محمود أبو المجد – حرية برس:
تشهد مناطق سيطرة مليشيا الوحدات الكردية “قسد” تزايد حالات الاعتقال العشوائية بحق الشباب، حيث يتم سحب بعض منهم للخدمة الإجبارية في صفوف قواتها، وزج الآخرين بالسجون بتهمة التعامل الجيش السوري الحر.
وفي حديث خاص لحرية برس قال أحد المعتقلين ممن خرجوا مؤخراً من سجون الميليشيات الكردية: “دخلنا إلى مدنية منبج عبر منطقة جرابلس، وعند وصولنا إلى منطقة الكهف غربي المدينة في المساء، اضطررنا إلى الدخول للمسجد حتى يحل الصباح، وبعد لحظات اقتحم المسجد عناصر من المليشيات الكردية و اعتقلونا بتهمة التعامل مع الجيش السوري الحر”.
وأضاف: “قامت المليشيات الكردية بأخد هواتفنا وتفتيشها والبحث عن أي شيء له صلة بالجيش السوري الحر أو تركيا، وتم تحويلنا إلى ما يسمى (فرع الأمن الداخلي) للتحقيق، حيث كان السؤال الأول عن ماهي علاقتنا بالجيش السوري الحر وهل خرجنا مظاهرات سابقاً، وماهي صلتنا بتركيا وهل تعاملنا مع الجيش التركي”.
وأوضح المصدر: أن “المليشيات الكردية كانت تبحث بدقة في هواتف المعتقلين عن أي صورة تثبت أن لهم صلة مع الجيش الحر، أو صورة للعلم التركي أو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، لافتاً أنهم يقومون بخلع ملابس المعتقل بحثاً عن إصابة حربية سابقة أو علامة على أجساد المعتقلين تبيّن استخدامهم السلاح.
وأشار مصدرنا إلى أن زنزانة الاعتقال كانت عبارة عن غرفة صغيرة تحتوي على أكثر من 50 معتقل، والجميع ينام وهو جالس بسبب الازدحام وضيق الحركة، فضلاً عن عدم وجود حمامات للمعتقلين، وفي حال أي معتقل طلب الخروج للحمام يتم إهانته وضربه أمام السجناء”.
وتابع: “بعد عدم ثبوت أي تهمة علينا، تم تحويلنا إلى قسم أخر، ثم وضعونا في غرفة أخرى بطول 12 متر وعرض 5 أمتار، تحتوي على أكثر من 150 معتقل، معظمهم مسجون بتهمة التواصل مع الجيش الحر أو يضعون صوراً في هاتفهم للعلم التركي أو علم الثورة السورية، وبعد يومين عُرضنا على القضاء مع تكرار نفس الأسئلة مرة أخرى، وبعد عدم ثبوت شيء ضدنا تم إخلاء سبيلنا”.
وبيّن المصدر: أن أوضاع المعتقلين في سجون قسد تشبه معتقلات نظام الأسد من حيث المعاملة والإهانة وطرائق التعذيب، حيث يوجد المئات من المعتقلين في سجون المليشيات الكردية من جميع المحافظات السورية و دون تهم معينة، يتعرض من ثبت منهم صلتة مع الجيش الحر لأشد أنواع التعذيب والتنكيل.
يشار إلى أن المليشيات الكردية “قسد” في عفرين كانت قد سلمت معظم المعتقلين في سجونها لنظام الأسد، وذلك قبيل سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة خلال عملية غصن الزيتون التي شنها بدعم من الجيش التركي، والتي أسفرت عن تحرير عفرين وما حولها.
وكانت المليشات الكردية “قسد” قد بسطت سيطرتها على كافة المناطق الواقعة بين الحدود السورية العراقية والحدود السورية التركية في الضفة الشرقية من نهر الفرات إثر معارك مع “داعش” تلقت خلالها الدعم من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
Sorry Comments are closed