حذرت الأمم المتحدة من خطر يهدد آلاف النازحين السوريين في مناطق شرقي دير الزور، التي تشهد معارك بين مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأعلنت أنها منحت الموافقة على إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان الواقع قرب الحدود السورية – الأردنية، الذي تشتد محنة القاطنين فيه نتيجة محاصرته من جانب قوات الأسد والمليشيات الإيرانية.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير لها اليوم الأربعاء، إن “نحو ألف مدني معرضون للخطر في منطقة هجين شرقي دير الزور، فيما نزح نحو سبعة آلاف مدني آخرين من المنطقة التي تشهد معارك منذ أسابيع”.
وركز التقرير على “العنف المستمر في مناطق (هجين، والشعفة، والباغوز، وسويدان) شرقي محافظة دير الزور”، وتحدث عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين، إلى جانب نزوح الآلاف منهم، مشيراً إلى أن هجوم تنظيم الدولة في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على مخيم أعدته مليشيا “قسد” لاحتجاز النازحين في منطقة هجين، أسفر عن اختطاف العديد منهم.
ونزح نتيجة المعارك الدائرة في المنطقة الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة مليشيا “قسد”، أغلبهم في بلدة “غرانيج” بحسب الأمم المتحدة، وبقي آلاف غيرهم في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب شدة المعارك.
وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت مساء أمس الثلاثاء، أنها منحت موافقة على إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان الواقع قرب الحدود السورية – الأردنية والذي تحاصره قوات الأسد والمليشيات الإيرانية.
وأبلغت الأمم المتحدة إدارة المخيم المدنية أنها حصلت على الموافقة بإدخال مواد غذائية وطبية، دون أن تذكر الجهة التي منحتها الموافقة. كما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولي إغاثة في الأمم المتحدة اليوم أن المساعدات ستدخل المخيم الأسبوع المقبل.
وذكر مصدر آخر في مخيم الركبان، أن فصيل “جيش مغاوير الثورة” المدعوم من قبل قوات التحالف الدولي يجري مباحثات مع مكتب الأمم المتحدة في دمشق عبر وسطاء.
وسبق أن أطلق نشطاء مناشدات عاجلة، لإنقاذ عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية بالبادية السورية، حيث توفي 14 مدنياً بينهم أطفال في المخيم نتيجة سوء الوضع والرعاية الطبية.
وضرب عاصفة رملية غبارية شديدة مخيم الركبان اليوم، واقتلعت بعض خيام النازحين. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر حجم العاصفة التي زادت من معاناة مرضى الربو وخاصة الأطفال.
وذكر الصحفي “خالد العلي” في حديثه لـ”حرية برس” إن “العاصفة أسفرت عن وقوع حالات اختناق في صفوف الأطفال ومرضى الربو والتهاب القصبات الصدرية، بالإضافة إلى اقتلاع بعض الخيم، سبقها عاصفة مطرية قوية شهدها المخيم أول أمس، وتسبّبت باقتلاع عشرات الخيم، وسط انعدام أبسط مقومات الحياة”.
وأكد “العلي” أنّه مستمر بإضرابه عن الطعام منذ يوم السبت (13 / 10 / 2018) احتجاجاً على إهمال المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية والمجتمع الدولي لما يشهده مخيم الركبان من كارثة إنسانية، حيث لم يتواصل مع المعنيين أحد حتى الآن.
وحذّر ناشطو المخيم اليوم الأربعاء، من مرض الإسهال الذي ينتشر بين الأهالي وخاصة النساء والأطفال بنسبة تصل إلى 40% من أهالي المخيم قد ترقى إلى جائحة تُصيب المخيم بأكمله.
وقال “خالد الشحادة” أحد ممرضي مخيم الركبان لحرية برس: إن الوضع الطبّي في المخيم “غير مقبول على الإطلاق” فالمريض يتوفى بسبب كثرة ذهابه إلى نقطة “اليونيسف” الطبيّة وإرجاعه دون دخول للعلاج.
مضيفاً: كل يوم يتوارد إلى المستوصف الصغير الذي أعمل به أكثر من 15 حالة مصابة بإسهال يترافق مع آلام أمعاء شديدة حيث ازدادت نسب هذا المرض منذ عشرين يوماً بسبب تلوث المياه ونقص الغذاء، واستعمال الطعام بدل الحليب للأطفال، كما كثرت حالات الجفاف للأطفال بعد إصابتهم بالإسهال، بالإضافة إلى وجود مصابين بالتهاب المجاري البولية والقصور الكلوي، وهؤلاء بحاجة لعلاج بمشفى حصراً.
وبدوره، السيد “ماهر أبو عمار الحمصي” خطيب مسجد ومدير إحدى المدارس في المخيم وجه “نداءَ استغاثة” عبر حرية برس، ناشد خلاله أصحاب الرأي والشورى بإجاد حل سريع لمخيم الركبان الذي كلما تأخرنا عنه يوم أصبح في حالة أسوء من التي قبلها.
وإزاء إرسال الأمم المتحدة رسالة الى المجلس المدني في مخيم الركبان، تُفيد بحصول المنظمة الدولية على موافقة لإدخال مساعدات إنسانية، أفاد “أبو عمار” بأنها المرة السادسة التي يُبلغون فيها بهكذا رسالة، دون إدخال أي مساعدات أممية منذ شهر يناير / كانون الثاني الماضي، وإن لم يصل إبلاغ رسمي من جهة النظام لجماعة “التنف” يبقى الأمر حبراً على ورق.
المصدر: حرية برس + وكالات
عذراً التعليقات مغلقة