حملة جديدة على “الأسد” تكرّسه كمجرم حرب

فريق التحرير26 سبتمبر 2018آخر تحديث :

ياسر محمد – حرية برس

لم يقتصر حديث زعماء دول العالم في الجلسة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حالياً في نيويورك، على تناول القضية السورية بشكل عام، بل تطرق بعض الزعماء المؤثرين دولياً إلى جرائم رأس النظام بشار الأسد شخصياً، وإلى نظامه والنظام الإيراني الداعم له، ما يجعل “الأسد” يبدو في المشهد العالمي -كما هو في حقيقته- مجرم حرب.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال في كلمته أمام الجمعية العامة “إن الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً، ولا يمكن تغطية جرائم نظام بشار الأسد من خلال بقائه في الحكم إلى ما لا نهاية”. وشدد ماكرون على أن النظام “يوماً ما ستتم محاسبته”، وكان وزير خارجية ماكرون، جان إيف لودريان، قال قبل يومين إن “الأسد ربما انتصر في الحرب ولكنه لم يفز بالسلام”، في إشارة فسرها محللون بعدم إمكانية استمراره في الحكم.

من جهته؛ دعا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام جلسة الأمم المتحدة، إلى ردع نظام الأسد عن ارتكاب الجرائم عبر الحرب التي يشنها على شعبه، مؤكداً أن عدم محاسبته عليها، يُفرغ أحكام القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان من أي معنى.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يتطرق في كلمته إلى ذكر جرائم “الأسد” بالاسم، إلا أنه اتهم نظام الأسد والنظام الإيراني بتدمير سوريا وقتل شعبها، وقال “أي حل للأزمة في سوريا يجب أن يتضمن استراتيجية لوقف دعم النظام الإيراني لنظام الأسد الوحشي .ولكن وزير دفاعه جيمس ماتيس كان أكثر مباشرة ووضوحاً حين قال: إن “هدفنا في سوريا اختيار الشعب لحكومة لا يقودها الأسد”، مشددًا على أن بلاده لن تقبل بوجود بشار مجددًا.

وعلق الكاتب السياسي السوري المعارض محي الدين لاذقاني على كلام ماتيس بالقول: “تصريحات وزير الدفاع الاميركي اليوم أن هدف واشنطن في سوريا هو أن يختار الشعب السوري حكومة جديدة لا يقودها بشار الأسد وتوعده إيران بالمحاسبة عن أيّ تصرف، يكمل تصريحات بولتون مستشار ترامب للأمن القومي أمس عن بقاء القوات الأميركية إلى أن تنسحب القوات والميليشيات الإيرانية من المنطقة”.

وفي إشارة إلى أن نظام الأسد أصبح موسوماً عالمياً بأنه “نظام كيماوي”، قال رائد فقيه مراسل قناة الجزيرة في مقر الأمم المتحدة: “خلال كلمة غوتيريش في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد حديثه بلحظات عن استخدام الأسلحة الكيميائية، تم وضع كاميرا الأمم المتحدة على (ممثل نظام الأسد) بشار الجعفري”.

وعلى الرغم من عجز المجتمع الدولي -حتى الآن- عن جر “الأسد” إلى قفص الاتهام في محكمة العدل الدولية، إلا أن وسمه ونظامه بالإجرام وربطه بالجرائم الكيماوية البشعة، في أكبر محفل دولي وأممي، يجعل من محاولات روسيا وحلفائها إعادة تدوير الأسد ونظامه أمراً أبعد من المستحيل، خاصة وأن ملايين الوثائق التي تثبت تورط رأس النظام شخصياً أصبحت محفوظة في أماكن عدة من العالم، وآخرها “أرشيف الشر” الذي أُعلن عنه منذ أيام فقط، ويضم أكثر من مليون وثيقة بعضها يحمل توقيع “بشار الأسد”، وكلها عبارة عن أوامر قتل وتصفيات وتعذيب..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل