ياسر محمد – حرية برس
أسفرت القمة التركية الروسية الطارئة، التي عقدها الرئيسان رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، أمس الاثنين في سوتشي، عن اتفاق جنّب منطقة “خفض التصعيد” في إدلب وجوارها معركة واسعة حذر العالم من أنها ربما ستكون المذبحة الأكبر في القرن الحادي والعشرين.
ففي قمة طارئة بين الرئيسين، توصل الجانبان التركي والروسي إلى اتفاق رسمي بشأن إدلب نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام بعمق 15 إلى 20كم يتولى الأتراك والروس الإشراف عليها ومنع الانتهاكات والاستفزازات فيها، على أن تبقى المعارضة في مواقعها بإدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي، فيما اعتبر نصراً كبيراً للدبلوماسية التركية التي نجحت فعلاً في حماية حصن المعارضة الأخير، وحققت الأمن لنحو 3.5 مليون مدني. كما نص الاتفاق على سحب الأسلحة الثقيلة من المعارضة بحلول شهر كانون الأول القادم، وتحييد الجهات المصنفة إرهابية، وفتح طرق حلب حماة وحلب اللاذقية.
وفور الإعلان عن الاتفاق، عمت الفرحة والمظاهرات الاحتفالية معظم مدن وبلدات إدلب، فماذا قال السياسيون والعسكريون عن الاتفاق وكيف نظروا إليه؟
الخبير العسكري العميد المنشق أحمد رحال رأى أن “مذكرة التفاهم التي وقعها وزيرا الدفاع التركي والروسي تعطينا خلاصة تقول: الشمال المحرر سوف يبقى بيد الثورة ولا عملية عسكرية على إدلب ومحيطها.” وأضاف في تغريدة أخرى على تويتر: “المنطقة منزوعة السلاح الغاية منها تأمين الطرق الدولية التي تصل اللاذقية ودمشق بحلب.”
فيما تطرق السياسي المعارض بسام جعارة لقضية سحب السلاح الثقيل، وكتب مشككاً: “عندما سحبت الأسلحة من أيدي البوسنيين بموجب اتفاقية دايتون تم اجتياح المناطق البوسنية من قبل الصرب خلال أسبوع واحد وحدثت المجازر بوجود قوات الفصل.. وكان منها مذبحة سربنيتسا (8000 قتيل) وبوجود قوات الفصل الهولندية التي شهدت القتل بدون أن تحرك ساكنآ وهي ضامن!”.. لتأتي ردود تؤكد أن القوات التركية هي صاحبة مصلحة وليست مجرد قوات مراقبة بل هي صاحبة قضية.
من جهته؛ ركز الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي على غياب الدور العربي، داعياً إلى تدارك هذا الغياب، قائلاً: “سورية في حالة فوضى عارمة، الجميع يتدخل وكل لمصالحه وقليل من يفعل لصالح الشعب، تركيا وروسيا تتفقان عصراً وإسرائيل تقصف اللاذقية ليلاً وإيران تحفر ليل نهار، هكذا وضع وهكذا نظام لا يمكن ان يستمرا، ليت بعض العرب يتفقون ويدعون لمؤتمر دولي لإعادة ترتيب وهيكلة سورية من جديد”. وفي تغريدة لاحقة، حض خاشقجي السعودية على قيادة دور عربي جديد في سوريا، وكتب: “السعودية وقد أثبتت مرة أخرى قيادتها في المنطقة برعاية المصالحة الاثيوبية – الإريترية – الجيبوتية، هي المؤهلة للدعوة والضغط لمؤتمر دولي جاد يعيد ترتيب سورية بالكامل، كما أنها صاحبة مصلحة في ذلك وسيكون الأتراك أول المرحبين بذلك.”
أما إعلام نظام الأسد الذي يبدو أنه تفاجأ بالاتفاق، فقد نقل الخبر وكأنه يخص دولة أخرى، فاكتفت وكالة أنباء النظام “سانا” بإيراد خبر تحت عنوان “بوتين يبحث مع أردوغان الوضع في إدلب: اتفاق على منطقة منزوعة السلاح من الإرهابيين”!. والتزم إعلاميو النظام ومنظروه بنقل الخبر من دون أي تعليق، كما فعل حسين مرتضى، فيما راح آخرون يؤكدون أن الروس يتواصلون مع نظام الأسد أو تواصلوا معه فعلاً لأخذ مطالبه بالاعتبار، وهو ما نفاه بوتين ووزير دفاعه علانية حينما قالا إن نظام دمشق سيوافق على الاتفاق خلال ساعات!.
عذراً التعليقات مغلقة