صناعة الفحم.. رزق “أبو مصطفى” المغموس بدخان أسود

فريق التحرير5 نوفمبر 2018آخر تحديث :
أبو مصطفى وأبو حميد يقطعان الحطب بالمنشار وتجهيزه للتفحيم – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:

يصارع “أبو مصطفى” من أجل لقمة العيش فيتقن مهنة شاقة ومتعبة، حيث يبدأ عمله صباحاً في ورشة لتفحيم الحطب في مدينة “كفرتخاريم” شمال غربي مدينة إدلب.

يبدأ صباحه بساعات عمل طويلة لاتنتهي حتى مغيب الشمس بين جمع الحطب وتقطيعه وترتيبه في المحرقة وإشعاله ومن ثم ردمه بالتراب وتجهيزه ضمن أكياس ليتم بيعه في الأسواق.

يقول “أبو مصطفى” في حديثه لـ”حرية برس” لقد “بدأت العمل في هذه المهنة منذ 23 عاماً، وهي مهنة شاقة ومتعبة، تعلمتها أثناء تواجدي للعمل في لبنان وهي مهنتي ومصدر رزقي الوحيد”.

يكمل “أبو مصطفى” ويشرح طريقة عمله قائلاً “يمر تفحيم الحطب بعدة مراحل تبدأ أولاً بجمع الحطب ثم تقطيعه لقطع صغيرة ثم ترتيبه بشكل متناسق على شكل نصف قمع ثم نقوم بعد ذلك بردمه بالتراب في أماكن مخصصة له، وتأتي المرحلة الأخيرة التي تتضمن إشعال النار في الحطب وتركه في مرحلة التدخين حتى يتفحم بشكل كامل”.

صف الحطب على شكل مخروطي من أجل التفحيم – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

يضيف “أبو مصطفى” أن “عملية التفحيم تأخذ وقتاً طويلاً قرابة الثمانية أيام، فاليوم الأول لجمع الحطب، والثاني للترتيب، والثالث للتجهير والإحراق، وأربعة أيام أخرى هي المهلة التي يبقى فيها الحطب تحت التراب”.

وعن أنواع الحطب المستخدم في التفحيم، يشير “أبو مصطفى” إلى أن “أفضل الحطب هو السنديان والبلوط والقطلب، وهناك صعوبات كبيرة في تأمين الحطب كون محافظة إدلب منطقة تعتبر صارت معزولة عن باقي المحافظات بسبب حصار قوات الأسد، إضافة إلى أنه لايوجد تصريف جيد الفحم، مما جعل من عملنا محدوداً ضمن نظاق المحافظة في المطاعم والمحلات التجارية”.

أبو مصطفى يقوم بردم الحطب بالتراب من أجل عملية التفحيم – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

وعن الصعوبات التي تواجهه من خلال المهنة ومضارها يقول “الصعوبة الأكبر تكمن في الأمراض التي نعاني منها بشكل مستمر، كضيق التنفس نتيجة استنشاق الدخان الكثيف بشكل دائم، ناهيك عن التعب والمشقة”.

مضيفاً “بقائنا في هذا العمل، سببه قلة الفرص المتاحة أمامنا، في تأمين قوت أطفالنا”، مختتماً أن “هذه المهنة يقال لها (مهنة الدراويش) والمساكين وتتطلب جهداً كبيراً، حتى أنه قديماً كان يضرب فيها المثل كما يقال بالعامية (أشو يافلان عم تشتغل بالحطب) دلالة على مقدار التعب والمشقة، وأنا أتمنى أن أترك هذه المهنة وأجد فرصة أفضل، فمع تقدم العمر ظهرت نتائجها السلبية في كافة انحاء الجسد”.

أكياس من الفحم بعد انتهاء عملية التفحيم – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

يذكر أن محافظة إدلب التي باتت عاصمة للمهجرين وملاذاً آمناً لكل من هجره نظام الأسد ومليشياته الطائفية تعاني من ارتفاع البطالة بين الأهالي وقلة فرص العمل، إضافة إلى الحصار الإقتصادي والعسكري الذي ينتهجه نظام الأسد، مما دفع العديد من الشبان والرجال إلى البحث عن أي عمل وتعلم حرف جديدة أو العودة إلى مهن قديمة مورثة من الأجداد.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل