشيخ ياسين”، تقوم أيضًا بنقل “الحبوب المخدرة” ضمن تلك السيارات المخصصة لنقل الإغاثة وذلك بتغطية من عناصر “الفرقة الرابعة” المتواطئة مع (الحاج أحمد الدهموش) رئيس فرع الهلال الأحمر بمدينة دير الزور.
وأضاف “الديري” أن سيارات الهلال الأحمر تنقل الحبوب المخدرة إلى منافذ البيع ليقوم تجار مختصون ببيع “الحبة المخدرة” الواحدة بسعر ألف ليرة سورية، كما يتم ترويجها بين الشباب والمراهقين من عمر 19 وحتى 20 سنة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “سجائر الحشيش” باتت تنتشر بين تجمعات الشباب بشكل علني وسط غياب أي حملات رادعة لتلك الظاهرة خاصة وأن الجهة الراعية لموضوع ترويج المخدرات هي “الفرقة الرابعة” إضافة لفرع الأمن العسكري وغيرها من الجهات الأمنية الأخرى التي تروج للمخدرات وترسل للتجار عن طريق “مؤسسات رسمية” موجودة داخل المدينة.
وكان موقع “الحلّ” على الانترنت نقل عن مصدر من سكان “حي الجورة” داخل مدينة دير الزور قوله: إن أسعار المخدرات في مناطق نظام الأسد وصلت إلى أكثر من ثمانية آلاف ليرة سورية للغرام الواحد من الحشيش، فيما وصل سعر “سيجارة الحشيش” إلى أربعة آلاف ليرة، وهناك أنواع بأسعار مرتفعة أكثر تم بيعها في طبقات الشباب الغنية بداخل المدينة، والهدف منها هو تجنيد أكبر عدد ممكن من المدنيين، واستقطاب الأطفال والمراهقين، الذين يفضلون التطوع ضمن صفوف الدفاع الوطني بدلاُ من التجنيد الإجباري في صفوف نظام الأسد”.
ميليشيا “الدفاع الوطني” رائدة في هذا المجال
ونقل موقع “عربي 21 “عن مصدر في “حملة دير الزور تذبح بصمت” قوله: المخدرات تنتشر ضمن الأحياء الواقعة ضمن سيطرة قوات نظام الأسد في مدينة دير الزور، ويعتبر المورّد الاساسي لهذه المواد قائد مليشيا الدفاع الوطني “فراس جهام” المعروف بـ “فراس العراقية” الذي أضحى تاجرًا لا يمكن التكهن بحجم أمواله”.
وأكد “جلال الحمد” مدير “منظمة العدالة من أجل الحياة” ما تحدثت به تلك المصادر وقال لحرية برس: إن الاتجار بالمخدرات وتعاطيها بدأ منذ أيام الحصار من عام 2015 وهو مستمر، والمعلومات لدينا أن أحد المتورطين هم قيادات في ميليشيا الدفاع الوطني خصوصا المدعو “فراس العراقية” التابعة لنظام الأسد.
واستبعد “الحمد” في حديثه لحرية برس، أن يكون إدخال المخدرات إلى مدينة دير الزور وماحولها عن طريق البر، معللًا ذلك بسبب الحصار وبالتالي فجميع الطرق مغلقة، مرجحًا أن إدخالها كان يتم عن طريق الجو أثناء تنقل تلك الميليشيات من دير الزور إلى دمشق أو إلى مناطق أخرى.
ولفت “الحمد” الانتباه، إلى انشار ظاهرة المخدرات والحبوب المخدرة في مناطق سيطرة قسد” وتورط عناصر تلك القوات بشكل مباشر في عمليات ترويج المخدرات.
عناصر تنهب وتسرق لتشتري المخدرات
بدوره أكد الدكتور “عماد مصطفى” وهو من أبناء محافظة دير الزور، انتشار ظاهرة ترويج المخدرات وتوزيعها في أحياء مدينة دير الزور ومناطق أخرى وقال: أنا متأكد من أن الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة وبعض ميليشيا الدفاع الوطني، تقوم بترويج المخدرات بشكل علني وتبيعها بسعر رخيص بداية ومن ثم تلجأ إلى رفع أسعارها.
وأضاف لحرية برس، أن المخدرات تدخل لتلك المناطق عن طريق الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة ويتم ترويجها بين صغار السن، مشيرًا إلى وجود عناصر تتبع لتلك القوات والميليشيات باتت تلجأ للسرقة والتشليح والنهب من أجل أن تشتري تلك الحبوب المخدرة.
وكانت “منظمة العدالة من أجل الحرية” أشارت إلى الجهود الذاتية المبذولة من قبل الأهالي للحد من انتشار الحبوب المخدرة في دير الزور وذلك من خلال حملات في المساجد والمجالس العامة بهدف توعية الأهالي بمخاطر هذه المواد، إلا أن هذه الحملات، بحسب ذات المصدر، تفتقر إلى التنظيم والدعم اللازم لإيصال رسالتها إلى الجميع.
عذراً التعليقات مغلقة