حرية برس:
دعت ثماني دول أوروبية أعضاء في الأمم المتحدة رسمياً أمس الخميس كلاً من موسكو وطهران إلى ضمان وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، معربةً عن “قلقها العميق” حيال تصعيد عسكري في المنطقة.
وفي بيان مشابه للنصّ الذي نشره قبل ساعات الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن، اعتبرت الدول الثماني أنّ “هجوماً عسكرياً واسعاً في إدلب قد يُهدّد حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني، بينهم مليون طفل، يعيشون في المنطقة”.
جاء ذلك في تصريح صحفي لمندوب السويد لدى الأمم المتحدة، أولوف سكوغ، أمام قاعة مجلس الأمن في نيويورك، نيابة عن الدول الثمانية، وهي، إلى جانب بلاده: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بولندا، ألمانيا، بلجيكا، وإيطاليا.
وقال “سكوغ”: “ندعو النظام السوري إلى تحمل مسؤولياته بحماية المدنيين، وإلى ضبط النفس والسماح غير المشروط لوصول المساعدات الإنسانية”.
وتابع: “يؤكد مندوبو الدول الثمانية على ضرورة محاسبة المنتهكين للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان”.
كما شدد على مساندة جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بغية التوصل إلى حل سلمي للأزمة، استنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبيان جنيف الصادر عام 2012.
وأضاف سكوغ: “استخدام الأسلحة الكيمائية سيكون أمرا غير مقبول بالمرة، ونناشد كلا من روسيا وايران عدم التصعيد، وغدًا الجمعة سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة غير رسمية بشأن التطورات في إدلب (دعت إليها واشنطن في وقت سابق)”.
وأضاف البيان “ندعو البلدان الضامنة” لمسار أستانا الذي أنشئت بموجبه مناطق خفض توتر في سوريا “وخصوصاً روسيا وإيران، إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار وعلى الترتيبات التي كان تم الاتفاق عليها سابقاً، بما في ذلك أولوية حماية المدنيين”.
وتابعت الدول الثماني الموقّعة على البيان أنّ أيّ عملية عسكرية يشنّها نظام الأسد “قد تؤدي أيضاً إلى نزوح جديد لأعداد كبيرة من الناس، بينهم من كانوا قد نزحوا سابقاً بسبب العمليات العسكرية والحصار الوحشي للنظام” في مناطق سورية أخرى.
وفرّ مئات المدنيين من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا خوفاً من هجوم وشيك لقوات نظام الأسد، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران من شأنها أن تحدد مصير آخر معقل كبير للفصائل المعارضة في البلاد.
و رغم التحذيرات الدولية شنت طائرات العدوان الروسي أمس الخميس غارات جوية على مناطق في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، في تصعيد جديد على المناطق المحررة في الشمال السوري.
كما استهدفت قوات الأسد بقصف مدفعي مكثف وبراجمات الصواريخ مناطق التح، والتمانعة، البريصة، الخوين، وجرجناز، ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة اثنين آخرين بينهم طفل في بلدة التح بريف إدلب الجنوبي.
في حين شن طيران العدوان الروسي غارات مكثفة على بلدة “التمانعة” في ريف إدلب الجنوبي مما أدى لخروج مركز الدفاع المدني في البلدة عن الخدمة بشكل نهائي، إضافة لغارات مماثلة استهدفت مدينة “كفرزيتا” شمالي حماة، وسط حركة نزوح كبيرة في صفوف المدنيين الذين توجهوا إلى القرب من نقاط المراقبة التركية في مناطق الصرمان وتل السلطان”.
Sorry Comments are closed