تدهور الأوضاع المعيشية جنوب سوريا بعد سيطرة نظام الأسد

فريق التحرير118 سبتمبر 2018آخر تحديث :
صورة من الأحياء السكنية في بلدة محجة شمالي درعا 12/3/2018 – حرية برس©

لجين المليحان – حرية برس:

تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور في الجنوب السوري جراء تبعات المعارك التي شهدتها المنطقة سابقاً، حيث تسبب القصف والغارات الجوية من طائرات النظام وروسيا بدمار حوالي 75% من المباني وفق إحصائيات غير رسمية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية لدى معظم السكان.

وقال الدكتور ’’عبد الحكيم المصري‘‘ نقيب الاقتصاديين الأحرار بدرعا لحرية برس، ’’هناك تزايد في حالة الفقر والأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها سكان الجنوب السوري، وتحديداً المناطق التي كانت محررة من درعا والقنيطرة، فبعد الحملة الشرسة لقوات النظام تعرضت هذه المناطق للتدمير شبة الكامل، ومن سلم من التدمير بالطائرات والمدفعية والراجمات لم يسلم من السرقة والنهب التي قام بها جيش النظام والمليشيات المساندة له في ظاهرة أصبحت تعرف بـ(التعفيش)‘‘.

وأوضح الدكتور أن ’’التعفيش‘‘ يتوزع على البيوت والمزارع وكل شيء حتى تترك خاوية تماماً لتزيد من معاناة المدنيين المرهقين، حيث كانت تساهم المنظمات الانسانية العاملة في الجنوب السوري المحرر سابقاً في التخفيف من معاناتهم وتساعدهم بتوفير فرص العمل.

ولفت ’’المصري‘‘ إلى أنه ’’يعاني ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ في اﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔً ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻛﻔﺎﻻﺕ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ، ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ، ولكنها اختفت الأن وأصبح المواطن وحيداً‘‘.

وأضاف الدكتور المصري إن ’’الرسوم الجمركية التي يفرضها النظام مازالت بين المناطق التي سيطر عليها حديثاً ومناطق سيطرته مازالت قائمة وتفرض رسوم على معظم المواد الداخلة والخارجة من داعل وكفرشمس‘‘.

وذكر قائلاً: ’’إن غلاء الأسعار بشكل كبير ومخيف مقارنةً بالأسعار في المناطق المحررة سابقاً، فيما وصل الغلاء لحد أضعاف الأسعار عن السابق في معظم السلع، كما أن السلعة الوحيدة التي رخص ثمنها الآن هي مادة الغاز، حيث كان سعرها 6000 الآف والآن 2500 ليرة سورية، لتكون الوحيدة التي شكلت فرقاً بين الماضي والخاصر‘‘، منوهاً إلى أن أسعار البنزين والمازوت مازالت مرتفعة ولم يتغير عليها شيء.

بدوره، قال ’’أبو محمد‘‘ أحد أصحاب المحلات التجارية، أن ’’البطالة والتي تفوق في الأهمية كافة الصعوبات السابقة حيث ينعدم تقريباً أي توفر لفرص العمل للمواطنين الذين أعتادو العمل في مجال المشاريع الزراعية والمحلات التجارية أو في مجال مشاريع صغيرة أو حتى المنظمات، وتلك الآن قد انتهت حيث أتت الحرب على المشاريع الزراعية ودمرتها وانتهت الحاجة لوجود الأكشاك التي كانت تبيع في محروقات بمعظم الأوقات، حيث أصبحت تباع في محطات الوقود لتلائم الظروف والأسباب التي تصب في أي مصلحة إلا مصلحة المواطن‘‘.

وأشار أبو محمد إلى أن ’’مادة الخبز في الأفران ذو نوعية سيئة جداً وهذا واضح في فرن نوى الآلي، كما أن النظافة تغيب عن كافة المناطق وقد تم تصوير أكوام القمامة في درعا البلد بسبب عدم قيام النظام بجمعها، وقد تم نشر صورها على صفحات الفيس للناشطين بالمدينة.

بالأضافة إلى أنه تم فتح كافة الطرق باتجاه درعا إلا أن أجور التنقل مازالت مرتفعة بسبب غلاء أسعار الوقود، ناهيك عن عدم تأمين الخدمات كإيصال شبكة الكهرباء والمياه التي أجبرت الأهالي لشراء المياه بالصهاريج وشراء ألواح الطاقة الشمسية مما أثقل كاهلهم بشراء هذه الأمور، بحسب أبو محمد.

ويعاني الجنوب السوري من ويلات الحرب حتى بعد انتهائها، كما يعيش ظروفاً ليست بكارثية كما يراها البعض، ولكنها تشكل مأساة إنسانية حقيقية لدى ساكنيه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل