دي ميستورا والمهمّة السورية: فريق عمل محرِج بولاءات شخصية(3/3)

فريق التحرير20 يونيو 2016آخر تحديث :

ديمستورا ويان ايغلاند
ملف خاص نشره موقع “العربي الجديد” على أجزاء ثلاثة من إعداد أرنست خوري، وغيث الأحمد، الملف جردة حساب للمهمة السورية التي يتولاها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، وفريق عمله الرسمي، منذ عامين.

دي ميستورا والمهمّة السورية: فريق عمل محرِج بولاءات شخصية(3/3)
يرى كثيرون أن إحدى أكبر مشاكل المهمَّة السورية للمبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، منذ يوليو/تموز 2014، تكمن في تركيبة فريق عمله وهوية عدد من أعضائه. فريق تكاد انتقاداته من دبلوماسيين غربيين، تكون أكبر من تلك الموجهة له من المعارضة السورية، بجناجيها السياسي والعسكري. وتنقل صحيفة “ذا غارديان” البريطانية في ملف نشرته عن الرجل في صيف 2015، بمناسبة مرور عام على توليه مهمته السورية، اتهامات توجه لدي ميستورا، مفادها بأنه يراعي المحسوبيات في تعيين فريق عمله. تقول الصحيفة البريطانية عن ذلك، إنه في مارس/آذار 2015، “أرسل دي ميستورا فريقاً لا يتمتع بالكفاءة من فريق عمله إلى تركيا للاجتماع بمجموعة من المعارضين السوريين، لكن معظم هؤلاء رفضوا اللقاء بالفريق المُرسَل. ومَن وافق على الاجتماع بهم خرج بانطباعات سلبية، حتى أن الوضع كان محرجاً بالفعل، بحسب ما يعترف أحد المستشارين الموظفين في الأمم المتحدة، بدليل أن التقرير الذي كتبه فريق دي ميستورا نُظر إليه باعتباره ضعيفاً وغير جوهري، بالإضافة إلى أن مراسلات وتقارير أخرى وصلت من مكتب دي ميستورا إلى الأمم المتحدة عن الوضع السوري والمهمة الدولية، تم تقييمها بأنها تفتقد للمتانة الفكرية وبالضحالة التحليلية”، على حد تعبير “ذا غارديان”.
ويختصر دبلوماسي أميركي المعادلة بالقول: “إن فريقاً من الدبلوماسيين مليء بالمقربين (من دي ميستورا) هو كارثة بحد ذاتها، لأن الوضع يحتاج فريقاً قادراً على فهم الديناميات السورية بين المجموعات المختلفة”. وفي السياق نفسه، فإنّ معين رباني، وهو ناشط متابع لشؤون الشرق الأوسط، سبق أن شغل منصب المدير السياسي لمكتب دي ميستورا، قبل أن يتقدم باستقالته، مطلع العام الماضي، يقول لـ”العربي الجديد” من عمّان، إنه استقال من فريق دي ميستورا “بسبب قناعتي التامة بعدم وجود أمل لعمل جدي في ظل وجود هذا الشخص، والمقربين منه والذين يتصفون بقلة الكفاءة”. ويتابع أن تعيين دي ميستورا “كان منذ البداية دليلاً على عدم وجود أفق سياسي باتجاه حل حقيقي (للملف السوري)، وكان تعيينه خطأ من الأخطاء التي ارتكبتها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولو كان هناك أفق للحل لتم تعيين شخص لامع، وإذا نظرنا لما يحدث حالياً فالمسيرة يتحكم فيها الأميركيون والروس، من دون دور حقيقي للأمم المتحدة” على حد تعبيره.

وحول تقييمه أداء المبعوث الأممي، منذ عامين، يجيب: “لا أتهم دي ميستورا بالانحياز، فهو قد ينحاز مع الشخص الذي يجلس معه نتيجة لعدم فهمه الكافي للموضوع ودينامياته، لذا تراه عندما يجلس مع النظام، ينحاز لموقفه، وعندما يجلس مع المعارضة ينحاز لها”. ولاستقالة معين رباني من فريق دي ميستورا، قصة ربما تختصر وصف صحيفة “نيويورك تايمز” لدي ميستورا بأنه “دبلوماسي من الوزن الخفيف”، والكلام متعدد المصادر حول المحسوبيات التي يراعيها في تعيين فريق عمل سمته العامة أنه يدين له شخصياً بالولاء المطلق. حصلت استقالة رباني على خلفية قيام دي ميستورا بتقديم تقرير للأمم المتحدة في فبراير/شباط 2015 وجزم فيه أن النظام السوري مستعد لوقف إطلاق النار في حلب. فور انتهاء كلام الرجل، بدأ النظام حملة غارات عنيفة على حلب نفسها.
يتألف فريق عمل دي ميستورا، اليوم، من أشخاص رافق عدد كبير منهم دي ميستورا في مهامه، منذ سنوات عديدة، ومنهم من هو مقرب جداً من أنظمة أو أحزاب داعمة مباشرة للنظام السوري، ليصبح تقييم فريق دي ميستورا، بالنسبة لطيفٍ كبير من السوريين وغير السوريين، سلبياً للغاية. وفي ما يلي أسماء هؤلاء الأشخاص:

صهر لنظام الأسد

ــ نائب المبعوث الخاص رمزي عزالدين، مصري الجنسية، ودبلوماسي في الحكومة المصرية التي تعتبر مواقف دبلوماسيتها أقرب إلى النظام السوري. عمل رمزي قبل انضمامه إلى فريق المبعوث الخاص، رئيساً لبعثة جامعة الدول العربية في النمسا، ومرّتين مراقباً دائماً لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة في فيينا. كان سفير مصر لدى ألمانيا، والنمسا، وجمهورية سلوفاكيا والبرازيل وعمل في السفارات المصرية في واشنطن وموسكو والأمم المتحدة. مثّل مصر في الاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، وهو متزوج من عضو في وفد النظام السوري إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

ــ النرويجي يان إيغلاند، هو المستشار الخاص بالمساعدات الإنسانية، ويقود فريق عمل المبعوث الخاص المعنيّ بالمساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، يشغل إيغلاند أيضاً منصب الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، والذي يتألف من عاملين في المساعدات الإنسانية الذين يعملون مع اللاجئين، كما يعمل أيضاً كرئيس Crisis Action لإدارة الأزمات وأكاديمية القيادة الإنسانية. شغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من عام 2003 حتى عام 2006. وشغل منصب مدير أوروبا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” بين عام 2011 وحتى عام 2013.

ــ المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم المبعوث الخاص، المصري أحمد فوزي، وهو مدير دائرة الأمم المتحدة للإعلام في جنيف، وقد شغل منصب المستشار الإعلامي والمتحدث باسم المبعوثين السابقين الأخضر الإبراهيمي وكوفي عنان. كما شغل منصب مدير شعبة الأخبار ووسائط الإعلام في قسم الأمم المتحدة للمعلومات العامة ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في لندن، وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي.

نومكين رجل بوتين

ــ الروسي فيتالي نومكين، هو المستشار بشأن الوساطة مع النظام السوري، وهو أول روسي يعينه دي ميستورا ضمن فريقه من أجل اختبار الدعم الروسي لخطواته المقبلة. يحظى نومكين بعلاقة وثيقة مع الكرملين وهو مدعوم من الرئيس الأسبق للاستخبارات الروسية، وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق، يفغيني بريماكوف، المعروف بقربه، حتى اليوم، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لدى نومكين اتصال منتظم مع نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الرئاسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، وهو رئيس مركز الدراسات العربية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد الدراسات الشرقية، كما أنه يجيد اللغة العربية بعدما عمل مترجماً من الروسية للعربية في الجيش السوفييتي. عاش في اليمن ومصر. وأشرف فيتالي على الاجتماعات البينية السورية في موسكو والتي أدت إلى “وفد معارضة موسكو” المؤلف من موالين وبعثيين بصفة “معارضة وطنية”.

ــ الهولندي سفن كوبمانز، وهو كبير خبراء الوساطة، متخصص في مفاوضات السلام وتصميم العمليات، وكان مستشار الوساطة الرئيسي لرئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي. يقوم بنصح المبعوثين الخاصين للأمين العام بشأن النزاعات في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية حول استراتيجية وعملية الوساطة، والقانون الدولي، ومراجعة الدستور وترسيم الحدود. قام كوبمانز بتدريس المفاوضات في فرنسا، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة “أكسفورد”.

ــ كبيرة موظفي الشؤون السياسية إلبيدا روكا، تحمل الجنسية اليونانية، قادت الفريق السياسي لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشروق الأوسط قبل أن تنضم إلى فريق دي ميستورا، كما شغلت منصب المستشار السياسي الرئيسي لبعثات الأمم المتحدة السياسية الخاصة في العراق من عام 2007 وحتى عام 2009، وعملت بشكل وثيق مع دي ميستورا مساعدة خاصة، وشغلت نفس المنصب في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان منذ عام 2010 وحتى عام 2012. وفي أيامها الأولى في مقر الأمم المتحدة، شغلت العديد من المناصب بما في ذلك خلال برنامج النفط مقابل الغذاء للعراق، وإدارة عمليات حفظ السلام والمكتب التنفيذي للأمين العام.

ــ فولكر بيرتيس، وهو أكاديمي ألماني الجنسية ويعمل ضمن فريق دي ميستورا مستشاراً خاصاً لمراقبة وقف إطلاق النار، كما يتولى منصب مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، والرئيس التنفيذي لمجلس المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية. لديه خبرة بحثية واسعة حول سورية ولبنان، وقد كتب العديد من المنشورات في وقت مبكر من الصراع في عام 2012، ومنها ما ينتقد فيه عنف النظام ورئيسه وتركيز السلطة في أيدي جهاز الأمن السري.

اللبناني من حصة النظام
ــ من الشخصيات المثيرة للجدل بالنسبة للمعارضة السورية، هو اللبناني الأصل، أنطوان لحام والذي يحمل الجنسية السويسرية، ويعمل كبير موظفي الشؤون السياسية في فريق المبعوث الدولي، وهو مقرب من “التيار الوطني الحر”ـ الذي يرأسه وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، المعروف بقربه من النظام السوري، وهناك تقارير تفيد بأن لحام يقود مشاورات دي ميستورا غير الرسمية مع حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي ورئيسه صالح مسلم، المتهم بخدمة النظام ومصالحه، عسكرياً وسياسياً. لحام حالياً مدير برنامج النزاع وحقوق الإنسان في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وقبل ذلك كان مستشاراً لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية UNSMIS وكان مدير البرامج في الوزارة الاتحادية السويسرية للشؤون الخارجية في عام 2012، وفي عام 2008 كان يشرف على مكتب لبنان في مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة.

ــ كبير مفوضي الشؤون السياسية الآخر، هو الإيطالي سلفاتوري بيدولا، وعمل، قبل انضمامه إلى فريق المبعوث الخاص، مستشاراً رئيسياً لوكالة الإغاثة والتشغيل لسورية، وفي البعثات السياسية في الشرق الأوسط، ومساعداً خاصاً ومسؤول الشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة السياسية في لبنان (UNSCOL)، ونائبَ رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) في مكتب الاتصال في طهران. كما عمل سابقاً لبنك التنمية للبلدان الأميركية والبنك الدولي في واشنطن.

ــ مايكل كونتي وهو المساعد الخاص لدي ميستورا. قبل انضمامه إلى الفريق، شغل العديد من المناصب داخل دائرة الأمم المتحدة للشؤون السياسية، وركّز بشكل رئيسي على الشرق الأوسط، وهو مسؤول سياسي في الأمم المتحدة.

ــ مروة فؤاد، هي مصرية موظفة في جهاز الشؤون السياسية، وعملت سكرتيراً ثانياً في مجلس الوزراء لوزير الخارجية المصري، قبل انضمامها إلى فريق المبعوث الخاص.

ــ ستيفاني خوري من فلسطين، وهي موظفة سياسية في فريق دي ميستورا، وعملت سابقاً موظفة سياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقبل انضمامها إلى فريق الأمم المتحدة، عملت خوري مستشارة للفريق الفلسطيني المفاوض مع إسرائيل في موضوع المستوطنات وسياسات الطرق في مناطق الضفة الغربية.

ــ نيكولا ميشيل من سويسرا، وهو رئيس فريق العمل حول القضايا السياسية والقانونية، كما أنه أستاذ قانون دولي في جنيف، وشغل منصب وكيل الأمين العام للشؤون القانونية والمستشار القانوني للأمم المتحدة، وعمل بشأن لبنان في المقام الأول، ومستشاراً قانونياً للوزارة الاتحادية السويسرية للشؤون الخارجية، وقد كتب العديد من المنشورات عن القانون الدولي.

ــ برجيتا هولست العاني من السويد، وتعمل في فريق العمل لاستمرارية الخدمات والمؤسسات العامة وإعادة الإعمار، وقبل انضمامها لفريق دي ميستورا كانت مديرة المعهد السويدي في الإسكندرية بمصر. وقبل ذلك عملت سفيرة للسويد في بغداد ودمشق.
ــ كرستينا شاهين وهي حاملة للجنسية الأميركية، ومستشارة لدي ميستورا للنوع الاجتماعي (الجندرة)، وعملت شاهين في هيئة الأمم المتحدة للمرأة على برامج الشرق الأوسط، ومحللة إدارة البرنامج في مقر الأمم المتحدة. وعملت سابقاً في لجنة المرأة الدولية لسلام عادل ومستدام في القدس المحتلة.

ــ الألماني كارستن فيلاند، وهو موظف الارتباط والاتصال، كما أنه محلل ومستشار سياسي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، وهو محلل في الصراع المقارن وكاتب وصحافي. وهو مؤلف كتاب “سورية: عقد من الفرص الضائعة: القمع والثورة من ربيع دمشق إلى الربيع العربي”.

ــ المستشارة لشؤون المعتقلين إيفا سفوبودا، وتم تعيينها من المبعوث الدولي بإصرار من مجموعة الدعم الدولية، بعد عدم تنفيذ النظام السوري مطالب المعارضة والقرار 2254 القاضي بإطلاق سراح المعتقلين. عملت إيفا في حالات الطوارئ في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا للمنظمات غير الحكومية والدولية مع التركيز بصفة خاصة على مسائل الحماية.

ــ خولة مطر، بحرينية الجنسية، حصلت على بكالوريوس إعلام وصحافة من جامعة أركنساس الأميركية، ومن ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه في سوسيولوجيا الإعلام من بريطانيا. عملت محررة ومراسلة لصحف وقنوات عربية خليجية ودولية، ومن ثم انتقلت للعمل في المنظمات الدولية وكانت المسؤولة الإعلامية في المجلس العربي للطفولة والتنمية في عام 1993، ومن ثم المسؤولة الإعلامية في المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية حتى عام 2005، ومن ثم أصبحت مديرة المركز الإعلامي للأمم المتحدة (UNIC) في القاهرة، عام 2009، وتنقلت في عملها إلى كثير من المناطق الساخنة والتي عصفت بها الحروب مثل العراق، اليمن، جيبوتي، لبنان، والبوسنة والهرسك.
المصدر: “العربي الجديد”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل