سامية لاوند – حرية برس:
تستمر أحكام الإعدام بحق الناشطين الأكراد في إيران، بين الفترة والأخرى، حيث يلقى المعارضون للنظام الإيراني الحكم بالإعدام بتهم ملفقة أو بدون محاكمة حتى، أمام أعين الناس ليتم بذلك تخويف الباقي من أي محاولة ضد السلطة.
وجاء مؤخراً حكم الإعدام بحق الناشط الكردي “رامين حسين بناهي” مع الناشطين “لوقمان مورادي، وزانياري مورادي”، وتزامناً مع تنفيذ حكم الاعدام بحق المذكورين، أقدمت السلطات الإيرانية على قصف معقل أكبر حزيين كرديين معارضين في بلدة “كويسنجق” التابعة لمحافظة “أربيل”، والتي تبعد 56 كم عن الحدود الإيرانية.
تحذير دولي
وأبدى خبراء حقوق الإنسان والقانونيين للأمم المتحدة مخاوفهم من استمرار الانتهاكات بحق الكرد في إيران، وأشاروا إلى أن معظم المعتقلين والمتهمين لا يحظون بمحاكمة عادلة كما “رامين بناهي”، ويقبعون في زنازين منفردة بعد مواجهة تهم لاتنسجم مع المعايير الدولية، إلا أن السطات الإيرانية تتناسى القوانين الدولية وتنفذ أحكامها بحق هؤلاء النشطاء.
إضراب ومظاهرات
وبسبب ما يقوم به النظام الإيراني تجاه أكبر الأحزاب الكردية المعارضة في إيران بدأت المدن ذات الغالبية الكردية في إيران بالإضراب احتجاجاً على إعدام الناشطين وقصف مقراتهم، والتي سرعان ما قام عناصر الأمن بوضع علامات على المحال التي أغلقت أبوابها، فيما قام بعض النشطاء ببث صور تظهر انضمام مدن غرب إيران إلى الإضراب العام، والذي يتوقع أن يتحول إلى موجة تظاهرات أخرى بحسب أراء مراقبين ونشطاء.
وتظاهر اليوم الأربعاء، المئات من كوادر وأنصار “منظمة الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران” المعارض في محافظة “أربيل” تنديداً بممارسات النظام الإيراني تجاه الناشطين الكرد في إيران واحتجاجاً على استمرار الانتهاكات بحقهم.
وأفاد مسؤول مكتب العلاقات العامة في “الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران” المعارض “محمد صالح قادري” في حديث لـ”حرية برس” أنه و”في خضم الحرب في العراق وسوريا، شاهدنا الإدارة الأمريكية للرئيس أوباما مع الدول المتحالفة المعروفة بمجموعة الدول “5 + 1″ (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ألمانيا)، قاموا بإبرام اتفاقية مع النظام الإيراني حول حظر الأسلحة النووية وبالمقابل رفعت الولايات المتحدة وأوروبا العقوبات الاقتصادية على إيران حيث أن الاتفاق النووي فتح الطريق والفرص لتعزيز دور إيران وإعطائها دور أكبر، سواء في الساحة الدولية أو في مجال الجهود الإقليمية والمحلية، وبالمقابل بدأ النظام الإيراني بسياسة القمع واضطهاد الشعب الإيراني واعتقال خصومها وقتلهم، وحكمت وسيطرت الشرطة والأمن على كل المفاصل”.
وأضاف قادري “في هذا الوقت ولسوء الحظ، انتهج كل من المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا سياسة الصمت حيال جرائم النظام الإيراني بسبب الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة ومن جهة ثانية بسبب الاتفاق النووي مع إيران، لذلك حظيت إيران بفرصة كبيرة لتسخير كل امكاناتها لتدمير الاستقرار والتوازن السياسي والاقتصادي والأمني، سواء في الداخل أو في منطقة الشرق الأوسط في وضع في غاية التعقيد مثل هذه الحالة المربكة”.
وأكد المعارض الإيراني أننا “في الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران رأينا أنفسنا أمام مسؤلية كبيرة لمواجهة سياسة الإبادة المتبعة من قبل النظام الإيراني ضد الشعب الكردي، من أجل أن نكون بمستوى المرحلة واستحقاقات القضية والإرادة القومية والوطنية ولهذا كان لابد من البدء بنضال جديد، وبات من الضروري الاستعداد لتلبية استحقاقات المرحلة ومتطلبات لمرحلة العمل من أجل المقاومة الوطنية على أساس النهوض”.
وتشهد العديد من الدول الأوروبية تظاهرات للجاليات الكردية أمام السفارات الإيرانية، تنديداً واحتجاجاً بما تقوم به السلطات الإيرانية من حالات إعدام وقصف بحق المواطنين الكورد، مطالبين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل.
عذراً التعليقات مغلقة