ثلاثة أخطاء أمريكية أبقت الأسد في سوريا

فريق التحرير112 سبتمبر 2018آخر تحديث :
قوات أمريكية في منبج شمال شرقي حلب – أرشيف

أكثر من سبع سنوات مرت على اندلاع الثورة السورية، شهدات تقدماً وتراجعاً للمتحاربين في البلد الذي أنهكته الحرب؟

رأس النظام السوري بشار الأسد ارتكب في تلك السنوات جرائم ومجازر بحق شعبه الذي خرج ليطرده من السلطة، ووقف العالم ضده، إلا إيران وروسيا دعمته وساعدته في ما ارتكب.

الأخطاء الثلاثة

يقول المجلس الأطلنطي في تقرير عن الصراع السوري، إن ثلاثة أخطاء ارتكبتها الإدارة الأميركية أسهمت في بقاء الأسد في السلطة.

يقول التقرير إن أطرافاً عدة تدخلت في الصراع السوري، وهي تتحمل مسؤولية استمرار النزاع، إلا أن الولايات المتحدة “كانت اللاعب الدولي صاحب الإمكانيات الأعظم لتغيير الأحداث في سورية، وأفعالها تستحق تدقيقاً خاصاً”، فما هي أخطاء الولايات المتحدة؟

الخطأ الأول: دخول الصراع متأخراً

حسب تقرير “المجلس الأطلنطي”، المبني على دراسة تحليلية للباحثين فيصل عيتاني ونيت روزنبلات فإن التظاهرات المعارضة لحكومة الأسد والتي اندلعت في سوريا في 2011 جاءت في وقت ليس الأنسب لمعارضي الأسد في ظل أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما انتخبت على خلفية انتقادات في الداخل الأميركي للنزاعات طويلة الأمد التي تورطت فيها الولايات المتحدة.

الرئيس أوباما دعم القضية السورية لفظياً لكنه “لم يلتزم بدعم ما ستنتج عنه الثورة السورية ولم يقدم دعماً قوياً لفكرة إزاحة الأسد بالقوة وتحمل تبعات ذلك”.

ويقول عيتاني وروزنبلات إن المسؤولين الأميركيين في ذلك الوقت برروا سياسة عدم التدخل بافتراضين “غير مضبوطين” أولهما أن “الحرب ستأكل نفسها وربما تمزق سورية لكن الحلفاء الإقليميين لواشنطن يمكن حمايتهم من آثارها”.

ويضيفان أن سياسة “الاحتواء” هذه أثبتت استحالة نجاحها لاحقا مع تدفق اللاجئين على البلدان المجاورة وعبور تنظيم ’’داعش‘‘ الحدود السورية العراقية.

والافتراض الثاني يتمحور حول تشكك أوباما في الجيش السوري الحر خلال المراحل الأولى للحرب وتردده في منحهم دعماً عسكرياً قوياً.

ويرى التقرير أن رفض واشنطن “التدخل بشدة” ساهم في “تعميق الشقوق في صفوف الفصائل المعارضة للأسد في سوريا”.

الخطأ الثاني: الخط الأحمر

في آب/أغسطس 2013 نفذت قوات نظام الأسد هجوماً بالأسلحة الكيميائية على الغوطة الشرقية ضمن سلسلة هجمات مشابهة على مدن تسيطر عليها المعارضة.

الرئيس أوباما كان قد وصف في 2012 استخدام الأسلحة الكيميائية بـ”الخط الأحمر” الذي يستدعي تدخلاً عسكرياً أميركياً.

لكن بعد عام، وفي أعقاب الهجمات الكيميائية لنظام الأسد، امتنعت الولايات المتحدة عن ضرب النظام، حسب تقرير “المجلس الأطلنطي”، مفضلة عقد صفقة مع روسيا تقضي بتدمير مخزون النظام من الأسلحة الكيميائية.

ويقول عيتاني وروزنبلات إن تلك الصفقة أثبتت فشلها بدليل 30 هجوماً موثقا بالأسلحة الكيميائية نفذت منذ ذلك الوقت.

ويضيف الباحثان أن غياب الرد القوي أنقص من مصداقية الولايات المتحدة وجديتها بشأن التدخل في سوريا وأن “استجابة الولايات المتحدة للهجمات الكيميائية كانت نهاية أي احتمال لانتصار المعارضة غير المتطرفة في سورية”.

الخطأ الثالث: تقسيم المهمة

حسب التقرير فإن الولايات المتحدة قسمت هدفها في سورية إلى جزأين منفصلين: الحرب على تنظيم ’’داعش‘‘ والنزاع السوري بشكل أوسع، وهو ما ترك الحرب الأهلية في سورية عملياً بين أيدي الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.

تقدم ’’داعش‘‘ الصادم في العراق عام 2014 أجبر إدارة أوباما على إطلاق حملة موسعة في العراق وسورية لتدمير التنظيم المسلح، ويقول الباحثان إنه بدلاً من أن تدرك الإدارة الأميركية أن فشلها في الاستجابة للنزاع السوري تسبب في صعود التنظيم، اختارت واشنطن أن تنظر للأزمتين بشكل منفصل.

ويوضح عيتاني ووزرنبلات أن الولايات المتحدة عندما “حاولت تجنيد قوات سورية لمهاجمة تنظيم ’’داعش‘‘، رفضت في الوقت نفسه أن تعد هذه القوات الجديدة بالحماية من قوات نظام الأسد وأعطت تعليمات بأن تستهدف هذه القوات المتطرفين بشكل حصري” وأثر ذلك على قدرة واشنطن على جذب كثير من السوريين الذين رأوا أن الأسد خصمهم الأساسي.

ويقول التقرير إن تركيز إدارة أوباما الحصري على تنظيم ’’داعش‘‘ جعلها تفقد “فرصة محتملة للضغط على روسيا وإيران”، ويضيف الباحثان أن البيت الأبيض حينها كان منهمكا في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وعملياً “سلم سوريا لإيران من دون الحصول على تنتازلات من طهران”.

ويشير التقرير إلى أن فشل الولايات المتحدة في سوريا كان نتيجة “افتراض أن الولايات المتحدة لا تستطيع ولا يجب أن تشمل النزاعات الخارجية، خاصةً في الشرق الأوسط”.

المصدر الحرة
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل