محمد العلي – حرية برس:
أقامت جمعية “أطفال في سوريا”، التي تعنى بحقوق الإنسان، فعاليات عرض وثائقي على مسرح المركز الثقافي في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، وذلك خلال عرض فيلم وثائقي، يتحدث عن معاناة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقدم العرض أطفال مصابون إصابات حربية تسببت بإعاقتهم بشكل دائم، وذلك نتيجة لقصف جوي ومدفعي استهدف مدنهم وبلداتهم بوقت سابق، ضمن حرب نظام الأسد الشاملة التي يشنها ضد الشعب السوري الثائر.
وقال الأستاذ “محمد القبجي”، مدير جمعية أطفال في سوريا الحقوقية، خلال حديث لـ”حرية برس”، إن الهدف من خلال هذا العرض الوثائقي هو تسليط الضوء على هؤلاء الأطفال الذي اصيبوا في ظل الحرب دون ذنب لهم إلا أن تواجدهم بمنازلهم التي تتعرض لوابل القصف من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة له، قد عرض حياتهم لتغيرات جذرية، حيث سيكملون قادم الأيام يحملون إعاقات جسدية دائمة.
ولفت “القبجي”، إلى أن نشاط العرض الوثائقي يعد سابقة من حيث التنظيم باختلافه عن باقي النشاطات الإعتيادية، وذلك نظراً لوجود أطفال ضمن العرض يعانون من إصابات، ويشعرون أنهم يختلفون عن أقرانهم.
وتابع قائلاً : “استغرق تدريب الأطفال نحو 4 أيام، حيث تم التدريب من قبل أخصائيين، وذلك مع تواجد كادر تمريض في حال تطلب الأمر الإسعافات للأطفال المصابين اثناء الحصص التدريبية”. مؤكداً أن الرسالة قدمها أصحابها، ومشيراً إلى أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة هم من قدموا الرسالة إلى العالم لمد يد العون والمساعدة لهم، مع انعدام مقومات العلاج وصعوبتها في حال توفرت في الشمال السوري، مطالباً جمعيات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها تجاه الأطفال والسعي لتركيب أطراف بديلة عن التي فقدوها بعمليات الأسد العسكرية.
واعتلى عدد من الأطفال المعوقين بصرياً أو فقدوا أحد أطرافهم خشبة المسرح، متحدثين عن معاناتهم وقصص إصابتهم التي تسببت بالإعاقة الدائمة لهم، وأسباب عدم علاجهم وهدفهم في المستقبل، في حين تعتبر هذه الخطوة مؤثرة على الصعيد الإنساني في حال قررت المنظمات المساعدة، بحسب القبجي.
ومن بين النشاطات التي أقيمت ضمن العرض الوثائقي، كلمة ترحيبية لطفلة، باللغة الإنكليزية، بالإضافة لعرض “برومو”، عن الأوضاع الراهنة في سوريا ومعاناة الطفل في الداخل السوري من خلالها.
ورجح “القبجي”، استجابة الجهات الإنسانية المعنية بهذا الأمر، مشدداً على أهمية سرعة تلبية نداء هؤلاء الأطفال بشكل فوري، معللاً ذلك بضرورة عودة الأطفال لحياتهم الطبيعية، وإنهاء معاناتهم الإنسانية.
وقالت الطفلة دعاء الحموي، 13 عاماً وهي طفلة مهجرة من مدينة حمص، شاركت بتقديم العرض الوثائقي، “يوم إصابتي بقذيفة دبابة مصدرها قوات الأسد المتواجد في قلعة مدينة حمص، حيث كنت عائدة للمنزل مؤخراً، بعدما اصطحبتني والدتي لشراء ثياب العيد قبيل تهجيرنا من المدينة”.
وتابعت الطفلة دعاء قائلة: لم أتمكن من سماع شيء عقب دوي الإنفجار الذي هز منزلنا، نتيجة سقوط القذيفة، فيما نظرت إلى قدمي المبتورة وهي ملطخة بالدماء وشاهدت كيفية احتراقها، ما دفعني للبكاء بشدة آنذاك.
وتجددت دموع الطفلة مع رواية قصتها، فيما أكدت سعيها لإيصال صوتها مع رفاقها المعاقين بفعل القصف، مع تمسكها بأحلامها التي تتمثل بتركيب طرف إصطناعي، وعودتها للحياة الطبيعية وإنحسار شعور النقص والعيش كباقي الأطفال، ويكمن حلمها الثاني بأن تصبح “رسامة”.
الجدير بالذكر أن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في مناطق الحروب “فيرجينيا غامبا”، قد صرحت أن معدلات قتل وتشويه الأطفال في سوريا، ارتفعت خلال الربع الأول من 2018، بنسبة 348 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2017، مؤكدة إن الشهور الستة الأولى من العام الحالي شهدت انتهاكات جسيمة بحقق الأطفال السوريين، وصلت إلى أكثر من 1200 حالة، بحسب المسؤولة الأممية.
يأتي هذا في ظل استمرار عمليات قوات الأسد العسكرية في عدة مناطق في الشمال السوري، منها أرياف إدلب وحماة، ما يتسبب بازدياد أعداد الأطفال المصابين.
عذراً التعليقات مغلقة