إدلب ليست “آخر المشاكل”.. سجال أمريكي روسي شرق الفرات

فريق التحرير13 أكتوبر 2018آخر تحديث :
Photo: Sgt. Mitchell Ryan/US Army

ياسر محمد – حرية برس

تزامناً مع الهدوء المرحلي في إدلب عقب اتفاق سوتشي، واعتقاد كثيرين أن إدلب تشكل آخر عقدة في المنشار السوري، توضحت معالم خلاف جديد بين الفرقاء الدوليين والإقليميين في سوريا، ساحتها هذه المرة منطقة شرقي الفرات التي يحكمها انفصاليون أكراد بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية، كما دخلت تركيا على خط الصراع المتجدد أمس، من بوابة منبج التي تماطل واشنطن في تنفيذ اتفاق مع تركيا حولها.

وأثارت موسكو، أمس الجمعة، موضوع شرقي الفرات مجدداً، بتصريحات منسقة، متهمة الولايات المتحدة بدعم الأكراد لتشكيل “شبه دولة” فيها، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحفيين أمس الجمعة: “أنا لا أتفق معكم في أن إدلب هي آخر منطقة ذات مشاكل في سوريا.. هناك إلى الشرق من الفرات أراضٍ ضخمة تحدث فيها أشياء غير مقبولة على الإطلاق.. حيث تحاول الولايات المتحدة استخدام هذه الأراضي من خلال حلفائها السوريين، وخاصة الأكراد، لأجل خلق كيان شبه دولة هناك”.

وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت في تصريحات يوم الأربعاء الفائت، إن الوضع في شرق الفرات يثير “قلقاً متصاعداً” لدى موسكو.. وأضافت أن “الولايات المتحدة تعمل في هذه المنطقة، بالتعاون مع حلفائها من الأكراد على إقامة إدارة خاصة تنافي الدستور السوري وتقود إلى نتائج غير إيجابية على الإطلاق”.

الهجوم الروسي المنسق وتحديد الأكراد بالاسم، جعل ما يُسمى “الإدارة الذاتية” ترد على التصريحات الروسية، حيث رفض الناطق باسم مجلس سورية الديموقراطية (مسد) أمجد عثمان تصريحات المسؤولة الروسية، متسائلاً عما إذا كانت زاخاروفا تقصد الدستور الحالي “الذي فشل في معالجة القضايا الجوهرية في سورية وساهم إلى حد بعيد في ظهور الأزمة”، أم تقصد الدستور المرتقب الذي تعمل موسكو على صوغه مع الأمم المتحدة عبر لجنة دستورية لم يستكمل تشكيلها بعد”. وأكد العثمان على تمسك الأكراد بالحكم الذاتي قائلاً: “مسد (مجلس سوريا الديمقراطية) تختلف مع من يعتقدون أن تشكيل إدارة لمناطقنا يمثل خطورة على سورية”.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر الميداني والسياسي حول مدينة منبج، بوابة شرق الفرات، التي فشل فيها حتى الآن اتفاق أمريكي – تركي عُقد منذ أشهر يقضي بإخراج قوات “قسد” الانفصالية منها، وهو ما لم يحدث بعد انقضاء المهلة المحددة (90 يوماً)، بل على العكس زادت “قسد” من تمترسها بحفر خنادق حول المدينة، ما استدعى تصريحاً مدوياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال أمس الجمعة إن تركيا ستدفن الإرهابيين الذين حفروها فيها.

وأضاف أردوغان أن بلاده عازمة على القضاء قريباً على “أوكار الإرهاب” شرقي نهر الفرات في سوريا.
وأشار إلى أن “وحدات حماية الشعب” الكردية لم تغادر بلدة منبج في شمال البلاد، وهو ما يخالف اتفاقاً بين أنقرة وواشنطن، مضيفاً أن تركيا ستفعل اللازم.

وقال متوعداً: “إنهم يحفرون خنادق في منبج.. ما معنى ذلك؟ معناه: أعددنا القبور.. تعالوا وادفنونا”.

وكان أردوغان صّرح أول من أمس الخميس أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص مدينة منبج شمال سوريا تأجل “لكن لم يمت تماماً”.

يذكر أن “الإدارة الذاتية” المدعومة من الولايات المتحدة والأوربيين، والتي عمادها قوات وأحزاب كردية، تسيطر على منطقة شرقي الفرات بسوريا، وتشمل سيطرتها نحو 50 ألف كم2، وقد اتخذت من مدينة القامشلي عاصمة للإقليم، وتفرض على السكان مناهج تعليمية خاصة بها، وكذلك بالنسبة للقوانين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل