قد يتساءل المرء: ما هي علاقة الحقيبة الدبلوماسية بالشحاطة “أكرمكم الله ” وكيف التقت معها؟
لم يكن في المجتمع السوري في ظل حكم بيت الأسد شريحة تنافس الأطباء على حمل الحقيبة الدبلوماسية “السامسونايت” إلا ضباط جيش “أبو شحاطة” عفواً.. أقصد ضباط الجيش العربي السوري البطل.
وإذا كان الأطباء يحملون الحقيبة باعتبار أنهم أصحاب مهنة راقية وإنسانية في المجتمع السوري، ومن ناحية ثانية فالحقيبة تخدم عملهم حيث يضعون فيها أدوات عملهم والأدوية الإسعافية.
لكن؛ ما هو السر العجيب وراء الحقيبة الدبلوماسية في “جيش أبو شحاطة”؟ هل يعتبر الضباط أنفسهم بأنهم الأرقى والأحق بالحقيبة الدبلوماسية من الأطباء في المجتمع السوري؟
يروي أحد الضباط المجندين عن قصة وقعت معه، يقول وبينما كان باص المبيت يسير بأمان الله، فجأة انتشرت رائحة المازوت في الباص، حدث هرج ومرج في الباص، رائحة مازوت، رائحة مازوت، وعندما تأكد الجميع من صدق مشاعر أنوفهم، صاحوا متوجسين: توقف توقف هناك رائحة مازوت، وظن الجميع أن هناك خللاً ما حصل في ماكينة الباص، توقف الباص على يمين الطريق، نزل السائق، ومعظم الضباط، تفحصوا الباص فلم يجدوا شيئاً، وعاد الجميع إلى مقاعدهم، وعاود الباص مسيره، رائحة المازوت تزداد شيئاً فشيئاً، فجأة انتبه أحدهم أن هناك خيطاً من المازوت يسيل في الممر، صاح المازوت هنا، تتبعوا مصدر المازوت، حتى وصلوا إلى حقيبة دبلوماسية يسيل منها المازوت، فتحها الضابط على مضض واستحياء، ولم يكن هناك بدّ من المماطلة، فوجدوا داخل الحقيبة الدبلوماسية قارورة مليئة بالمازوت، لكن لسوء حظ الضابط لم يغلقهاً جيدا قبل وضعها، ففضحته، كان الضابط يسرق المازوت من قطعته العسكرية إلى بيته وبشكل يومي عبر قارورة مياه غازية فارغة من أجل التمويه.
أما القصة الأخرى تقول: جاء قائد جديد لإحدى القطع العسكرية في “جيش أبو شحاطة ” فوجد كل ضباطه يحملون حقائب دبلوماسية، وفي أحد الأيام وبينما كان الجميع يتجهز للصعود الى باصات المبيت عند نهاية الدوام، أمر القائد الجديد الجميع بفتح حقائبهم بحجة التفتيش الأمني، وكانت الصدمة بأن جميع الحقائب الدبلوماسية كانت مليئة بالخبز والبطاطا والبيض والعدس، وكل ما يمكن سرقته وحمله من مخصصات الجنود المساكين.
طبعاً القائد فضحهم وأحرجهم ومن ثم تركهم.
قد يتساءل أحدهم؛ لماذا قام القائد الجديد بهذا الفعل، ولم يحاسب أحداً على فعلته؟
الأمر بسيط؛ فالقائد يعرف ما تحويه الحقائب من مسروقات، لكنه سجل موقفاً على الجميع حتى لا يتجرأ أحدهم ذات يوم بالنظر إلى مسروقاته الكبيرة على مبدأ “حك لي لحك لك” ، و “طنش لي لطنش لك”.
فهل عرفتم سر الحقيبة الدبلوماسية في جيش أبو شحاطة العقائدي؟
Sorry Comments are closed