ياسر محمد – حرية برس
يواصل نظام الأسد فبركاته وتسويق مزاعمه فيما يتعلق بحربه ونتائجها المدمرة على الشعب السوري، ومع بدء عام دراسي جديد حاول وزير تربية نظام الأسد أن يظهر الملف التعليمي وكأنه في أحسن حالاته، توازياً مع تقارير محلية ودولية تفيد بأن أكثر من مليون طفل سوري ما زالوا محرومين من التعليم، وكذلك في ظل حرب المناهج المستمرة والمستعرة في المناطق السورية وفقاً للسيطرة، حيث يدرس الطلاب ثلاثة مناهج: منهج النظام في مناطق سيطرته، ومنهج “الإدارة الذاتية الكردية” في مناطق سيطرتها شرقي سوريا، ومنهج “الائتلاف” وغيره في مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا.
وفي الصدد، زعم هزوان الوز، وزير تربية نظام الأسد، أن أربعة ملايين تلميذ سوري سيلتحقون بمقاعد الدراسة هذا العام، وأن نظامه قد عين 30 ألف معلم جديد لتعويض النقص في الكادر التعليمي، علماً أن النظام قد فصل تعسفياً آلاف المعلمين والمدرسين خلال سنيّ الثورة.
وأضاف الوز: “لقد وضعنا برامج خاصة لأطفال اللاجئين، لأنهم غابوا ثلاث أو أربع سنوات، وعلى سبيل المثال، سيتمكن التلميذ من دراسة برنامج عامين في عام واحد”، زاعماً أن وزارته أقامت دورات تأهيلية للمعلمين في هذا الخصوص.
يأتي حديث وزير تربية الأسد في ظل حرمان نحو مليون تلميذ سوري من التعليم في شمالي سوريا وشرقها وفي مئات المخيمات وكذلك في مناطق سيطرته، فيما حذرت اليونسيف من أن مصير مليون طفل سوري مهدد في حال شن النظام وحلفاؤه عملية عسكرية على محافظة إدلب، آخر قلاع المعارضة في الشمال السوري، وكانت تقارير صادرة عن منظمات دولية معنية أكدت أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل حُرموا من حقهم في التعليم نتيجة الحرب التي يشنها نظام الأسد على السوريين وتعمده تدمير آلاف المدارس في مناطق سيطرة المعارضة.
إلى ذلك، أنذرت سلطات “الإدارة الذاتية” الكردية المسيطرة في شرقي سوريا والجزيرة، بإغلاق أكثر من عشرين مدرسة مسيحية في الحسكة، وذلك لتبنيها منهاج نظام الأسد، ورفضها التقيد بالمناهج التي فرضتها الإدارة الكردية على الطلاب في مناطق سيطرتها، وكانت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة اتهمت شخصيات سريانية تمتلك مدارس خاصة بإثارة الفوضى، ومحاولة فرض تراخيص أو مناهج على مدارس الكنائس، وإدارة هذه المدارس بشكل مباشر أو غير مباشر من نظام الأسد.
وقالت الهيئة في بيان الشهر الماضي “لا توجد مدارس خاصة للمكونين الأرمني والسرياني، هذه المدارس تعود للنظام من جميع نواحي العملية التربوية والتعليمية، وهي مرخصة أصلا من قبل النظام بأسماء أشخاص عاديين، وتستخدم كمشاريع تجارية، وكمعابر لتعميم مناهج حزب البعث والفكر الشمولي واللاديمقراطي”.
يذكر أن الأطراف المسيطرة تعمد إلى تمرير إيديولوجياتها من خلال المناهج التعليمية، فبينما يكرس النظام أفكار بشار وحافظ الأسد ويسوّق للروس والإيرانيين، تروّج “الإدارة الذاتية” لأفكار ونهج زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور “عبد الله أوجلان”، فيما اكتفى الائتلاف المعارض بطرح مناهج النظام نفسها بعد حذف خطب وأفكار حافظ وبشار منها، إلا أن منهجه أيضاً – المعتمد في بعض مناطق سيطرة المعارضة- عليه مآخذ كثيرة.
Sorry Comments are closed