ياسر محمد – حرية برس
تتصدر محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة، المشهد السياسي والإعلامي العالمي، مع زيادة الزخم العسكري وحرب التصريحات واللقاءات السياسية المكوكية بين الدول المعنية بالملف.
وفي استمرار للتصعيد الممهد لهجوم محتمل على إدلب وجوارها، أعادت روسيا مزاعمها المتعلقة بإعداد فصائل معارضة بدعم بريطاني لهجوم كيماوي غرب إدلب لخلق ذريعة للحلف الأمريكي الأوروبي لضرب أهداف لنظام الأسد، فيما قال متحدث باسم المعارضة إن قوات النظام نقلت شحنة أسلحة كيماوية كبيرة من دمشق إلى حماة تمهيداً لاستخدامها ضد المدنيين هناك.
وفي التفاصيل؛ قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، اليوم الخميس: “تحدثنا مفصلا للزملاء (في الخارجية الروسية) حول تحضير المسلحين، وبالذات (هيئة تحرير الشام)، لاستفزاز آخر في محافظة إدلب باستخدام مواد كيماوية ضد السكان المدنيين من أجل إسناد المسؤولية عن هذه الجريمة إلى القوات الحكومية”.
وجاء في بيان السفير أنطونوف: “أفيد بأن (الإرهابيين) نقلوا إلى مدينة جسر الشغور ثمانية أوعية تحتوي على الكلور، والتي نقلها بعد ذلك مسلحو (حزب التركستان الإسلامي) إلى قرية حلوز، وإلى هناك وصلت أيضا مجموعة من المسلحين المدربين تدريبا خاصا (تدربوا تحت قيادة شركة عسكرية بريطانية خاصة “أوليفا”)، والتي سوف تقوم بمحاكاة إنقاذ ضحايا الأسلحة الكيماوية، لهذا يخططون حتى لجذب الأطفال كرهائن”.
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي المصطفى، أمس الأربعاء، إن مصادر الجبهة رصدت حمولة مؤلفة من عدة سيارات تحمل براميل بداخلها مواد كيماوية نقلها النظام السوري من دمشق إلى ريف حماة. وأضاف أن البراميل وعددها عشرة خرجت من “اللواء 155” (لواء صواريخ أرض- جو) القريب من دمشق ليلًا، الأسبوع الماضي، ووصلت إلى منطقة السلمية في نفس الليلة.
وأوضح المصطفى أنه تم تفريغ الشاحنات من حمولتها في مستودعات “كيتلون” والتي هي عبارة عن أربعة مواقع ضمن جبال حماة، وبعدها تم نقلها إلى مكان آخر غير معلوم، والمتوقع أن يكون قريبًا من مدرسة المجنزرات.
على الصعيد السياسي، والذي يشهد زيارات مكوكية للأطراف المعنية بملف إدلب، وبعد زيارة وفد تركي برئاسة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى موسكو يوم الجمعة الفائت، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنقرة أمس الأربعاء، بشكل مفاجئ وغير مجدول، قبل زيارة وزير خارجية النظام وليد المعلم إلى موسكو اليوم، بحثاً عن ترتيبات لتقر في القمة الروسية – التركية – الإيرانية في طهران في السابع من الشهر المقبل.
وتقول وسائل إعلام عالمية، منها وكالة رويترز، إن السجالات والمباحثات المعقدة أفضت إلى تفاهمات تؤدي لتقاسم السيطرة على إدلب وجوارها، من خلال عمليات عسكرية جزئية ومحددة وكذلك تسويات و”مصالحات” في بعض المناطق، مع بقاء مناطق أخرى تحت السيطرة والإدارة المشتركة لفصائل المعارضة وتركيا.
ونقلت رويترز عمن وصفته بمسؤول عسكري كبير متحالف مع قوات الأسد، إن هجوم قوات النظام المدعومة روسياً سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها.
وذكر المسؤول أن المرحلة الأولى من الهجوم ستشمل جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من أراضي المعارضة وبلدات اللطامنة وخان شيخون ومعرة النعمان في جنوبها.
فيما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر عسكرية وسياسية أن الجدول المطروح على مائدة التداول يتضمن قيام قوات الأسد بدعم روسي بـ”عملية محدودة ومتدحرجة” بحيث تتم في المرحلة الأولى السيطرة على نقاط استراتيجية بينها الطريق الذي يصل حماة بحلب عبر معرة النعمان، وطريق اللاذقية – حلب عبر سراقب بعد جسر الشغور، إضافة إلى السيطرة على جبل التركمان بين اللاذقية وإدلب.
كما تتضمن ترتيبات الشمال، وفق مصادر الشرق الأوسط، أن تسلم “هيئة تحرير الشام” السلاح الثقيل إلى فصائل معارضة والجيش التركي على أن تبقى المعارضة شمال طريق اللاذقية – حلب في المرحلة الراهنة، ويجري البحث في مستقبل هذه المنطقة في مرحلة لاحقة ضمن النظر إلى التسوية النهائية في سوريا، مع بقاء الوجود التركي في نقاط المراقبة وفي منطقتي “درع الفرات” و”غضن الزيتون” مع إدارة هذه المناطق من قبل مجالس محلية معارضة.
Sorry Comments are closed