علي عز الدين – حرية برس:
في خطوة هي الأولى من نوعها، قامت قوات الاسد باستدعاء النشطاء الاعلاميين في مدينة تلبيسة اليوم الأربعاء، وذلك بعد إجراء تسويات لهم خلال الفترة السابقة، حيث طالبتهم بمعرفة الجهات التي كانوا يعملون معها خلال التغطية الإخبارية للثورة السورية قبل عودتهم إلى “حضن الوطن”، بالإضافة لمعرفة الأجور المالية التي كانوا يتقاضونها والكشف عن المعدات الإعلامية التي كانت بحوزتهم.
وأفادت مصادر محلية عن قيام قوات الأسد بالتحقيق معهم في فرع الأمن السياسي، ومن بينهم الإعلامي “سيف طه” الذي عاد منذ مدة قصيرة إلى شمال حمص، وكانت أسئلة المحقيقين عن تبعية كل إعلامي لجهة وكيف كانت أجورهم المالية ومعداتهم التقنية، فضلاً عن دب الرعب والذعر بداخلهم وأن قوات النظام تتابعهم في كل دقيقة.
وقال أحد سكان شمال حمص لحرية برس، إن عناصر من شبيحة نظام الأسد قاموا بإغراء الشبان في سنّ الـ18 ومادون بالمال والسلطة، فيقوم النظام من خلالهم بإستغلال هؤلاء الشباب وتجنيدهم ضمن صفوف قواته أو الأفرع الأمنية.
وأشار إلى أن من يحاول أن يتمنّع من هؤلاء الشبان أن يلتحق بصفوف نظام الأسد، يتم التضييق عليه وملاحقته أمنياً من خلال شبيحة النظام، ودائماً مايطلب منهم مراجعة الأفرع الأمنية، ناهيك عن مايراه أهالي الريف من التمييز والواسطات لمن يتبع لنظام الأسد وشبيحته.
وأوضح شاب من الرستن شمال حمص لحرية برس، أن قوات نظام الأسد قامت بإعتقال الشبان الذين يتم ألقاء القبض عليهم في مناطق حمص وحماة، ومنهم حاملي كرت التسوية الذي يسمح لهم بالتجول ضمن مناطق شمال حمص، ومع هذا يتم التحايل عليهم في الريف الشمالي وعلى حواجز قوات النظام بتهم لا علاقة لهم بها وذلك لإجبارهم على الألتحاق بصفوف قوات النظام.
ولفت إلى أن شبيحة نظام الأسد يظهرون ’’الإحترام والوقار‘‘ لعناصر الأفرع الأمنية وجيش النظام، وتمييز مفرط بكافة سبل الحياة اليومية من سلل إغاثية وإجراءات الأوراق القانونية وغيره.
وأضاف أن هناك زمرة من شباب شمال حمص لايتجاوز أعمارهم الـ18، يتم اللعب بعقولهم وإغراءهم بالمال والسلطة والسلاح حيث يصل راتب المتطوع من 50 ألف حتى 60 ألف ليرة سورية، ويتم تجنيدهم ضمن صفوف شبيحة النظام ومليشياته.
حيث قامت قوات الأسد في 25 أغسطس/آب الجاري، بسحب قرابة أربعة باصات محملة بالشباب، نصفهم من قرية غرناطة وناحية تلبيسة، وأخذتهم إلى منطقة “الدريج” وهو معسكر لإعداد القوات الخاصة في صفوف قوات النظام ليتم تدريبهم ضمن دورات الصاعقة للضباط و الأفراد عموماً ومن ثم فرزهم إلى القطع العسكرية ومناطق الجبهات التي تحتاج إلى تعزيزات عسكرية.
وتعد هذه التصرفات التي تجبر بها قوات نظام الأسد وشبيحته المتواجدة بشكل كبير في مناطق شمال حمص، وخاصة الشبان بسن الـ18 عاشر، ذريعة لإجبارهم على الإلتحاق بصفوف قوات النظام.
يشار إلى أن قوات نظام الأسد لا تأمن على بعض قادات الفصائل أصحاب التسوية، فيما قامت بتصفية أهمهم مثل “محمود حمادي”، وأدّعى النظام أنه قتل خلال إنفجار لغم أرضي في المنطقة الشرقية لمناطق ريف حمص الشمالي.
ويذكر أن الجانب الروسي شاهد على كافة الإنتهاكات التي تحصل شمال حمص، وخاصة محاولة قوات النظام تدمير جيل وراء جيل من أبناء الثورة السورية سابقاً أو ممن شهد إجرام النظام في ظل الصمت الدولي الذي سانده طيلة ثمانية أعوام الماضية.
عذراً التعليقات مغلقة