“المعابر النهرية” بدير الزور تشعل الصراع بين مليشيات الأسد وإيران

فريق التحرير3 سبتمبر 2018آخر تحديث :

أحمد زكريا – حرية برس

لم يكن الخلاف على تقاسم المسروقات ومناطق السيطرة والنفوذ، هو السبب الرئيس وراء الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين ميلشيا تتبع لنظام الأسد وميليشيا تتبع لإيران وحزب الله، وفق ما تحدث مصادر محلية، والتي أشارت إلى أن المواجهات الأخيرة سببها خلافات على تقاسم الحصص والأرباح والعائدات التي مصدرها “المعابر المائية” المنتشرة في عموم محافظة دير الزور.

سيطرة روسية على المعابر النهرية

وشهدت الفترة الماضية في ريف دير الزور الشرقي، خلافات حادة بين المليشيات الأجنبية من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى، حول السيطرة على المعابر النهرية في دير الزور، وخاصة الواصلة بين مناطق سيطرة قوات الأسد والجهة المقابلة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الريف الشرقي، بحسب ما تحدث به الناشط الإعلامي “أبو علي الديري” لحرية برس.

وتعد معابر: “الصالحية، وبقرص، والبغيلية، وعيّاش”، من أهم المعابر النهرية التي يستخدمها المدنيون في تنقلاتهم، وفق ما تحدث به “الديري”.

وأضاف “الديري” أن الخلاف الأول نشب بين الطرفين في بلدة “بقرص تحتاني” القريبة من مدينة “الميادين” شرق دير الزور، بين” لواء القدس” المتواجد بالمنطقة وعناصر من قوات الأسد حول افتتاح المعبر الواصل بين بقرص وبلدة “الشحيل” المواجهة لها، ليتطور بعدها الخلاف بعد يومين من تاريخه في مدينة “البوكمال” بين تلك المليشيات وعناصر من قوات الأسد في مدينة البوكمال في ذات الريف أوقع 25 عنصراً من قوات الأسد.

وأشار “الديري” إلى أن القوات الروسية قامت وعقب تلك التطورات باستلام “المعابر النهرية” الواصلة بين ضفتي نهر الفرات، وتحييد المليشيات الأجنبية التي تقوم بعمليات ابتزاز للمدنيين الذين يعبرون من وإلى مناطق قوات الأسد، كان أخرها معبر بلدة “الصالحية” الواقعة شمال غرب المدينة، وهو معبر بري والذي يفصل بين مناطق قوات الأسد ومناطق قوات سوريا الديمقراطية الذي من خلاله تعبر الشاحنات التجارية والبضائع الى عموم الريف الشرقي.

بدوره أفاد موقع “الشرق نيوز” على الانترنت، بتسلم الشرطة العسكرية الروسية، منتصف شهر أب/أغسطس الماضي، المعابر النهرية على نهر الفرات وهي معابر “الجنينة، والشميطية، ومرّاط” الواقعة بين منطقتي سيطرة مليشيا قسد ومناطق سيطرة مليشيات الأسد وإيران، والتي كانت تديرها مليشيا الأسد والمليشيات الإيرانية من جانب مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي حول تلك المعابر الى سبب رئيسي للاشتباكات بين تلك المليشيات، بسبب الاختلاف على حصص تهريب المحروقات القادمة من مناطق سيطرة “قسد”.

وأضاف المصدر ذاته، أن الشرطة العسكرية الروسية قامت أيضاً باستلام معبر “الجسر الروسي” والذي يصل بين بلدتي “مرّاط والمريعية” في الريف الشرقي والذي تم اغلاقه منذ فترة.

نقطة عبور للأطراف المتنازعة

“محمد الخضر” مدير منظمة “صوت وصورة” أوضح لحرية برس، أن كل قرية من قرى ريف دير الزور والواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، يقابلها قرية على الضفة الشرقية، وبالتالي يوجد بينهم معبر مائي يستفيد منه الأهالي.

ومن أهم تلك المعابر وفق “الخضر” هي:” معبر الباغوز، ومعبر المراشدة” بريف مدينة البوكمال، إضافة لمعبري “الجلاء، والسّيال”، يضاف إلى ذلك معابر “صبيخان، والقورية، والعشارة، ودرنج” مبيناً أن كلها معابر مائية خاضعة بإحدى الضفتين إما لسيطرة النظام، وبالضفة الأخرى إما لسيطرة داعش أو قوات سوريا الديمقراطية.

وتتوزع المعابر على طول نهر الفرات من مدينة البوكمال إلى مدينة دير الزور، في حين أن كل قريتين على ضفة النهر بينهما معبر نظامي عداك عن المعابر غير النظامية والمعابر الافرادية.

وعن أهمية تلك المعابر بالنسبة للنظام وداعش وقسد قال “الخضر”: إن تلك المعابر مهمة بالنسبة للنظام وروسيا كونها تعتبر نقطة عبور، وخاصة أن النظام يرغب بأن يكون له موطئ قدم في الضفة الشمالية الموزعة بين قسد وداعش، نظرًا لتواجده في الضفة الجنوبية، وبذات الوقت يرغب داعش بموطئ قدم له في الضفة الجنوبية لكي يتمكن من تمرير عناصره من الضفة الشمالية وتهريبهم للضفة الجنوبية باتجاه الصحراء، وذات الأمر ينطبق على قوات سوريا الديمقراطية التي ترغب بأن يكون لها موطئ قدم في تلك الضفاف.

“إتاوات” وضرائب للسماح بالمرور عبر تلك المعابر

واستفادت قوات الأسد والميليشيا المساندة لها من مسألة تدمير كافة الجسور الرئيسة في محافظة دير الزور في وقت سابق، بعد أن أصبحت هذه المعابر هي المنفذ الوحيد للمدنيين، وبالتالي باتت تدر أموالًا طائلة على تلك المليشيات من خلال فرض مبالغ مالية على الأشخاص أو المواشي تصل الى دفع مبلغ 5000 ليرة سورية، في حين تفرض ضريبة على دخول الشاحنات التجارية تصل الى مبلغ 500000 ليرة سورية في بعض المعابر، وفق ما تحدث به الناشط “أبو علي الديري”.

بدوره قال “جلال الحمد” مدير منظمة “العدالة من أجل الحياة” لحرية برس: إن من أهم المعابر المائية في مناطق سيطرة النظام وسيطرة قسد هو معبر قرية ” الحوايج” بريف دير الزور الغربي، ومعبر قرية “الكُبر” ومعبر قرية ” الكسرة”، وهناك أيضًا معابر بريف دير الزور الشرقي، وهذه المعابر معتمدة، في حين يوجد معابر غير رسمية يتم من خلالها تهريب المواد الغذائية من طرف إلى آخر.

إضافة لتلك المعابر، يوجد معبر “الصالحية” بالقرب من قرية “حطلة” بريف دير الزور الشمالي، وهذا المعبر يفتح بشكل يومي حوالي الساعتين بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وذلك أمام حركة عبور السيارات فقط، وأضاف “الحمد” أن قوات الأسد المتمركزة على هذا المعبر تتقاضى مئات الألاف مقابل السماح للسيارات بالعبور.

وأوضح “الحمد” أن معبر “الحوايج” شمال نهر الفرات تقابله قرية “الحوايج الشامية” وبلدة “عياش” جنوب نهر الفرات، كما أن معبر “الكُبر” تقابله بلدة “التبني”، ويوجد أيضًا معبر في بلدة “الشحيل” شرقي دير الزور يقابله بلدة “بقرص” بريف دير الزور الشرقي.

وتابع “الحمد” قائلًا: إن مما لا شك فيه أن المعابر المائية تدر الكثير من الأموال للميلشيات المتواجدة على الطرف المسيطر عليه النظام، ولا تسمح تلك الميلشيات على الإطلاق بإدخال أي مادة مهما كانت إلا بعد دفع مبالغ مالية، وهذه المبالغ المفروضة تختلف باختلاف نوع المادة وكميتها.

ولفت الانتباه، إلى أن جيش الأسد يشارك بشكل مباشر بهذه العمليات، فمثلا “الفرقة الرابعة” المتواجدة في منطقة قريبة من مدينة دير الزور تفرض “إتاوات” على أي مواد يدخلها المدنيون حتى ولو كانت أغراضًا خاصة بهم وليست للتجارة فهم مجبرون أيضًا على دفع الأموال مقابل إدخال تلك المواد.

الجدير ذكره، أن جسر “السياسية” من أهم الجسور الرئيسة الواقعة عند المدخل الشمالي لمدينة دير لزور، والذي يصل مدينة دير الزور بريفها الشمالي الذي يصلها مع محافظة الحسكة، وكان قد تعرض للتدمير على يد تنظيم داعش، في (28 أكتوبر/ 2016)، ما أدى لدماره بشكل كامل، كما دمرت طائرات التحالف الدولي عددًا من الجسور الرئيسة في المحافظة الأمر الذي دفع الأهالي للاعتماد على المعابر المائية للتنقل بين القرى، بحسب مصادر محلية وإعلامية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل