عواصف رملية تخنق مخيم “الركبان” وحالات الإسهال بازدياد

فريق التحرير17 أكتوبر 2018آخر تحديث :
عاصفة رملية تجتاح مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية – عدسة: خالد العلي – حرية برس©

عائشة صبري – حرية برس:

رغم توالي الصرخات الصادرة من أهالي مخيم “الركبان” الواقع في البادية السورية على الحدود مع الأردن، لا يزال قاطنوه يتجرعون مرارة الجوع والألم الناتجة عن حصار نظام الأسد الجديد والمستمرّ منذ 14 يوماً، من جهة، وإغلاق الجانب الأردني أبوابه أمام الحالات الإسعافية عبر نقطة طبية تابعة لمنظمة “اليونيسف” للطفولة التابعة للأمم المتحدة من جهة أخرى.

وحذّر ناشطو المخيم اليوم الأربعاء، من مرض الإسهال الذي ينتشر بين الأهالي وخاصة النساء والأطفال بنسبة تصل إلى 40% من أهالي المخيم قد ترقى إلى جائحة تُصيب المخيم بأكمله؛ وسط عاصفة رملية تجتاح المخيم اليوم وتزيد من معاناة قاطنيه.

وذكر الصحفي “خالد العلي” لحرية برس: إن العاصفة أسفرت عن وقوع حالات اختناق في صفوف الأطفال ومرضى الربو والتهاب القصبات الصدرية، بالإضافة إلى اقتلاع بعض الخيم، سبقها عاصفة مطرية قوية شهدها المخيم أول أمس، وتسبّبت باقتلاع عشرات الخيم، وسط انعدام أبسط مقومات الحياة.

وأكد “العلي” أنّه مستمر بإضرابه عن الطعام منذ يوم السبت (13 / 10 / 2018) احتجاجاً على إهمال المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية والمجتمع الدولي لما يشهده مخيم الركبان من كارثة إنسانية، حيث لم يتواصل مع المعنيين أحد حتى الآن.

وقال “خالد الشحادة” أحد ممرضي مخيم الركبان لحرية برس: إن الوضع الطبّي في المخيم “غير مقبول على الإطلاق” فالمريض يتوفى بسبب كثرة ذهابه إلى نقطة “اليونيسف” الطبيّة وإرجاعه دون دخول للعلاج.

مضيفاً: كل يوم يتوارد إلى المستوصف الصغير الذي أعمل به أكثر من 15 حالة مصابة بإسهال يترافق مع آلام أمعاء شديدة حيث ازدادت نسب هذا المرض منذ عشرين يوماً بسبب تلوث المياه ونقص الغذاء، واستعمال الطعام بدل الحليب للأطفال، كما كثرت حالات الجفاف للأطفال بعد إصابتهم بالإسهال، بالإضافة إلى وجود مصابين بالتهاب المجاري البولية والقصور الكلوي، وهؤلاء بحاجة لعلاج بمشفى حصراً.

وبدوره، السيد “ماهر أبو عمار الحمصي” خطيب مسجد ومدير إحدى المدارس في المخيم وجه “نداءَ استغاثة” عبر حرية برس، ناشد خلاله أصحاب الرأي والشورى بإجاد حل سريع لمخيم الركبان الذي كلما تأخرنا عنه يوم أصبح في حالة أسوء من التي قبلها.

وإزاء إرسال الأمم المتحدة رسالة الى المجلس المدني في مخيم الركبان، تُفيد بحصول المنظمة الدولية على موافقة لإدخال مساعدات إنسانية، أفاد “أبو عمار” بأنها المرة السادسة التي يُبلغون فيها بهكذا رسالة، دون إدخال أي مساعدات أممية منذ شهر يناير / كانون الثاني الماضي، وإن لم يصل إبلاغ رسمي من جهة النظام لجماعة “التنف” يبقى الأمر حبراً على ورق.

وفي هذا الصدد، نقلت “رويترز” عن مسؤولي إغاثة قولهم، الأربعاء: إن حكومة نظام الأسد “وافقت على طلب الأمم المتحدة بتوصيل مساعدات الأسبوع المقبل لآلاف من المدنيين العالقين قرب حامية أمريكية في جنوب شرق سوريا”.

في حين، يُواصل أهالي المخيم الذي يضم أكثر من 70 ألف نسمة اعتصامهم المفتوح “تحت عنوان “مخيم الرقبان مخيم الموت” لليوم الثامن على التوالي، مجددين مطالبهم المتمثلة بـ “إدخال مساعدات إنسانيّة، وفتح طريق باتجاه الشمال السوري”. بالتزامن مع استمرار الحملة الإعلامية تحت شعار “أنقذوا مخيم الركبان”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل