زراعة ’’الفستق الحلبي‘‘ مهددة في مناطق الشمال السوري

فريق التحرير11 سبتمبر 2018آخر تحديث :
شجرة الفستق الحلبي المنتشرة في الشمال السوري – عدسة: مرام محمود – حرية برس©

مرام محمود – حرية برس:

يعد الفستق الحلبي زراعة عريقة اشتهرت فيها مناطق عديدة شمال شرق سوريا وعلى طول البحر الأبيض المتوسط، وتأثر محصوله في ظل الثورة السورية كما غيره من المحاصيل الزراعية من تراجع كبير في نسبة إنتاجه.

ويعود ارتفاع الأسعار الباهظة للفستق الحلبي لأسباب عديده ولعل أبرزها هو احتكار التجار، وتصديره للخارج، وعدم كفاية السوق المحلية له، وأيضاً الكلفة الباهظة التي يضعها المزارع على شجرة الفستق كي يضمن إنتاجها بشكل سخي.

حيث شهدت أسعار الفستق في محافظة إدلب هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً، فقد وصل سعر كيلو الفستق الحلبي لـ1300 ليرة سورية، حسب ما أفاد به أحد المشترين.

وقالت السيدة ’’أم إياد‘‘ في حديثها لحرية برس، إن ’’شجرة الفستق تحتوي على مادة تعرف محليا بـ(مسكة ضروس) وهذه المادة تدخل في صناعة (العلكة)، كما يمكن تناولها بشكل مباشر من شجرة الفتسق التي تتدلى من فروعها وأغصانها بشكل مستمر، وتنمضغ بشكل أفضل إن وضع معها شمع نحل، وكان ذلك رائجاً للغاية قبل مايقارب 50 عام بديل للعلك المتوفره حالياً في الأسواق‘‘.

واشتهرت سوريا بزراعة شجر الفستق وتعد محافظة حلب من أول المحافظات بزراعته، من حيث المساحة والتي تبلغ 44%، وتأتي من بعدها حماة 35% ومن ثم إدلب 13%.

وتتوزع أماكن زراعة الفستق على الشكل التالي: “كفرزيتا واللطامنة والزكاة ولطمين في ريف حماه الشمالي، خان شيخون والتمانعة واسكيك ومنطقة التل وأم جلال والتح بريف إدلب الجنوبي، وفي مناطق شمالي حلب وأيضا عين العرب‘‘.

كما يتواجد أشجار للفستق الحلبي المعمر في قرية عين التينة شمالي العاصمة دمشق، ويبلغ عمره أكثر من 1000 عام، مع العلم أن هذه الأشجار مهددة بالزوال بالرغم من استمرار إنتاجها، وذلك يعود لقلة الإهتمام وسوء الرعاية والكلفة الباهظة.

وتبلغ المساحة المخصص لزراعة الفستق الحلبي في سوريا نحو 55696,6 هكتار أي بنسبة قدرها 6% من أجمالي مساحة الأشجار المثمرة.

وتأتي في المرتبة الأولى من حيث الإنتاج للفستق الحلبي محافظة حماه 50%، تليها حلب 29%، ومن ثم إدلب 17%، ومن المعروف أن شجرة الفستق لها أهمية كبيرة في تحقيق ربح وافر على المدى البعيد، علماً أن شجرة الفستق لا تنتج الثمار بشكل جيد حتى يبلغ عمرها ما يقارب سبع أو ثمانية أعوام عقب زراعتها، عدا التكلفة الباهظة التي يجب أن يهبها المزارع للمحصول كي يضمن إنتاج سخي مع مرور الأيام.

ودخل الفستق الحلبي في العديد من الصناعات كالحلويات والمعجنات والبوظة، كما يستخدم قشر الفستق “القشب” في تسميد الأراضي الزراعية، وذلك عقب تجفيفة بشكل جيد تحت أشعة الشمس.

ويتوجب على المزارع أن يتحلى بالصبر الطويل لتقديم ما يلزم من تلقيح ورش وتسميد وأيضاً مكافحة الآفات الضارة لشجرة الفستق والمتابعة المستمرة وكل ذلك ذات تكلفة عالية بات المزارع السوري غير قادر على تحملها في ظل الظروف الراهنة التي تعاني منها البلاد.

يعود ارتفاع الأسعار الباهظة للفستق الحلبي لأسباب عديده منها احتكار التجار، وتصديره للخارج – عدسة: مرام محمود – حرية برس©
دخل الفستق الحلبي في العديد من الصناعات كالحلويات والمعجنات والبوظة – عدسة: مرام محمود – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل