“الأورومتوسطي” يدعو لإغاثة أطفال سوريا في المخيمات

فريق التحرير1 نوفمبر 2018آخر تحديث :
طفلة تتنقل بين الخيام حافية القدمين على طريق طينية موحلة في مخيم بالقرب من بلدة الغدفة جنوب إدلب – عدسة: علاء الدين فطراوي – حرية برس©

دعا المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية الإقليمية والدول الغنية إلى التحرك العاجل لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين في المخيمات في الشمال السوري ومخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان، والعمل على تعزيز الإجراءات المتخذة لتفادي مخاطر موجات البرد القارس المتوقع أن يلمّ باللاجئين من سوريا، وحذّر من التداعيات الكارثية لذلك خصوصاً على الأطفال.

ووجه “المرصد الأورومتوسطي”، الذي يتخذ من جنيف مقراً رئيساً له، نداءه إلى مؤسسات الأمم المتحدة، وبشكل خاص المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة “اليونسيف”، فضلاً عن المؤسسات الإقليمية المعنية بما فيها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للعمل على إغاثة اللاجئين، واتخاذ إجراءات للحد من معاناتهم.

وحذر المرصد من أن مئات الآلاف من اللاجئين يسكنون في خيام غير مجهزة لمواجهة موجات البرد والصقيع التي يتوقع أن تضرب المخيمات، والذين يشكل الأطفال الجزء الأكبر من ساكنيها من اللاجئين، فيما هم الأكثر عرضة لمخاطر البرد القارس في ظل ضعف بنيتهم وعدم حصولهم على التغذية والرعاية الطبية الملائمة.

وقال المرصد: إنه بدأ بحملة مراسلات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، موجهة إلى المؤسسات الدولية والمؤسسات الإغاثية والمؤسسات المحلية في بلدان اللجوء، فضلاً عن الدول الغنية في المجتمع الدولي، ومنها دول الاتحاد الأوروبي والخليج والولايات المتحدة وكندا، لوضعها في صورة خطورة الأوضاع في مخيمات اللجوء، ومطالبتها باتخاذ إجراءات.

بدوره، شدد المنسق الإعلامي للمرصد الأورومتوسطي “علاء البرغوثي” على أنّ الأوضاع في المخيمات التي تستقبل لاجئين من سورية مأساوية للغاية، مشيراً إلى أنّ هذا الشتاء هو الثامن الذي يدخل على اللاجئين وهم يعيشون في مخيمات تفتقر للبنى التحتية، والخدمات الأساسية كالتدفئة والرعاية الطبية.

وأشار “البرغوثي” في تصريحات له وزعها “المرصد الأورومتوسطي”، إلى أن “بعض المخيمات في الشمال السوري تحتاج إلى مساعدات عاجلة لا تتحمل أي تأخير، كما هو الحال في مخيم دير بلوط في الشمال السوري، والذي يستقبل ما يقارب 850 عائلة تم تهجيرها من مخيم اليرموك وبلدات جنوب دمشق بينها ما يزيد عن 300 عائلة فلسطينية من سورية، تم تهجيرها بعيد حملة عسكرية مكثفة في إبريل/نيسان الماضي استهدفت أحياء مخيم اليرموك وأدت إلى تدمير 80% من مبانيه.

وشدد المرصد الحقوقي الدولي على ضرورة تقاسم الأعباء الإغاثية مع دول الجوار السوري وعدم تحميل تركيا لوحدها مسؤولية إغاثة اللاجئين في المناطق القريبة من حدودها، داعيًا مؤسسات الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي لبذل المزيد من الجهود لتأمين ما تحتاجه المخيمات من احتياجات إغاثية عاجلة تساعدهم في التخفيف من تبعات موجات البرد القارس وخصوصاً في المنطقة الشمالية في سوريا خلال الفترة القادمة.

ونوّه المرصد إلى أن معاناة اللاجئين من سوريا ليست محصورة في الشمال السوري القريب من تركيا بل تمتد إلى مخيماتهم في الأردن ولبنان، مشيراً إلى الأوضاع الكارثية التي يعشيها عشرات الآلاف من اللاجئين في مخيم “الركبان” قرب الحدود الأردنية الشمالية الشرقية مع سوريا والعراق ومخاطر الموت جوعًا، وذلك بسبب قيام الجيش السوري بقطع جميع الطرق الواصلة إلى المخيم مما حرمهم من وصول المواد الغذائية إليهم.

ولفت الأورومتوسطي في رسائله إلى أنّه ومن بين أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري مسجل في المنطقة (تركيا، الأردن، لبنان، شمال سوريا، مصر)، هناك 2.6 مليون طفل بحاجة عاجلة للحصول على الرعاية الصحية أو التعليم بحسب التقديرات الأممية ومنها تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جميع المؤسسات الدولية والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني إلى توحيد جهودها والعمل على دعم اللاجئين والنازحين في مخيمات اللجوء داخل سوريا وخارجها خلال الأشهر القادمة، مؤكدًا أن مئات الآلاف من الأطفال ينتظرون الكثير من المجتمع الدولي لوضع حد لمأساتهم قبل أن يتجمدوا من البرد.

يُذكر أن مئات الآلاف من السوريين يعيشون في مخيمات تفتقر لأدنى متطلبات الحياة في الشمال السوري وكل من لبنان والأردن، في ظل غياب تام لأي حل يخفف عنهم أعبائهم اليومية، بينما تتزايد المعاناة مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيثقل هموم النازحين والمهجرين.

المصدر: وكالات

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل