أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة في بروكسل عدم قبولها بعد الآن بأموال الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وذلك احتجاجاً على السياسات المتعلقة بالهجرة.
وأوضحت المنظمة أن “هذا القرار فوري ويطبق على كل مشاريع أطباء بلا حدود في العالم”، معبرة عن استيائها من السياسة التي تنتهجها دول الاتحاد الأوربي اتجاه اللاجئين والتي تسعى “لإبقاء الأفراد ومعاناتهم بعيدا عن السواحل الأوروبية”.
وانتقدت “أطباء بلا حدود” بموقفها هذا الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا في آذار/مارس، والذي ينص على ترحيل المهاجرين الجدد الذين يصلون إلى السواحل اليونانية من تركيا، والذي أدى إلى إغلاق طريق الهجرة في البلقان، وتراجع بعدد المهاجرين إلى السواحل اليونانية.
وأشارت المنظمة إلى أنه “على الجزر اليونانية أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم مئات القاصرين غير المرافقين عالقين جراء هذا الاتفاق” يعيشون “في ظروف فظيعة في مخيمات مكتظة وأحيانا لأشهر”.
وقال “جيروم أوبريت” الأمين العام لأطباء بلا حدود “منذ أشهر دانت المنظمة الرد المعيب لأوروبا الذي يركز أكثر على الردع منه على المساعدة والحماية الواجب تقديمها للمحتاجين”، مضيفاً إلى أن هذا الاتفاق “يمضي أبعد من ذلك بقليل ويهدد مفهوم اللاجىء وضرورة حمايته”، كما أن هذه الإجراءات المتخذة من قبل الاتحاد الأوربي تتناقض مع قيم المنظمة على حد قولها.
وقد استنكرت المنظمة قرار الاتحاد الأوربي بخفض “المساعدات التجارية والتنموية” للدول الأفريقية، وهذا الإجراء قطعاً “لن يساهم في وقف الهجرة الى أوروبا أو لن يسهل العودة القسرية” للمهاجرين.
وتمول أنشطة منظمة أطباء بلا حدود من تبرعات خاصة بنسبة 92%، بينما تمثل الأموال الأوروبية 8% من موازنة المنظمة أي حوالي 56 مليون يورو في 2015 (19 مليونا من مؤسسات الاتحاد الاوروبي و37 مليونا من الدول الاعضاء).
وأكدت المنظمة أن رفضها للأموال الأوربية لايعني بالطبع التخلي عن بعض برامجها.
ويُذكر أن المنظمة قامت برفض تمويل دولة النرويج رغم أنها ليست عضواً في الاتحاد ولكنها شاركت بسياسته المتبعة في مسألة الهجرة، وكان مقدار التمويل نحو 7 ملايين يورو العام السابق.
وقال أوبريت “سنبحث عن مصادر تمويل اخرى” معتمداً على قاعدة من البيانات تضم نحو ستة ملايين جهة مانحة بالإضافة إلى أموال الطوارىء والاحتياط.
وعالجت المنظمة 200 الف رجل وامراة وطفل خلال الأشهر ال18 الأخيرة في أوروبا والمتوسط.
عذراً التعليقات مغلقة