ياسر محمد – حرية برس
لم يترك وزير خارجية البحرين مجالاً للتساؤلات والتأويلات حول اللقاء الأول من نوعه منذ 2011 والذي جمعه بوزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس السبت.
فقد فسر خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، اللقاء بأنه “كان ضمن الحراك العربي لحل الأزمة السورية”، وأعلن آل خليفة بكل وضوح وبشكل رسمي موقف حكومة بلاده الجديد الداعي إلى “عودة جميع الأراضي السورية للحكومة السورية (نظام الأسد)”، وبحسب تغريدة نشرتها وزارة الخارجية البحرينية، قال آل خليفة: “الحكومة السورية هي حكومة سوريا، ونحن نعمل مع الدول وإن اختلفنا معها، ولا نعمل مع من يسقط تلك الدول، ونحن نسعى لتحقيق تطلعات الشعب السوري”!!، ولم يفسر الوزير عن أي شعب يتحدث! الذي تحت التراب أم الذي يتوزع في مشارق الأرض ومغاربها نتيجة حرب الأسد الوحشية على الشعب السوري.
محللون وسياسيون رأوا أن الخطوة البحرينية لا تمثل تلك الدولة (المملكة) الهامشية الصغيرة وحدها، بل تمثل توجهاً لدولتين خليجيتين فاعلتين، وما الخطوة البحرينية إلا بالون اختبار، وفي هذا المعنى قال الكاتب الصحفي السوري المعارض، عمر إدلبي: “لقاء وزيري خارجية نظام الأسد والبحرين ليس مصادفة، وليس عابراً، ونتائجه قد تظهر بعودة ممثل الأسد إلى مستنقع (الجامعة العربية)، وهذا مرهون بفهم الأسد للرسالة السعودية الإماراتية عبر الوزير البحريني.
المدهش أن قيادة السعودية، ومنذ حرب الخليج الأولى مروراً باغتيال الحريري؛ وغزو حزب الله لبيروت؛ مصرة على عدم فهم حقيقة أن فك الأسد ارتباطه بإيران مستحيل!!”.
وذكَّر الكاتب السوري إبراهيم الجبين البحرين بتواطؤ نظام الأسد عليها لمصلحة إيران، فكتب قائلاً: “وزير خارجية البحرين الذي يتشدق بكلمة (أخي) حين يذكر لقاءه بوليد المعلم يتجاهل معسكرات الحجيرة قرب دمشق التي دربت فيها المخابرات السورية خلايا حزب الله البحريني لتنفيذ تفجيرات في المنامة. لكن من يهن يسهل الهوان عليه”.
خطوة الوزير البحريني، تقود مجدداً إلى قراءة خبر أوردته وكالات ومواقع مؤيدة لنظام الأسد في شهر آب الماضي، زعم وقتها أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قدّم عرضاً مغرياً وغير مسبوق لـ”الأسد”.
وزعم نواف الموسوي النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة “حزب الله” الإرهابي أن مندوباً سعودياً حمل وقتها عرضاً واضحاً من ولي العهد محمد بن سلمان إلى رأس النظام بشار الأسد، ينص على أن يبقى “الأسد” رئيساً مدى الحياة، “ولا نريد إصلاحات سياسية ودستورية في سوريا”، كما تتعهد السعودية بإعادة إعمار سوريا كلها، لكن مقابل ذلك يتوجب على “الأسد” قطع العلاقات نهائياً مع كل من “حزب الله” اللبناني وإيران.
يذكر أن دولاً عربية مثل لبنان وعُمان والجزائر والعراق ومصر.. لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية بنظام الأسد، وذهب بعضها إلى حد المطالبة بتعويمه وإعادته إلى “جامعة الدول العربية” التي صار يُنظر إليها كتحالف للدكتاتوريات ضد الشعوب.
عذراً التعليقات مغلقة