ياسر محمد – حرية برس
مع انتهاء المهلة المقررة لسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة حول إدلب، اليوم الأربعاء، بدا طرفا اتفاق “سوتشي” حول إدلب، روسيا وتركيا، راضيين عن سير تنفيذ الاتفاق، فيما أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تفهمه لاحتمال تأخير إنجاز “المنطقة منزوعة السلاح” لأيام، معتبراً أن ذلك لا يشكل عائقاً، في الوقت الذي حاولت فيه وسائل إعلام النظام التشويش على الاتفاق بمزاعم “إخفاء جبهة النصرة سلاحها الثقيل في المنطقة العازلة بدل سحبه”.
وبحلول اليوم، العاشر من تشرين الأول، أنهت فصائل المعارضة المسلحة سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة بإدلب، وفق ما أعلنت تركيا وروسيا، وكذلك الفصيل الأبرز في المنطقة الجبهة الوطنية للتحرير، بانتظار إعلان ترسيم المنطقة العازلة في الخامس عشر من الشهر الجاري، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: “يوم 15 أكتوبر تنتهي المهلة المحددة لتشكيل هذه المناطق المنزوعة السلاح، والتأخر ليوم أو يومين لا يلعب أي دور، على كل، الأهم هو جودة هذا العمل، ونحن نؤيد بنشاط هذا العمل الذي يقوم به الشركاء الأتراك”، ما يعكس رضاً روسياً عن سير الاتفاق والتزاماً به حتى الآن.
إلا أن روسيا؛ من جهة أخرى، تحاول فرض رؤيتها على تفاصيل قادمة في المراحل الأصعب من تنفيذ الاتفاق، وفي هذا الصدد، أشار نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، إلى أن “واحدة من أصعب المهمات الحالية هي قطع الطريق أمام عودة (الإرهابيين) من الشرق الأوسط، خصوصاً سورية والعراق”، محذراً من أن “(الإرهابيين) يتجهون إلى أوروبا ويدخلون لاحقاً إلى روسيا عن طريق أوكرانيا وبيلاروسيا”. وذكر أن لدى موسكو معلومات أن “هناك محاولات لنقل (الإرهابيين) من إدلب إلى العراق”، مؤكداً اعتراض السلطات العراقية هذه المحاولات.
ويشكل المقاتلون الأجانب في صفوف الفصائل المتشددة، وخاصة “هيئة تحرير الشام”، عقبة كبيرة أمام تنفيذ اتفاق إدلب، كما أن إخراجهم من المنطقة ما زال يشكل التحدي الأكبر للفرقاء جميعاً، خصوصاً في ظل رفض كثير من بلدان هؤلاء استقبالهم، ما يجعل الخيارات تضيق، وأبرز ما يُطرح في هذا الصدد هو نقلهم إلى بلد ثالث أو قتلهم.
بعض هؤلاء المتشددون الذين رفضوا اتفاق إدلب، انضموا مؤخراً إلى تنظيم “حراس الدين” المتطرف الرافض علناً للاتفاق، فيما تستخدمهم وسائل إعلام النظام شماعة للتشكيك بالاتفاق وإمكانية نجاحه، وقالت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، اليوم الأربعاء، إن “هيئة تحرير الشام” خبأت بعض سلاحها الثقيل في المنطقة العازلة بدل سحبه، فيما قال ناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير إن المراحل القادمة ستكون أصعب لجهة إقناع “الهيئة” بالانسحاب، وتوقّع المصدر أن “تنفيذ الخطوات المقبلة في الاتفاق ستكون أصعب، نظراً لأننا لن نشهد المرونة ذاتها من الأتراك والفصائل الممتعضة من الاتفاق، اذ إن المنطقة باتت أضيق والوجود التركي أكثف، مع وجود عامل المهلة الزمنية المحدود”. وأشار المصدر إلى أن “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بدأت بتنفيذ الاتفاق من دون إعلان رسمي، لكن هذا لا يعني أن كل المجموعات المنضوية تحت لوائها ستلتزم لاحقاً التنفيذ”، كاشفاً عن خلافات حول المناطق والنقاط الجديدة التي ستنسحب إليها الهيئة وتركز وجودها فيها، في ظل رفض شعبي متنامٍ لوجودها.
Sorry Comments are closed