ياسر محمد – حرية برس
عادت منطقة شرقي الفرات إلى بؤرة الحدث السوري بعد اشتداد المعارك بين ميليشيا “قسد” وتنظيم الدولة “داعش” في الآونة الأخيرة، ما استدعى تصريحات نارية وتحركات من دول الجوار للسيطرة على الوضع المتفجر، فأرسلت العراق قوات إضافية إلى حدودها مع سوريا، فيما قال الرئيس التركي إن أنقرة ستوسع عملياتها شرقي الفرات ضد انفصاليي “قسد” الذين يسيطرون على المنطقة ويشكلون تهديداً للأمن القومي التركي، ما استدعى تدخلاً من وزارة الدفاع الأمريكية لمحاولة تهدئة الموقف.
وفي التفاصيل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، إن تركيا أكملت خططها واستعداداتها لتدمير الإرهابيين شرق نهر الفرات بسوريا، وستطلق قريبا عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فعالية في تلك المنطقة. وأوضح أردوغان أن القوات التركية نفذت قبل عدة أيام ضربات ضدّ الإرهابيين شرقي الفرات، وتستعد حاليا لإطلاق عمليات أوسع في وقت قريب.
وتدعيماً لموقف أردوغان، أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات له أمس، أن مواقع الإرهابيين شرقي الفرات ستكون ميدان عمل للجيش التركي.
وسعياً لاستيعاب الموقف، أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون روبرستون، أن الولايات المتحدة على اتصال مع أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” حول هجوم أنقرة المخطط على شمال شرقي سوريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن روبرستون قوله في تصريح خاص: “نحن على دراية بتصريحات تركيا عن هجوم مخطط له في شمال شرقي سوريا.. واتصلنا مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لتهدئة الوضع”.
يذكر أن قوات “قسد”، مدعومة بقوات التحالف الدولي، أطلقت في شهر أيلول الماضي عملية تهدف إلى السيطرة على آخر جيوب تنظيم “داعش” شمال شرقي نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، إلا أن التنظيم استعاد خلال اليومين الماضيين أغلب المواقع التي خسرها خلال الشهر الماضي.
وفي غضون ذلك، وصل مئات المقاتلين الأكراد خلال اليومين الماضيين إلى محافظة دير الزور لدعم “قسد” في شن هجوم جديد ضد “داعش”، وفق مسؤول كردي.
ولمنع تمدد عناصر تنظيم “داعش” مجدداً إلى داخل الأراضي العراقية، أرسل الجيش العراقي تعزيزات إلى مدينة القائم غربي محافظة الأنبار قرب الحدود مع سوريا، “تحسباً لهجمات قد يشنها عناصر تنظيم داعش الإرهابي عبر الحدود”، وفق مصدر في الجيش العراقي.
ويأتي هذا الإجراء بعد أيام قليلة من سيطرة مسلحي التنظيم على مواقع جديدة بمحافظة دير الزور السورية، بالقرب من الحدود مع العراق.
وأوضح المصدر لوكالة الأناضول، وهو ضابط برتبة مقدم بوزارة الدفاع العراقية، أن “لواءي 27 و28 من فرقة المشاة السابعة بالجيش وصلا إلى مدينة القائم غربي محافظة الأنبار”.
وأضاف أن “التعزيزات العسكرية الجديدة تم نشرها على مقربة من الحدود السورية، تحسباً لأي طارئ، ولصد أي محاولة لعناصر داعش شن هجوم يستهدف الحدود العراقية”.
Sorry Comments are closed