فلسطيني من غزة يعيد تدوير مخلفات ويصنع قارباً يعيل أسرته

فريق التحرير9 سبتمبر 2018آخر تحديث :
يطمح الشاب الفلسطيني بوضع “ماتور” صغير على القارب للاستغناء عن التجديف – عدسة: حرية برس©

فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

من رحم المعاناة يولد الإبداع، بهذه المقولة استطاع الشاب الغزيّ “معاذ أبو زيد” من سكان محافظة رفح جنوب قطاع غزة، القيام بصنع قاربٍ بلاستيكي صغير بإستخدام 700 زجاجة بلاستيكية فارغة جمعها من على شاطئ البحر على مدار 20 يوماً، ليحافظ على البيئة ويتحدى كل الظروف المحيطة به نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

الصيد بالصنارة

ويقول الصياد الغزيّ معاذ أبو زيد من محافظة رفح جنوب قطاع غزة في حديثه لحرية برس: إن” فكرة إنشاء قارب صيد صغير من خلال جمعي على مدار 20 يوماً للزجاجات البلاستيكية الفارغة من على شاطئ بحر غزة، لعمل هذا القارب، من أجل البحث عن مصدر دخل لأبنائي وأسرتي المكونة من خمس أطفال، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية داخل قطاع غزة وقلت فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة داخل المجتمع”.

وأوضح أبو زيد البالغ من العمر 35 عاماً أنه: “في البداية كان يصيد السمك على شاطئ البحر مستخدماً الصنارة في ذلك على مدار 11عاماً، لينتظر الساعات الطويلة التي كان يقضيها ليجني بعضاً من الكيلوات السمك بعد صيده الشاق كل يوم، ليبتكر بعد ذلك بالقيام بتطوير نفسه في هذه المهنة بمشاركة أصدقائه لتشكل مصدر الدخل لهم ولأسرهم”.

ويدرس الشاب معاذ أبو زيد من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، اللغة الإنجليزية داخل جامعة الأقصى بمدينة غزة، إلى جانب ممارسته مهنة الدهان المنزلي وهواية الصيد، ليشكل مثالاً للشاب الطموح الذي يريد أن يتحدى الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، نتيجة الحصار الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 12 عاماً.

المخلفات البلاستيكية

أشار أبو زيد إلى أنه أراد التوجه نحو تطوير هوايته في مجال الصيد الذي كان يمارسها منذ عام 2009 الماضي، لتشكل مصدراً للدخل له ولأصدقائها الذين وقفوا بجانبه، لعمل قارب صغير مكون من 700 زجاجة بلاستيكية من مخلفات التي تلقى على شاطئ البحر لأقوم أيضاً بالمحافظة على البيئة في ذلك، بالإضافة إلى هذا المشروع ، لأقوم بصيادة السمك في عرض البحر بإستخدام الغزل والصنارة.

ونوه أن “استحضار فكرة عمل القارب البلاستيكي الصغير، جاء من خلال مشاهدتي العديد من الفيديوهات على اليوتيوب، الشبيه بتلك الفكرة في عدد من دول العالم، لكنهم يستخدمونها داخل النهر الهادئ والراكد، لكن تصميم هذا القارب جاء مختلفاً لحد كبير نظراً لاختلاف جغرافية المكان، ولكي يتناسب مع تلاطم أمواج البحر العالية”.

استخدم الشاب الفلسطيني نحو 700زجاجة بلاستيكية خلال صنع قاربه – عدسة: حرية برس©

الملامح النهائية للقارب

ويضيف أبو زيد قائلاً: “كنت أجمع مابين 150 إلى 200 زجاجة فارغة كل يومين من على شاطئ البحر، وأقوم بجمع الكمية والعدد المطلوب لعمل القارب البلاستيكي الصغير، فمشوار الميل يبدأ بخطوة واحدة، حيث قمت بصف أول سطر من الزجاجات الفارغة على دائر ومحيط القارب والاستمرار في ذلك، للوصول إلى ملامح الشكل النهائي للقارب، بالإضافة إلى وضع لوحة من الخشب على مدار عشرين يوماً ما بين الجمع وعمل القارب بواسطة خيط صنارة “.

ووجه الصياد الغزي رسالة إلى الشباب داخل المجتمع بـ”عدم جعل اليأس والإحباط، وأن يقوموا بتجديد ذاتهم ونفسهم وعدم جعل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة شماعة نعلق عليها كل همومنا وأحلامنا، بل يجب تطوير أنفسنا لتحدي ذلك نحو الرقي والإبداع رغم كل الظروف “.

ويطمح الصياد أبو زيد، بتطوير قاربه البلاستيكي الذي استخدم نحو 700 زجاجة بلاستيكية خلال صنع قاربه، بوضع “موتور” صغير على القارب للاستغناء عن ممارسة التجديف داخل البحر وسهولة العمل ، إلى جانب الاتزان داخل القارب للتغلب على هذه المشكلة خلال الأيام القادمة”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل