لجأ أكثر من مليون شخص إلى مخيمات أقامتها السلطات الهندية للمهجرين في ولاية كيرالا في جنوب البلاد التي ضربتها أمطار موسمية غزيرة وفيضانات أسفرت عن سقوط أكثر من 420 قتلى.
ويكشف انحسار المياه تدريجياً بسبب تراجع غزارة الأمطار، حجم الدمار في هذه المنطقة التي كانت تشكل وجهة للسياح.
وصرّح المتحدث باسم الحكومة “سوباش تي في” اليوم الثلاثاء أن “عدد الأشخاص المقيمين في المخيمات الإنسانية بلغ حتى الآن مليوناً و28 ألف شخص” يقيمون في نحو 3200 مخيم في أنحاء كيرالا.
وعثر رجال الإنقاذ أمس الإثنين على ثماني جثث أخرى لترتفع بذلك حصيلة الضحايا الى أكثر من 420 قتلى منذ أن بدأ في يونيو (حزيران) هطول الأمطار الموسمية التي تعد من الأكثر غزارة منذ قرن.
وفي شينغانور إحدى المدن الأكثر تضرراً، ما زالت المياه التي بلغ مستواها أكثر من ستين سنتمتراً تغلق طرقا وشوارع عدة، فيما يتواصل هطول المطر لكن بغزارة أقل.
وتشير السلطات في كيرالا إلى حاجتها الماسة للحصول على تمويل حيث تدفقت تبرعات بملايين الدولارات إلى كيرالا من باقي أنحاء الهند وخارجها خلال الأيام الأخيرة. وتعهدت حكومات ولايات أخرى بأكثر من 50 مليون دولار، وقدّم موكيش أمباني، أغنى اغنياء آسيا بحسب تصنيف مجلة فوربز، عشرة ملايين دولار عبر مجموعة “ريلاينس” الصناعية التي يملكها.
وأعلنت حكومة ولاية كيرالا تبرّع الدالاي لاما، الزعيم الروحي للبوذيين، بـ15 ألف دولار، وتبرّع كل قاض في المحكمة العليا بـ360 دولاراً في وقت أقامت مجموعة “كالسا ايد انترناشونال” البريطانية السيخية مخيم إغاثة خاصا بها في كوشين، المدينة الرئيسية في كيرالا، لتقديم 3000 وجبة في اليوم.
وأفاد الجيش الهندي الذي يعمل على الأرض بأن أكثر من ألف شخص ما زالوا موجودين في بيوت غمرتها المياه في المدينة. وذكر جندي أن معظم هؤلاء السكان لا يريدون إجلاءهم بل يطلبون الحصول على مواد غذائية ومياه للشرب.
وقال “كي جي بيلاي” الذي يقيم في المدينة إن ارتفاع المياه بلغ في منزله 2,5 متر قبل ان يتمكن رجال الإنقاذ من مساعدته، وأضاف: “في الماضي لم يكن مستوى المياه يتجاوز 30 سنتمترا، وقد اعتاد الناس على ذلك”.
وأعلن “ساشي تارور” النائب عن كيرالا والمسؤول السابق في الأمم المتحدة أن السيول دمرت نحو خمسين ألف مسكن.
وقدرت السلطات المحلية قيمة الخسائر بثلاثة مليارات دولار، وهو رقم يرجح أن يرتفع مع انحسار المياه الذي يكشف حجم الأضرار.
عذراً التعليقات مغلقة