وقع 51 مسؤولاً بوزارة الخارجية الأمريكية على مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا وذلك بحسب ماذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وأفادت الصحيفة أن المذكرة تطالب بتنفيذ “ضربات عسكرية موجهة” ضد نظام الأسد، في ظل انهيار اتفاقية وقف إطلاق النار، الأمر الذي سيشهد تحولاً جذرياً في السياسة الحيادية التي تنتهجها إدارة أوباما اتجاه الأطراف السورية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي لم يوقع على المذكرة لكنه اطلع عليها إن البيت الأبيض ما زال يعارض أي تدخل عسكري على نحو أعمق في الصراع السوري.
وأضاف المسؤول لرويترز أن المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية.
فيما قال مسؤول آخر قرأ المذكرة إنها تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون بشأن الملف السوري ويعتقدون أن السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما غير فعالة، مضيفاً “باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط على النظام (السوري).”
كما أكد ناطق باسم وزارة الخارجية في واشنطن استلام المذكرة دون أن يعلق عن أي تفصيل وارد في المذكرة.
فيما نقلت وكالة “سكاي نيوز” عن وزير الخارجية الأميركي بشأن المذكرة، قوله: نحترم مذكرة الدبلوماسيين بشأن سوريا وستكون محل دراسة.
ورغم أن هكذا مذكرات تعتبر اعتيادية إلا أن عدد الموقعين على هذه المذكرة يعتبر كبيراً على غير العادة، حيث علق روبرت فورد السفير السابق للولايات المتحدة في سوريا أن “هذا رقم كبير على نحو مثير للدهشة.” مضيفاً بأنها ليست المرة الأولى التي تنتقد وزارة الخارجية الأمريكية السياسية المتبعة وتطالب بتغيرها بحيث تصبح أكثر فعالية اتجاه الملف السوري، رغم أنه كان هناك دفع لممارسة الضغوطات على نظام الأسد للقبول بالمفاوضات خلال الأربع سنوات الماضية.
وأشار فورد إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية انذاك هيلاري كلينتون اقترحت تسليح المعارضة وتدريبها. ورغم أنها حازت على قبول مسؤولين إلا أن إدارة أوباما قابلت الاقتراح بالرفض.
وتبحث هذه المذكرة وفق صحيفة وول ستريت جورنال إمكانية توجيه ضربات جوية دون بحث احتمالية نشر المزيد من القوات الأمريكية برياً.
ورغم وجود قوات خاصة برية من الولايات المتحدة والتي من المعتقد أن عددها بنحو 300 فرد، تنفذ إلى جانب حلفاء لها على الأرض مهاما عمليات ومهام ضد تنظيم داعش إلا أنها لا تستهدف نظام الأسد.
ونقلت رويترز عن مدير المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان أمام جلسة للكونغرس يوم الخميس قوله: إن الأسد بات في وضع أقوى مما كان عليه قبل عام بفضل الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة المعتدلة.
وقال أيضا إن قدرات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وقدرته على شن هجمات في أنحاء العالم لم تتقلص.
وتعبر هذه المذكرة عن مخاوف مسؤولي الكونغرس من انهيار اتفاقية وقف إطلاق النار وانهيار عملية السلام التي ترعاها كل من روسيا والولايات المتحدة الأميريكية وهي نوع من ممارسة الضغط على نظام الأسد.
* وكالات
Sorry Comments are closed