الجمرة الخبيثة، التشخيص والوقاية والعلاج

فريق التحرير13 سبتمبر 2018آخر تحديث :
د. غادة حمدون

كغيرها من الأمراض الخطيرة ما تزال الجمرة الخبيثة تخيف الإنسان، ويقف عاجزاً في كثير من الأحيان أمام التصدي لها إن لم يتم اكتشافها في وقت مبكر والنتيجة هي نهاية حياة إنسان.

يتساءل كثيرون؛ رغم كل هذا التقدم العلمي كيف لا يزال الإنسان عاجزا عن منع مثل هذه الإصابات؟

الحقيقة أن الأمراض تجعل من الإنسان المتخصص في البحث العلمي عامة والطبي خاصة متحفزا دائما للبحث والتطوير، فلو انتهى المرض لجمد العقل البشري عن التفكير، وأما بالنسبة لغالبية الناس غير المتخصصين في المجالات العلمية والطبية فعليهم دائما الأخذ بأسباب الصحة وأهمها النظافة والتعقيم والتطهير ولولا المرض لما اهتم الكثيرون بالنظافة.

ماهي الجمرة الخبيثة؟

هي مرض معدٍ حاد تسببه بكتيريا عصية الجمرة الخبيثة “Bacillus anthracis” وهي على شكل جراثيم، وهي عادة تصيب الحيوانات آكلات العشب مثل الماشية كالماعز والخراف والجمال، وتنتشر في المناطق الزراعية حيث تصيب الحيوانات وهذه المناطق تشمل أمريكا الوسطى والجنوبية وشرق جنوب أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

اكتسبت شهرتها كسلاح بيولوجي في عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية عندما تم إرسال مسحوق الجمرة الخبيثة في حزم مما أدى إلى 22 حالة من حالات العدوى، توفي منها 5 حالات.

كيف تنتقل إلى الإنسان؟

عندما يتعرض إلى الحيوان المصاب أو أنسجته أو منتجاته، وتستطيع بذيرات عصية الجمرة الخبيثة الحياة في التربة لعدة سنوات وتتحمل شروط بيئية قاسية، وعادة ما تكون خاملة ولكنها تصبح نشطة النمو عندما تدخل في جسم الإنسان أو الحيوان، وهي عادة تصيب الحيوان ولكنها تنتقل للإنسان بعدة طرق:

  • بمجرد ملامسته للحيوان المصاب أو أنسجته أو منتجاته.
  • لدغة الحشرات.
  • استنشاق البذيرات.
  • أكل لحوم غير تامة النضج لحيوانات مصابة بالجمرة الخبيثة.
  • عن طريق الحقن.

هل تنتقل العدوى من إنسان لآخر؟

الأمر نادر جدا فليس هناك أي قلق أثناء علاج أو زيارة مريض يعاني من الجمرة الخبيثة وخاصة الرئوية.

أين تكمن خطورتها؟

تكمن الخطورة في أن أعراضها قد تشبه أعراض كثير من الأمراض كالانفلونزا والالتهاب الرئوي، فيستبعد الطبيب المعالج هذه الأمراض أولا قبل التفكير في الجمرة الخبيثة.

أنواع الجمرة الخبيثة

  1. الجمرة الجلدية: وتمثل حوالي 95% من الحالات.

تدخل البكتيريا الجلد عبر جرح أو خدش عندما يمسك الإنسان بالصوف الملوث أو الجلد أو الشعر (خاصة شعر الماعز) للحيوان المصاب، فيحدث نتوء في الجلد يحدث حكة جلدية تشبه لدغة الحشرة وتتحول خلال يوم أو يومين إلى حويصلة تتحول بعد ذلك إلى قرحة قطرها 1-3 سم مركزها أسود اللون نتيجة موت النسيج الجلدي في هذه المنطقة وتتضخم الغدد اللمفاوية في هذه المنطقة، يتوفى حوالي 20% ممن يصابون بها في حالة عدم العلاج المبكر وتنخفض معدلات الوفاة مع إعطاء المضادات الحيوية المناسبة.

  1. الجمرة الرئوية:

تمثل 5%من الحالات وتكون العدوى باستنشاق البذيرات المعدية وتتشابه الأعراض الأولية بأعراض الزكام أو نزلة البرد وبعد عدة أيام تتطور الأعراض إلى عسر شديد في التنفس، مع سعال مصحوب بالدم وغثيان وتقيؤ وألم في البلع ومن ثم هبوط في الدورة الدموية والتنفسية، ومن ثم التهاب للسحايا ودخول المريض في صدمة تسبب الوفاة نسبة 85-90%من الحالات.

  1. الجمرة المعوية:

نادرة الحدوث وتحدث عادة عند تناول اللحم الملوث بها وتظهر على صورة التهاب حاد في القناة الهضمية وتبدأ الأعراض بغثيان وفقدان للشهية، وارتفاع في الحرارة، ويتبع هذا ألم في البطن وقيء دموي مصاحب بإسهال شديد وتؤدي الجمرة المعوية إلى الوفاة بنسبة 25-60% من الحالات التي تصاب بها

  1. الجمرة الخبيثة الناتجة عن الحقن:

أصيب بها أشخاص حقنوا بالهيروين في أوروبا نتيجة استعمال نفس المحاقن، وتظهر أعراضها على شكل قرحات حول مواضع الحقن، حمى، تتطور إلى سحايا وفشل عضو من الأعضاء ومن ثم الصدمة فالوفاة.

التشخيص

يتم التشخيص عن طريق:

  • عزل بكتيريا عصية الجمرة الخبيثة في الدم أو الإصابات الجلدية أو الإفرازات التنفسية.
  • بملاحظة ارتفاع عدد الأجسام المضادة النوعية للبكتيربا في الأشخاص المشتبه إصابتهم.

الوقاية

  • عدم ملامسة الحيوانات أو منتجاتها أو أنسجتها في المناطق التي تشيع فيها الجمرة الخبيثة أو التي تكثر فيها الحيوانات الغير خاضعة للتطعيم.
  • عدم أكل اللحوم غير تامة النضج.
  • اللقاح، وهناك تقارير تفيد بأن اللقاح المستخدم في الإنسان تصل فاعليته إلى 93% من الحالات، ولكن يجب أن يراعى أن اللقاح المستخدم للحيوان يجب ألا يستخدم للإنسان.

لمن يعطى اللقاح؟

  • للأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع البكتيريا في المعامل.
  • الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات المعرضة للإصابة في الأماكن المعروفة بانتشار هذا المرض.
  • العسكر المعرضون للإصابة نتيجة الحروب البيولوجية.

العلاج

يجب البدء بالعلاج فورا حتى لا تحدث الوفاة، وعادة تستعمل المضادات الحيوية في العلاج كالبنسيلين والدوكسيسيكلين والسيبروفلوكساسين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل