حرية برس:
تواجه السعودية ضغوطاً دولية متزايدة على خلفية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، حيث أعلنت واشنطن على لسان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن استعدادها للمشاركة بالتحقيقات، في وقت أكد فيه دونالد ترامب أنه تحدث مع مسؤولين سعوديين “على أعلى مستوى” بشأن خاشقجي. وأكدت الخارجية الفرنسية الأربعاء أنها على اتصال بالرياض، كما دعا وزير الخارجية البريطاني إلى تقديم “إجابات عاجلة”.
وقال ترامب الأربعاء: “إنه موقف محزن للغاية. إنه وضع سيء للغاية… لا يمكننا أن نسمح بحدوث هذا الأمر، للصحفيين، أو لأي شخص آخر”. وأضاف بأنه تحدث إلى القيادة السعودية “أكثر من مرة” منذ اختفاء خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.
تفعيل “قانون ماغنيتسكي” يجبر ترامب على فتح تحقيق
وفي تطور ملفت طالب 22 عضواً من مجلس الشيوخ الأميركي اليوم الأربعاء، الرئيس ترامب بفتح تحقيق في اختفاء خاشقجي.
وتضمنت رسالة المشرعين الأميركيين تفعيل قانون ماغنيتسكي الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان والذي يلزم الرئيس الأميركي، بناء على طلب من رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بالسعي لتحديد هوية الأشخاص المسؤولين عن اختفاء الصحافي السعودي وإبلاغ الكونغرس.
وقد تم التوقيع على الرسالة من قبل جميع الأعضاء في لجنة العلاقات الخارجية باستثناء السناتور راند بول، وبموجب طلب المشرعين بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجبراً على إطلاق تحقيق أمريكي في قضية اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في تركيا قبل أسبوع لاستخراج أوراق ترتبط بزواجه المقبل، واختفى إثر ذلك، في حين رجح مسؤولون أتراك أن خاشقجي قتل داخل القنصلية، لكن مسؤولين سعوديين وصفوا هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها”.
ويتطلب قانون ماغنيتسكي أن يقوم الرئيس بإجراء تحقيق بعد طلب من لجنة العلاقات الخارجية حول ما إذا كان الشخص الأجنبي مسؤولًا عن القتل خارج نطاق القانون أو التعذيب أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً ضد فرد يمارس حرية التعبير.
وبموجب القانون، يتعين على الرئيس إبلاغ النتائج إلى اللجنة في غضون 120 يومًا، إلى جانب قرار بفرض عقوبات على الشخص أو الأشخاص المسؤولين حتى ولو كانوا في أرفع المناصب في المملكة.
وقانون ماغنيتسكي يمكن الإدارة الأميركية من فرض عقوبات على أشخاص بتهم تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان.
وطالب السيناتور الأمريكي راند بول بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية في حال كانت مسؤولة عن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، خلال مشاركته ببرنامج إذاعي.
وفي السياق ذاته، اعتبر السيناتور ليندسي غراهام، في تصريح صحفي، ثبوت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصيلة بلاده بمدينة إسطنبول، أنه يتجاوز الخطوط التي تبدو طبيعية في نظر المجتمع الدولي.
وأعلن البيت الأبيض أن اثنين من مسؤوليه ووزير الخارجية مايك بومبيو تحدثوا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لطلب معلومات عن خاشقجي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان إن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون والمساعد بالبيت الأبيض جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب تحدثا مع بن سلمان.
ودعا وزير الخارجية البريطاني إلى تقديم إجابات عاجلة في حين قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بوب كوركر الذي يطلع على معلومات مخابراتية سرية بشأن القضية إن المعلومات تشير إلى أن خاشقجي قُتل.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي -لم تحدده- أن المخابرات البريطانية تعتقد أنه كانت هناك محاولة لتخدير خاشقجي داخل القنصلية، انتهت بإعطائه جرعة زائدة. كما نقلت عن مصدر سعودي أن رواية مقتل خاشقجي غير صحيحة، وأفادت بأن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن الصحفي المفقود كان يرتدي ساعة آبل عند دخوله القنصلية، ويمكنها تحديد موقعه.
عذراً التعليقات مغلقة