ياسر محمد – حرية برس
أعلنت إيران انحيازها إلى الحل التركي في إدلب، لتصبح نتيجة حلف ضامني أستانا 2 ضد 1 (تركيا وإيران ضد روسيا)، لتتوجه الأنظار إلى منتجع سوتشي الروسي الذي سيحتضن غداً الاثنين قمة لم تكن مبرمجة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، تُخصص لبحث ملف إدلب الذي أحدث شرخاً واضحاً بين الدولتين الحليفتين منذ اجتماع طهران قبل أكثر من أسبوع.
ويذهب أردوغان إلى سوتشي متسلحاً بدعم دولي كامل من أعضاء مجلس الأمن والدول الفاعلة في الملف السوري، وكذلك بدعم إيراني مستجد، والأهم من ذلك بدعم غالبية ساحقة من سكان إدلب الذين أعلنوا في مظاهرات أول من أمس الجمعة أن تركيا هي خيارهم الوحيد والقوة الإقليمية الوحيدة المرغوب بها في مناطقهم.
وفي موقف بدا مستغرباً، صرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أمس السبت، لمجلة “شبيغل” الألمانية، أن طهران تسعى للحيلولة دون وقوع ’’حمام دم‘‘ في إدلب، مستبعداً الحل العسكري للأزمة السورية، حسب قوله. وفسر محللون موقف طهران الرافض للحل العسكري في سوريا وتأييدها للحل السلمي في محافظة إدلب، بأنه جاء تماشياً مع الموقف التركي الحليف، وربطه آخرون بتصريحات وزير إيراني اتهم روسيا إلى جانب السعودية بتعويض نقص إمدادات النفط نتيجة العقوبات الأمريكية على طهران، ما رأت فيه طهران تحقيق مكاسب روسية على حساب الحليف الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات، في الوقت الذي أعلنت فيه أنقرة عدم التزامها بالعقوبات واستمرار استجرارها للنفط الإيراني.
وفيما يخص قمة سوتشي الذي ستجمع بوتين وأردوغان، غداً الاثنين، رجحت أوساط روسية أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى إقناعه بأنه “في حال فشلت مساعي الحل السياسي وتشجيع المصالحات، فلن يكون ثمة بديل عن إطلاق عملية عسكرية محدودة ودقيقة”، لتحييد “الجزء الأكبر من الخطر الإرهابي في إدلب”، وفقاً لمصدر دبلوماسي روسي تحدث إلى وسائل إعلام أمس، نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
ومع الموقف التركي الحازم سياسياً، والتعزيزات العسكرية الضخمة التي ما زالت ترفد بها تركيا نقاط مراقبتها في إدلب وجوارها، بات الحديث عن هجوم شامل على إدلب سيناريو مستبعداً إلى حد كبير، لينحصر الحديث عن هجوم جزئي ومحدود، إلا أنه غير واضح المعالم والأهداف، فبينما تتحدث روسيا عن “مكافحة الإرهاب” فإنها تعمد إلى استهداف المراكز الخدمية الحيوية حصراً من مشافٍ ومراكز دفاع مدني ومدارس.. كما أن خطة روسيا لإنقاذ المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب -كما زعم بوتين ولافروف مؤخراً- لا تتعدى الخطة القديمة الجديدة القاضية بتأمين “ممرات آمنة” للمدنيين، أي إعادتهم إلى حظيرة نظام الأسد ليتم التنكيل بهم، أو إجبارهم على اللجوء إلى مناطق درع الفرات وعفرين أو تركيا، ومنها إلى أوروبا التي بدأت بالفعل تستعد لموجة لجوء كبرى، وبدأت العمل على إخلاء معسكرات لجوء في إحدى الجزر اليونانية تحسباً لوصول آلاف اللاجئين من إدلب.
لكن ثمة مفاجآت ربما تحملها قمة سوتشي، وفق ما يُستشف من كلام الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، الذي قال أمس إن المبادرات التي ستطلق بعد زيارة الرئيس التركي إلى مدينة سوتشي الروسية غداً للقاء نظيره الروسي “ستكون مهمة جداً”.
عذراً التعليقات مغلقة