“لوموند” الفرنسية: الروس اختبروا 200 سلاح على السوريين

فريق التحرير6 أكتوبر 2018آخر تحديث :
إيزابيل ماندراود
قصف مكثف وعنيف لقوات نظام الأسد وحليفه الروسي على أحياء جنوب دمشق – اليوم الجمعة 27/4/2018 – عدسة: حرية برس©

في تقرير لها قبل يومين تقوق “لوموند” الفرنسية أنه في الوقت الذي ينكر فيه جيش موسكو استهداف المدنيين في قصفه، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن مقتل 8000 سوري بالقصف الروسي منذ بداية العدوان الروسي على الشعب السوري دعماً لنظام الأسد.

وتورد الصحيفة الفرنسية نقلاً عن تقرير للضابط الروسي الرفيع فيكتور بونداريف، وهو في الوقت نفسه عضو في مجلس الشيوخ الروسي ويترأس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، وقد عمل قائداً للقوات الجوية الروسية منذ آب/أغسطس من العام 2015 وحتى سبتمبر/أيلول من العام 2017، وذلك خلال ثلاث سنوات من التدخل العسكري الروسي الدامي في سوريا.

ويؤكد بونداريف في تقريره إرسال 63 ألف جندي روسي إلى سوريا، وأن هذا العدد يرتفع باستمرار. وفي ديسمبر/كانون الأول من العام 2017، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود 48 ألف عسكري في سوريا، في تناقض صريح مع تصريحاته المتكررة عن سحب روسيا لقواتها من سوريا تدريجيا، ورغم ذلك استمرار ارسال موسكو لنحو خمسة آلاف جندي وسطياً كل ثلاثة أشهر.

كما يتحدث تقرير بونداريف عن “دقة الضربات الجوية” الروسية التي أدت إلى “تدمير آلاف من الأهداف”، منها مخازن ذخيرة، ومقرات عامة للقيادة، ومناطق محصنة، ويؤكد بونداريف أن الضربات الروسية قتلت حوالي 100 ألف “إرهابي”، من بينهم 85 ألفا، بفضل “مقدرة قواتنا الجوية”، حسب وصفه.

وتشير “لوموند” إلى أنه ليس فقط بونداريف من يتحدث عن دقة الأسلحة الجوية، ولا عن كون سوريا مسرحاً لتجريب الروس أسلحتهم التدميرية، وتحسين مستواها، فقد صرح فلاديمير شامانوف، القائد السابق لقوات المظليين، أمام البرلمان، الذي أصبح نائباً فيه، في 23 فبراير/شباط الماضي، بأنه “من خلال مساعدتنا شعبنا السوري الشقيق، قمنا بتجربة أكثر من 200 نوع جديد من الأسلحة”، مشيراً إلى أن “هذا برهن أمام العالم كله على فعالية الأسلحة الروسية”.

ويوضح تقرير “لوموند” أنه من بين الأسلحة التي تم اختبارها في سوريا، طائرة “سو57″ الجيل الخامس، و”سو 35 إس” الجيل الرابع، وأيضاً طوافة عسكرية من نوع “كا 52″، وأخرى هجومية من نوع “مي 28″، وراجمة الصواريخ اللهبية “TOS-1A” وصواريخ “كاليبر”، وصواريخ “كورنيت” المضاد للدبابات، والصاروخ المجنح “خا 101”.

وتشير “لوموند” إلى أن منظمة الدفاع المدني العاملة في مناطق سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، والمسماة “الخوذ البيضاء”، قالت في تقرير نشر في 30 سبتمبر/أيلول، أنها تدخلت مرات عدة، لإنقاذ مصابين وإخلاء قتلى في مبان مدنية تعرضت لعشرات الغارات الروسية. وقد أحصت هذه المنظمة 19 مدرسة و20 سوقاً و20 مؤسسة طبية و21 من مراكزها، كانت هدفاً للغارات الروسية.

عناصر الدفاع المدني يخلون شهداء سقطوا بقصف روسي على ريف إدلب – عدسة علاء الدين فطراوي

وترى الصحيفة الفرنسية أنه بينما انتهت روسيا، يوم الثلاثاء في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، من توريد نظام الدفاع الجوي إلى جيش الأسد، إضافة إلى معدات “الحرب الإلكترونية”، فإنها “اختبرت على المسرح السوري، بحسب وزارة الدفاع، أكثر من “مئتي نوع من الأسلحة”، والكثير من هذه الأسلحة “تم تطويره، بعد تجربته”، باعتراف رئاسة الأركان الروسية”.

وتضيف “لوموند” أنه “لم يسبق أبداً للجيش الروسي، الذي دشن معرضاً متنقلاً في روستوف-سور-ليدون، في جنوب البلاد، من أجل الاحتفال بالذكرى الثالثة لتدخله في سوريا، شملت نحو مئة من الغنائم التي تمّ الاستيلاء عليها في سوريا من أسلحة، وأيضاً لباس مقاتل من داعش”. وتسلط الضوء على تصريح لبوتين في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تباهى فيه بـ”أنواع جديدة من السلاح تمّ اختبارها في وضعية حقيقية ضد إرهابيين”.

ثمن النصر الروسي دماء الشعب السوري

وتشير “لوموند” إلى أن قاعدة حميميم الروسية لم تفلت من الهجمات، ويعترف المتحدث باسم الجيش الروسي، إيغور كوناشينكوف، بأنه تم تدمير 47 طائرة من دون طيار، محملة بمتفجرات، في شهر واحد، هذا الصيف، اقتربت من القاعدة. ولم تسفر هذه الهجمات التي لم يعلن عن مسؤوليتها أحدٌ، سوى عن القليل من الخسائر المادية.

ولم يُخف الجنرال بونداريف ابتهاجَه بمحدودية الخسائر الروسية، والتي عددها في مقتل 112 عسكرياً روسياً على أرض المعركة. كما تحدث المسؤول الروسي عن فقدان ثماني طائرات وسبع طوافات عسكرية ومصفحة أو مصفحتين، وقارنها بالخسائر الثقيلة للجيش الروسي في أفغانستان (مقتل 4800 جندي في السنوات الثلاث الأولى من الحرب)، وأيضاً بالخسائر الأميركية في العراق في السنوات الثلاث الأولى، التي وصلت إلى ألفي قتيل من قوات “المارينز”.

وتبدي الصحيفة الفرنسية تعجبها من كون “الحصيلة الروسية لا تقول شيئاً عن صراع تسبب في مقتل أكثر من 360 ألف سوري، منذ القمع الدموي للتظاهرات الأولى المعادية لنظام الأسد في آذار/مارس من العام 2011”. لكنها تستدرك بأنه “لا يمكن إنكار أن روسيا، غيّرت خارطة النفوذ بشكل كامل”، إذ إنه قبل ثلاث سنوات، لم يكن نظام الأسد يسيطر سوى على 26 في المائة من الأراضي السورية. وتمّ الآن، شطب “داعش” تقريباً من الخريطة، بسبب هجومين قادتهما، بشكل مستقل، روسيا وحليفاها السوري والإيراني، وأيضاً “التحالف الدولي”، الذي تقوده واشنطن بدعم من القوات العربية – الكردية. أما القوات المعارضة للنظام، فقد خسرت مواقعها، الواحد تلو الآخر، وأصبحت محاصَرَةً، بشكل أساسي، في محافظة إدلب.

المصدر صحيفة لوموند الفرنسية
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل