ثلاث سنوات على تدخل العدوان الروسي والثورة مستمرة، ثلاث سنوات من المجازر والثورة مستمرة، فهل يمكن هزيمة شعب لم تهزمه طائراتهم ولم تهزمه صواريخهم ما دامت الثورة في القلوب وما دام الطفل يصرخ من قلب محروق أريد أبي فالثورة باقية.
لا يمكن أن تمحو كل الاتفاقيات والتسويات من ذاكرتنا تلك المجازر، كيف يمكن أن ننسى أول مجزرة للطيران الروسي في ريف حمص الشمالي حينما استهدف قرية الزعفرانة ومن ثم مدينة تلبيسة وتلاها استهداف مدينة الرستن فكانت النتيجة شهداء بالعشرات ودمار لم يسبق له مثيل ورعب في نفوس الأطفال، آلة القتل ازدادات وازداد معها إصرار الشعب على إزالة من استقوى بالغريب على شعبه ومن استنجد بالمحتل للبقاء على كرسيه، فهل يمكن أن تمحو من ذاكرتنا الأشلاء و الدماء و الدمار؟
بعد 30 أيلول 2015 بأسبوعين كانت أولى حملات الطيران الروسي على ريف حمص الشمالي حينما استهدف البشر والحجر والطير وكل شي قابل للحرق، إنه الرابع عشر من تشرين الأول حين بدأ بحملة بربرية على قرى تيرمعلة والمحطة وسنيسل وجوالك والمشروع، و رغم صغر تلك القرى إلا أنها كبرت وكبرت معها معنويات الثوار لتعانق عنان السماء، كانوا لا يهابون طائرات الروس ويمشون على الجمر الذي ينزل من السماء وبعد عدة محاولات باءت بالفشل بدأت حملة التدمير والتي لا زالت أبنية الريف شاهدة على حجم إجرام الروس وحقدهم، نعم ازداد الحقد مع ازدياد قوة الثوار.
تيرمعلة هدمت بشكل شبه كامل لتصبح كالمدينة التي عثر عليها بعد آلاف السنين وكما لم يسبق لمدينة أن تم تدميرها.
كيف يمكن نسيان شهداء الحقيقة؟ الشهيد الإعلامي محمود اللوز وأخوه الشهيد خالد اللذين أثبتا للعالم بأنه لا فناء لثائر، فبعد استشهادهما حمل الراية أخوتهمت وأبناء أعمامهم وأصدقائهم وما أثنتهم آلة القتل من الثأر لدمائهم ودماء شهداء الحرية كما لم تثنهم عن الثأر لشهداء آل عساف الذين استشهدوا في قبو وجدوا فيه ملاذاً آمناً ليصيب أحد صواريخ الحقد باب الملجأ، وبقوا تحت الأرض أطفالاً ونساءً و شيوخاً، نعم هذه هي الثورة السورية التي ضحى ولا زال يضحي فيها الشعب السوري لينال حريته التي لم يفهم معناها إلا هؤلاء من عاشوا أيام القهر والحصار والجوع ولكنهم بمنأىً عن رؤية المجرم وهو يتسكع في شوارع ريف حمص الشمالي الذي بات الآن مرتعاً لضفادع الثورة الذين خانوا الدم والأرض والعرض وألقوا سلاح العز والشرف وحملوا سلاح الذل والعار.
هي ثلاث سنوات على تدخل العدو الروسي ولكن لم ولن يحققوا هدفهم بوأد الثورة ما دام فينا أطفال ونساء وشيوخ يصرخون في ساحات الحرية في الشمال السوري “الشعب يريد إسقاط النظام”، فما دام الشعب يريد فإرادته ستتحقق بإذن الله.
Sorry Comments are closed