لم يكن في قدرة الأسد وعصابته السيطرة على المساحات الكبيرة من سورية بعد فقدانها بمواجهة قوات الثوار لولا لجوئه إلى استخدام كل محرمات الحروب، ولم يترك مجالاً للقتل إلا وكان له الأسبقية في تجربته حتى وصل به عقله الإجرامي إلى بث سمومه في الهواء ليقتل كل من يتنفس، وليس غريباً على زمرة يملؤها حقد عميق أن تستعين بأي أحد و بأي شيء يساعدها على القتل ولكن الغريب الذي لم يكن يتوقعه عقل أن يكون الفعل على مرأى العالم بأسره من عربه وعجمه وربما بمباركة من منظمات تدعي الإنسانية.
إن التلويح باستخدام السلاح الكيماوي ضد آخر منطقة خارجة عن سيطرة الأسد ما هو إلا تكرار لعشرات من المرات التي استخدم النظام فيها الكيماوي في مناطق مختلفة كالغوطة وخان شيخون وغيرها والتي مرت مرور الكرام على هذا المجتمع الدولي، وربما تتغير جغرافية المكان وطريقة وزمن استخدام هذا السلاح إلا أنه لم يعد يخفى على أحد الطقوس التي يمارسها النظام ومن يقف وراءه كمقدمات للجوئه إلى استخدام السلاح الكيماوي.
ففي كل مرة يريد النظام استخدام هذا السلاح يكرر ذات المقدمات من اتهامه للمعارضة بامتلاك أسلحة كيميائية وجميع تفاصيلها كأنواعها وكميتها ومنشئها ورقم السيارة التي نقلتها من مكان لآخر وكأنه يتحدث عن نفسه بل ويؤكد للعالم الذي لا يريد أن يرى إلا بعين واحدة بأنه ما زال يملك أسلحة كيميائية ويستطيع استخدامها متى شاء دون أن يتحمل نتيجة فعله مهما كان عدد ضحاياه.
قد لا يكون السلاح الكيماوي أخطر الأسلحة الموجودة ولكن تكمن خطورته في أن من يستخدمه لا يكتفي بالتلذذ في مشاهدة ضحاياه وخاصة الأطفال يموتون اختناقاً دون حول ولا قوة ولكنه يتهم الضحية بأنه هو القاتل ضارباً بعرض الحائط كل حدود المنطق الأدلة وقرارات الإدانة حتى صار يحمل حصانة دولية في حال ارتكابه أي مجزرة.
Sorry Comments are closed