أعلن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان” اليوم الأحد، أن “إسرائيل” لن تتوقف عن شن عمليات في سوريا ضد الوجود العسكري الإيراني، على الرغم من حادثة إسقاط الطائرة الروسية الإثنين الماضي.
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مقتل 15 شخصاً على متن طائرتها من طراز “إيل-20” التي أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد بصاروخ من منظومة “إس-200”، وحمّلت موسكو مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية بالكامل لتل أبيب، مبينةً أن مقاتلات إسرائيلية تسترت بالطائرة الروسية، ما جعل الأخيرة عرضةً لنيران نظام الأسد.
وجاءت تصريحات “ليبرمان” الأحد لإذاعة “ريشت بيت” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، على خلفية تحميل وزارة الدفاع الروسية تل أبيب مسؤولية حادث إسقاط الطائرة الروسية، وظهور تكنهات إعلامية بأن روسيا قد تحد من حرية حركة سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي في أجواء سوريا.
وقال ليبرمان “تصرفنا ونعمل بحذر ومسؤولية في الحالات التي لا يكون لدينا فيها خيار آخر، لذا لم يتغير شيء ولن يتغير. هذه سياستنا”، مضيفاً “لن نسمح لسوريا بأن تتحول إلى قاعدة إيرانية متقدمة ضد إسرائيل، ونواصل العمل.. ولهذا لدينا كل الوسائل والإمكانيات”.
وأردف ليبرمان “لا يزال الجيش الإسرائيلي يعتمد على آليات الاتصال التي أنشأها قبل ثلاث سنوات مع الجيش الروسي في سوريا من أجل تجنب حالات الصدام”، موضحاً أن “الإسرائيليين لا يعترفون بذنبهم في إسقاط إيل -20. ويرفضون ادعاءات موسكو بأن المقاتلات الإسرائيلية استخدمت طائرة (إيل -20) كغطاء لشن غارة أخرى على سوريا، ما عرّضها لنيران الدفاعات الجوية السورية”.
ويدعي المسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن قوات الأسد أطلقت صواريخ مضاداتها الجوية “بشكل عشوائي وغير مهني” دون التأكد من عدم وجود طائرات أخرى في المنطقة.
وبحسب الإدعاءات الإسرائيلية، كان سرب طائرات تل أبيب عاد إلى الأجواء الإسرائيلية عندما أصيبت الطائرة الروسية إيل -20 بصاروخ (S-200).
وقال “ليبرمان” إن “إسرائيل ليست معنية بالاحتكاك مع روسيا ولن تتجادل معها عبر وسائل الاعلام بل ستبذل قصارى جهدها لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي”، وحمّل وزير دفاع حكومة الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية بشكل كامل لنظام الأسد.
الدفاع الروسية تحمل “إسرائيل” مسؤولية اسقاط الطائرة
وحملت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من اليوم الأحد، سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة” لتحطم الطائرة “إيل-20″، التي أسقطها مضادات قوات الأسد الأرضية، الثلاثاء الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء “إيغور كوناشينكوف” خلال مؤتمر صحفي، إن موسكو ترى أن المسؤولية عن تحطم الطائرة “إيل-20” في سوريا تقع بالكامل على سلاح الجو الإسرائيلي، مؤكداً أن التصرفات الإسرائيلية أثناء الحادثة كانت ستعرض طائرات ركاب للخطر، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”.
وأضاف كوناشنكوف “المعلومات الموضوعية المقدمة تدل على أن تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، التي أدت لمقتل 15 عسكرياً روسياً، تتحدث عن عدم مهنيتهم أو على الأقل عن إهمال إجرامي. لذلك نحن نعتبر أن المسؤولية عن كارثة الطائرة الروسية “إيل-20 تقع بالكامل على القوات الجوية المسلحة الإسرائيلية وأولئك اللذين اتخذوا القرار بمثل هذا النشاط”.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تنتهك اتفاقيات تجنب الحوادث في سوريا كونها حذرت من الضربة على سوريا بالتزامن بدء الهجوم، مضيفاً أن “إسرائيل” ضللت روسيا عند إشارتها إلى مكان خاطئ للضربة المخطط لها، مما “لم يسمح لـ”إيل-20” بالوصول إلى منطقة آمنة،
أما فيما يتعلق بتفاصيل الضربة، قال المتحدث الروسي إن المناورة التي نفذتها مقاتلة إسرائيلية عند اقترابها من الطائرة الروسية، أدت إلى أن يعتبرها الدفاع الجوي السوري “محاولة قصف جديدة”، موضحاً أن طياري مقاتلات “اف-16” الإسرائيلية “اختبأوا” خلف “إيل-20” وخرجوا من منطقة المناوبة بعد عشر دقائق من خبر سقوط الطائرة.
وبيّن كوناشنكوف: أن الجيش الإسرائيلي اقترح المساعدة “بعد مرور 50 دقيقة” من سقوط الطائرة، التي اضطرت إلى الهبوط الاضطراري بعد استهدافها، كما رأى أن التصرف الإسرائيلي إما كان “يسمح بإهمال إجرامي” أو يعد “تصرفاً غير مهني”.
وأكدت الدفاع الروسية، أن الطائرة “لم تنتهك أبداً” الاتفاقات مع إسرائيل حول التحليق في سوريا، وأن “الطيران الإسرائيلي شكل خطراً مراراً على العسكريين الروس في سوريا”.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً باستهداف مواقع عسكرية في سوريا، وقال مصدر عسكري في جيش الاحتلال قبل نحو أسبوعين إن قواته نفذت 200 غارة على أهداف إيرانية في سوريا خلال العام الماضي.
وتسعى إسرائيل إلى القضاء على إمكانية تعزيز إيران تواجدها العسكري في سوريا، خاصة قرب الحدود في الجولان المحتل.
Sorry Comments are closed