علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:
يمتهن ’’أبو محمد‘‘ مهنة قديمة يعود تاريخها في مدينة كفرتخاريم شمالي إدلب لأكثر من مئة عام، ورثها عن والده الذي توراثها عن جده، وهي صناعة الملبس الذي لطالما تزينت به الأفراح والمناسبات.
يعمل ’’أبو محمد‘‘ مع شقيقه منذ أكثر من 25 عام، يصنعون أجود أنواع الملبس وبمعدات بسيطة تصنع في هذا المكان الذي يملئ بعبقه الروائح الجميلة.
وقال ’’أبو محمد‘‘ في حديثه لحرية برس، ’’بدأت هذه المهنة وأنا في عمر 15 عام، تعلمتها عن طريق والدي الذي تعلمها عن طريق جدي، ونحن أقدم الأشخاص الذين يمتهنون هذه المهنة في المنطقة، حيث أن والدي أصبح كبيراً في السن وأعمل أنا واخي في الوقت الحالي في هذا المعمل الصغير ومعداتنا هي بسيطة جداً‘‘.
وأشار إلى أن الأمر بالوقت الحالي متطور عن السابق، حينما كان يمارسون المهنة ويشعلون أفران البيرين وكانت تأخذ وقت كثير لحين تأمين الطلبية الواحدة، لافتاً إلى أن طبيعة عملهم تستلزم جهداً بدنياً كبيراً وتعب شخصي لأسباب كبيرة منها عدم التوقف عن تحريك المادة المجهزة لصناعة الملبس.
وذكر أبو محمد قائلاً: ’’توقفنا عن ممارسة هذه المهنة مع بداية الثورة بسبب الأحداث التي طرأت بشكلٍ عام، حيث توقف الطلب عن الملبس، إلا أنه بعد سبعة أعوام من عمر الثورة عدنا لممارسة المهنة والطلب عليها تحسن كثيراً عن السابق، وذلك في مناسبات الأفراح وعودة الحجاج وعيد المولد النبوي‘‘.
واختتم أبو محمد حديثه، ’’نحن نحافظ على هذه المهنة من الاندثار كوننا الوحيدين في عموم المحافظة وسننقلها لأولادنا وإخوتنا كي لاتزول هذه المهنة التي تعتبر من المهن القديمة والتراثية‘‘.
بدوره، قال ’’أبو خالد‘‘ وهو من سكان كفرتخاريم، ’’منذ أن كنت طفلاً في العاشرة من عمري كنت أذهب مع والدي إلى السوق لكي أتناول الملبس، عمري اليوم 60 عام، ولازلت أتذكر هذه التفاصيل وعائلة البدوي مشهورة بصناعة حلويات الملبس، حتى أنهم لقبو بالحيز نسبة لعملهم بصناعته‘‘.
يشار إلى أن هذه المهن أصبحت قليلة جداً في الشمال السوري المحرر، وتقتصر على أشخاص محدودين، فيما يعمل متقني المهن على نقلها لأبنائهم وأحفادهم لما لها من خصوصية وتاريخ قديم.
عذراً التعليقات مغلقة