هل يدفع الإهمال قاطني مخيم الركبان للعودة إلى مناطق النظام؟

فريق التحرير3 أكتوبر 2018آخر تحديث :
مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية – أرشيف حرية برس

أحمد زكريا – حرية برس

تفيد الأنباء الواردة من” مخيم الركبان” على الحدود السورية الأردنية، عن عقد اجتماع، أواخر الشهر الماضي، ضم وفد من عشائر من المخيم مع عشائر مقربة من نظام الأسد بخصوص تسوية أوضاع عدد من القاطنين في المخيم.

وطالب وفد “عشائر الركبان” بعلاج 150 حالة صحيّة في مشافي دمشق أو غيرها، وبإنشاء نقطة طبيّة مؤقتة قريبة من مواقع النظام، وضمان تسوية أوضاع كل شخص من الحالات المرضية ضمن حالات الخدمة “الاحتياطية، أو الإلزامية، أو المنشقين”، إضافة لمقترح حول توفير طريق آمن لانتقال عدد من الأهالي صوب الشمال السوري وأن يكون الطريق حصرًا من الركبان إلى المنصورة وصولًا إلى الرقة، يضاف إلى ذلك عدد من المطالب والمقترحات الأخرى.

وبحسب محضر الاجتماع الذي تم بين الطرفين، اطلع “حرية برس” على نسخة منه، فإن الاجتماع تم في منطقة محايدة قريبة من منطقة ال 55 كم في “التنف” وقريبة من حاجز “جليغم” في البادية السورية.

قاطنو المخيم لا ثقة لهم بالنظام

وقال الناشط الإعلامي في مخيم الركبان “عماد أبو شام” لحرية برس: إنه وبتاريخ 29 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، طلبت قوات الأسد اجتماعًا مع وجهاء من مخيم الركبان وممثلين عن المدن والمناطق في المخيم، وقد طرحت عليهم موضوع تسوية لسكان المخيم ولحاملي السلاح، مبينًا أن ما تم طرحه في الاجتماع لم يتم رفضه ولا حتى قبوله وتم تركه للمدنيين والعسكريين الراغبين بإجراء تسوية مع النظام، لافتًا إلى أن قوات النظام تعمل على انجاز المصالحات في مناطق تواجدها القريبة من منطقة ال 55 كم والقريبة من مخيم الركبان أيضا.

وبحسب” أبو شام” فإنه لا يوجد أي تطور في مخيم الركبان، وأن 80% من الأهالي والعسكريين ليس لديهم أدنى ثقة بقوات النظام بسب ما فعلوه في مناطق “درعا، وريف حمص الشمالي” واعتقالهم للشبان في مناطق المصالحات، لذلك فسكان المخيم لم يعطوا أي اهتمام بموضوع الاجتماع.

وبيّن “أبو شام” أن أبرز ما تم أخذه بعين الاعتبار عقب هذا الاجتماع، هو ما تم طرحه بخصوص موضوع معالجة الحالات الطبية في مناطق النظام في ظل توقف النقطة الطبية التي تتبع لليونيسيف مؤخرًا، إضافة للأخبار التي يتم تناقلها باستمرار بأن النقطة سيتم ايقافها من جديد، وهذا ما شجع الأهالي على قبول ارسال الحالات الطبية لمناطق النظام والذي عرض عليهم أنه بعد العلاج سوف تتم عملية تسوية لهم، وبالتالي من عليه خدمة الزامية أو احتياط فسينضم لصفوف قوات النظام بعد ذلك.

المنظمات الاغاثية تتحمل المسؤولية

وحمّل “أبو شام” المنظمات الاغاثية مسؤولية ما يجري في مخيم الركبان، خاصةً وأنه منذ 10 أشهر والمساعدات الاغاثية والطبية لم تدخل للمخيم، إضافة لتوقف نقطة الطبية مؤخرًا لعدة أيام وسط انتشار الامراض وتحديدًا مرض “التهاب الكبد الوبائي” بين الأطفال، ما شكل هاجسًا ومخاوف لدى الأهالي على أطفالهم من انتشار هذا المرض بشكل أكبر، وهو ما دفع ببعض الأشخاص للقبول بمعالجة حالاتهم المرضية في مناطق النظام.

ورأى “أبو شام” أن الأمور تتجه في مخيم الركبان، إما باتجاه قبول بعض قاطني المخيم بالتوجه نحو الشمال السوري أو البقاء في المخيم، مؤكدًا أن القسم الأكبر يريد البقاء في المخيم كون المنطقة أمنة وتحت حماية التحالف الدولي من قوات النظام أو من تنظيم “داعش” الإرهابي.

قاطنو مخيم الركبان أصابهم اليأس

من جهته، “خضر المحيا” أحد قاطني المخيم ومن الوفد الذي حضر الاجتماع مع وفد من قوات النظام قال لحرية برس: إنه بالنسبة للتفاصيل نعم تم الاجتماع ولكن ليس للتسوية بشكل خاص، إنما كان ينص هذا الاجتماع على فتح الطرق حسب إرادة أطياف المجتمع، ومعالجة بعض النقاط وأهمها معالجة الحالات الإنسانية.

وأضاف، أنه بتخلي المجتمع الدولي عن أهالي المخيم وخصوصًا موضوع الطبابة وموت الأطفال والنساء، فإنه لا يوجد أي حل غير الاتفاق، معتبرًا أنه وفي حال موافقة النظام على شروط وفد المخيم، فإن المخيم خلال أيام سيتجه إلى “الزوال” بحسب تعبيره، مبينًا أن من أهم المطالب هو فتح طريق باتجاه “الرقة”.

وقال “المحيا” إن النازحين أصابهم اليأس من الوعود، فمثلًا هناك عدة حالات مرضية بحاجة إلى علاج فوري وناشدنا كل العالم بما فيهم “إسرائيل” ولا مجيب، كما أن هناك شخصاً اسمه “أسامة العبدالله” تم ادخاله للأردن لتلقي العلاج وتم فتح بطنه والآن يخرج منه يوميا نصف ليتر “قيح” ومنذ أسبوع بدأت تظهر “ديدان” مع القيح، متسائلًا في الوقت ذاته عن الحل والأردن أغلق النقطة الطبية أمام الحالات المرضية الموجودة في المخيم، كما أن هناك حوالي 50 ألف على الأقل جلّهم من النساء والأطفال ماذا يفعلون هنا في الصحراء وقد تخلى العالم جميعًا عنهم؟.

مجلس عشائر تدمر والبادية السورية يحذر

بدوره، حذر “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية” قاطني مخيم الركبان من مغبة الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام مبينًا أن الأمور تسير نحو المجهول، وقال “ماهر العلي” منسق المجلس: “نؤكد على خطورة الذهاب إلى أماكن سيطرة النظام وأن النظام ليس بضامن أبداً ولا يمكن للمجرم أن يكون ضامن، فهل سمعتم عن ذئب يكون راعي للقطيع، هذا ضرب من الخيال والجنون”.

وطالب “العلي” في حديثه لحرية برس، الأمم المتحدة بضرورة أن تنهض بواجباتها تجاه النازحين، وأن يكون المخيم مسجل على قوائم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وألا يتم استخدام اللاجئين والنازحين كورقة ضغط سياسي يتم تقاذفها حسب المصالح بين الدول، مؤكدًا أن هؤلاء النازحين مسؤولية دولية مشتركة ويجب حمايتهم وفق المواثيق الدولية، ويجب إبعاد الفصائل العسكرية عنهم ومنعها من التدخل في شؤونهم.

وضع كارثي ومجاعة حقيقية

ووصف “العلي” الوضع في المخيم بأنه “كارثي ويعيش بمجاعة حقيقية” في ظل توقف المساعدات منذ أكثر من تسعة أشهر، وأن ما زاد الأعباء هو إغلاق النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة، وعدم استجابة الأمم المتحدة لنقل العديد من الحالات الحرجة، إضافة لتنصل الأمم المتحدة من واجباتها تجاه النازحين، وحالة اليأس التي وصل إليها الأهالي، الأمر الذي دفعهم للمخاطرة والذهاب لأماكن سيطرة النظام.

ولفت “العلي” الانتباه، إلى أن من دعى لهذا الاجتماع ونسق له هو “جيش مغاوير الثورة”، وحضر الاجتماع أطياف متعددة من داخل مخيم الركبان، مؤكدًا في الوقت ذاته أن من حضر الاجتماع لا يمثل إلا نفسه وأن مجلس عشائر تدمر والبادية السورية غير معني بما تم التوصل إليه كونه كان بتصرف فرد تم فصله كونه كان من المقرر أن يتم الاجتماع مع ممثلين عن الأمم المتحدة وليس مع وفد يمثل النظام، لكن بعد الاجتماع تفاجئنا بأوراق تتحدث عن موضوع مصالحات، مشددًا على أن موقف المجلس واضح وهو أنه لا تسوية مع نظام بشار الأسد.

ويقع مخيم “الركبان” وسط صحراء نائية في نقطة تلاقي ثلاث دول هي “العراق، وسوريا، والأردن”، في حين تصفه بعض المصادر المحلية بأنه مخيم “الموت” نظرًا لانتشار الأمراض وحالات الوفيات المتكررة فيه جراء انعدام الرعاية الطبية بشكل تام.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل