مخلفات قصف النظام تهدد أرواح المدنيين في الجنوب السوري

فريق التحرير111 سبتمبر 2018آخر تحديث :
إصابة أحد الأشخاص بانفجار قذيفة من مخلفات قصف قوات الأسد بمعارك الجنوب السوري – عدسة: لجين مليحان – حرية برس©

لجين المليحان – درعا – حرية برس:

وضعت الحرب أوزارها في الجنوب السوري و انتهت الحملة العسكرية عليه بعد مأساة كبيرة حصلت هناك من ضحايا ونزوح وتهجير، إلا أن مخلفاتها وأدوات القتل ما زالت موجودة وحاضرة، حيث خلفت معارك قوات الأسد في محافظتي درعا والقنيطرة الكثير من الألغام والعبوات والقذائف العنقودية بعد سيطرتها على المنطقة، لتكون مصدر خوف وإعاقة وموت للأهالي.

وتنتشر هذه الألغام والعبوات في خطوط التماس سابقاً بين فصائل المعارضة وقوات الأسد، أما بالنسبة لبقايا القذائف والقنابل العنقودية فهي في الأماكن التي قصفتها قوات الأسد والطائرات الحربية الروسية على مختلف مناطق الجنوب السوري، ليبقى الأهالي في بوتقة الخطر من هذه الألغام والعبوات لحين إزالتها.

ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ الواسعة، ﺇﺫ ربما ﻳﺴﺘﻤﺮ هذا الخطر ﺃﻋﻮﺍماً ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺴﺒﺐ طبيعة الأراضي ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺠﺒﻬﺎ ﻣﺆقتاً، كما أن بعض المناطق ذو تربة وعرية وصخرية، حيث قام النظام بإستغلالها وصنع عبوات على شكل أحجار صخرية وتمويهها أيضاً.

وأفادت مصادر محلية عن استشهاد الشابة ’’مي أنس العمري‘‘، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قوات الأسد في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، كما استشهد ﺍﻟﻄﻔﻞ ’’ﺣﺴﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ‘‘ يوم السبت الماضي، في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، بسبب ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻟﻐﻢ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﻗﻮﺍﺕ الأسد، بينما استشهد أيضاً الطفل ’’محمد أبازيد‘‘ قبل أيام جراء انفجار قنبلة عنقودية في مدينة درعا.

كما أنه حتى الحيوانات والمواشي لم تسلم من هذه المخلفات فقد ذكر ’’أبو أنور‘‘ وهو أحد أهالي منطقة اللجاة، أنه قد خسر 21 رأس من الأغنام، بسبب دخولها في حقل ألغام، فيما نجى ولده ولم يصب بأذى، الذي كان يرعاها، على حد تعبيره.

وتترك الألغام ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ آثار واضحة على الأشخاص فمنها ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﺗﺆﺩﻱ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎجمة ﻋﻦ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺇﺣﺪﻯ ﺍلمخلفات ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺘﺸﻮﻩ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﻗﺔ، ومن الإعاقات التي تسببها هذه الإصابة كـ بتر ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ، ﻭﺍﻟﺸﻠﻞ، ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻠﺒﺼﺮ أو للسمع، بالإضافة ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ تضرر ﺑﻌﺾ ﺍﻷحشاء ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، فيما ﻳﻌﺎﻧﻲ الأشخاص المصابين بالمخلفات ﻋﺎﺩﺓً ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﺎجم ﻋﻦ ﺻﺪﻣﺔ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ، ﺃﻭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ.

ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺍلمخلفات اﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﻗﺔ الحياة ومظاهرها ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ والاجتماعية، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ والزراعية ﻓﻲ المناطق ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﺓ، وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺯﻕ، ﻭﻋﺐﺀ ﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، والأهم من ذلك هي الخسائر البشرية.

وتعوق ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﻡ الحياة الطبيعية ﻭﺗﺸﻜﻞ عقبة ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ، وﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺕ معارك الجنوب السوري على طول 8 أعوام، هناك الآلاﻑ ﻣﻦ ﺫﺧﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺮﺓ والعبوات ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎئه، مما يجعل مسلسل ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ البشرية يستمر ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎئها.

كما أﻥ هذه المخلفات ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ أيضاً ﻓﻲ ﺇعاقة الحياة الطبيعية في المنطقة والشعور بعدم الأمان لأنتشارها، وعدم معالجة الأمر، وستبقى عائقاً مميتاً لحين إزالتها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل