أعربت منظمة الصحة العالمية، عن “قلقها” من تفشي الأمراض بمدينة الفلوجة العراقية، حيث “يواجه عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين والنازحين، مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية”.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس، تلقت الأناضول نسخة منه، إن الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، وصل بغداد، ليتابع مباشرةً جهود المنظمة للتصدي للأزمة الإنسانية الناشبة في الفلوجة؛ حيث اضطر 42 ألف عراقي للنزوح منذ بدء العمليات العسكرية بالمدينة في 6 أيار/ مايو 2016.
وبدأت القوات العراقية في 23 مايو/أيار الماضي حملة عسكرية، بمشاركة قوات الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة)، وغطاء جوي من دول التحالف الدول الدولي، لاستعادة الفلوجة من تنظيم “داعش”، الإرهابي.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 40 ألف شخص فروا من الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ بدء الحملة، بينما كشف محافظ الأنبار صهيب الراوي، أمس، عن وجود أكثر من نحو 10 آلاف أسرة من المدنيين داخل المدينة.
وقال العلوان “إن الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق، ويشغلنا ضعف مناعة الأطفال جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين؛ لقد ازدادت مخاطر تفشي الأمراض جراء ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة. إضافة لذلك، يقدر أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفلوجة، وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية”.
وقد التقى المدير الإقليمي مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، لبحث الاحتياجات الصحية للنازحين والمحاصرين داخل المدينة التي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة بغداد.
وأشار العلوان أن “الوضع في الفلوجة بالغ الصعوبة والتعقيد، نحتاج موارد إضافية لتوفير المساعدات الطبية العاجلة لآلاف الأسر. إن نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة مخيب لأملنا، ويمثل عقبة ضخمة أمام جهود التصدي لهذه الأزمة. لقد واجه سكان الفلوجة نقصاً حاداً في الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساسية بسبب تعذر دخول مقدمي المساعدات الإنسانية إلى المدينة”.
وبحسب البيان، فقد “أنشأت منظمة الصحة العالمية مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع شريك محلي في عامرية الفالوجة، وذلك لخدمة السكان النازحين ومن بينهم الأسر التي وصلت حديثاً والتي يقدر عددها بحوالي 3250 أسرة (19500 شخصاً) يعيشون في خمسة مخيمات للنازحين وخمسة مستوطنات غير رسمية خارج منطقة بزيبيز”.
ويجري حالياً الانتهاء من بناء أربعة مخيمات في المنطقة، سعة كل منها 250 خيمة، لاستضافة المزيد من الأسر النازحة من الفلوجة.
وقد زوّدت المنظمة، وزارة الصحة العراقية، وشركاء العمل الصحي (دون ذكرهم)، بـ 15 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وحزم الطوارئ، للتصدي للاحتياجات الصحية العاجلة للمدنيين المنتقلين من الفلوجة إلى مخيمات النازحين في مناطق الرمادي، والخالدية، وعامرية الفالوجة.
وتشمل الشحنات أنواعاً متعددة من الأدوية المنقذة للحياة لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة، ومستلزمات معالجة الصدمات ومستلزمات جراحية.
وتواصل 8 عيادات طبية متنقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقديم الخدمات الصحية العاجلة في محافظة الأنبار؛ وقد أُرسل ثلاث منها لتقديم هذه الخدمات في مخيمات نازحي الفالوجة المتمركزة في منطقة عامرية الفلوجة.
* الأناضول
عذراً التعليقات مغلقة