ياسر محمد – حرية برس
دمشق تغرق، ومشاهد الفقر والفساد والدمار ترافق تجار الأردن من بوابة معبر نصيب حتى آخر موطئ أملٍ لهم في دمشق، والميزانية القزمة التي أقرتها حكومة نظام الأسد، أمس الأحد، تشي بأن ما في الجعبة لا يكفي لسد رمق زعماء العصابة وحدهم، أما القابعون تحت نيرهم ينتظرون عطاياهم ومكرماتهم، فلن ينالوا إلا مزيداً من الذل والمعاناة والإفقار.
ويحاول نظام الأسد، بدعم من حليفه الروسي وبعض الأنظمة الإقليمية المتواطئة معه، تلميع صورته وفتح ثغرة في جدران الحصار العالية، ويعول النظام على “معبر نصيب” الذي أعيد افتتاحه منذ أسبوع مع الأردن، ليكون ثغرة تنعشه سياسياً واقتصادياً، إلا أن الأرقام لا تبدو مبشرة، فخلال ستة أيام عبر 1500 شخص المعبر باتجاه سوريا، بغرض السياحة والتجارة والتسوق، تزامناً مع حملات أردنية واسعة اتهمت هؤلاء بالخيانة، ما يعطي انطباعاً بأن نسبة المغامرين ستقلّ مع الأيام وليس العكس، أما بالنسبة للتجار فإنهم لن يجدوا البضائع المميزة التي ينشدون، كما كان في أذهانهم، إضافة إلى المخاطر الأمنية وتبعات الفساد الإداري التي سترهقهم في “دولة” تحكمها الميليشيات ولصوص الحواجز.
وعلى صعيد آخر، يعمل النظام وداعموه المعلنون والأخفياء، على تسويق صورة “البلد الآمن” لإعادة اللاجئين، ليس رغبة بهم، بل ليكونوا خدماً في هذه المرحلة وناخبين لرأس النظام في أي انتخابات محتملة قادمة.
وفي هذا السياق، قالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ميراي جيرار إن 88% من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم، وأوضحت في حلقة نقاشية في لبنان، أمس الأحد، أن الأسباب التي تجعل اللاجئين يتريثون بالعودة إلى سوريا لا تتعلق بصورة أساسية بمسألة الحل السياسي ولا بمسائل إعادة الإعمار، بل بإزالة عدد من “العوائق العملية”، وربطت ميراي عودة اللاجئين بـ”مخاوف تتعلق بالممتلكات والأوراق الثبوتية ووثائق الأحوال الشخصية ووضعهم القانوني في بلدهم”.
ويخدم تصريح المسؤولة الأممية في لبنان توجهات نظام الأسد وحليفيه في القضية ميشال عون وجبران باسيل، الذين يسوّقون لإجبار اللاجئين على العودة قبل إنجاز حل سياسي، علماً أن الأمم المتحدة ربطت عودتهم بحل سياسي ناجز وضمان كامل حقوقهم، كما أن الأرقام تكذب حملات النظام وداعميه، فالعائدون من لبنان لم يتجاوزوا عشرين ألفاً من أصل أكثر من مليون سوري لاجئ هناك.
أما الخبر الذي لا ينشر الطمأنينة في نفس قريب ولا غريب، فهو إعلان حكومة نظام الأسد عن ميزانيتها لعام 2019، والتي بلغت نحو سبعة مليارات ونصف المليار دولار فقط، يذهب نصفها لجيوب الفاسدين والميليشيات وتجار الحرب، ويبقى ما يبشر ببقاء الجوع والفقر والمكابدة، في ظل ظروف أوصلت حتى جنود الأسد لإعلان شكواهم بعدما وصل الحال بهم إلى حافة الجوع!.
وعلق الصحفي السوري المعارض، محي الدين لاذقاني، على الميزانية المعلنة بالقول: “ميزانية حكومة بشار الكيماوي التي أعلنت رسمياً اليوم سبعة مليارات ونصف مليار دولار وميزانية خاله محمد مخلوف المتمترس بموسكو خلف المافيا الروسية تبلغ أكثر من 77 مليار دولار، هذا دون حساب ثروات أولاده حافظ ورامي وسهام، وعلى ذلك فقس وقارن لتعرف لماذا ثار السوريون على بشار وأعمامه وخاله”..
Sorry Comments are closed