حرية برس:
أعلن وزير النفط الإيراني ’’بيجان نمدار زنقنه‘‘، اليوم الاثنين، إن شركة النفط الفرنسية العملاقة ’’توتال‘‘، انسحبت رسمياً من مشروع بمليارات الدولارات في حقل بارس الجنوبي في أعقاب إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران.
وقال زنقنه في تصريحات لوكالة الانباء الخاصة بالبرلمان إن “توتال انسحبت رسمياً من اتفاق تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي، الذي مضى أكثر من شهرين على إعلانها أنها ستنسحب من العقد”.
وأكد زنقنه أمام البرلمان الحالة المزرية لمنشآت النفط والغاز الإيرانية قائلاً: ’’إنها متداعية وبحاجة لأعمال تجديد لا يمكن لإيران تحمل نفقاتها‘‘.
وسبق أن أعلنت توتال أنه سيكون من المستحيل البقاء في إيران ما لم تحصل على استثناء خاص من واشنطن، وهو ما لم تحصل عليه.
ووقعت توتال في تموز/يوليو 2017 على مشروع بقيمة 4,8 مليارات دولار (4,1 مليار يورو) لتطوير الحقل قبالة السواحل الجنوبية لايران، بوصفها الشريك الرئيسي إلى جانب المؤسسة الصينية الوطنية للنفط وشركة بتروبارس الايرانية.
وكان من المقرر أن تقوم باستثمار أولي بقيمة مليار دولار، لكنها قالت في أيار/مايو أنها أنفقت أقل من 40 مليون يورو على المشروع حتى ذلك الحين، وسط تزايد الشكوك إزاء العقوبات الأميركية.
وتستثمر توتال 10 مليارات دولار من رأسمالها في أصولها الأميركية، فيما تشارك المصارف الاميركية في 90 بالمئة من عملياتها المالية، بحسب ما أكدته توتال في أيار/مايو الفائت.
وأعلنت الولايات المتحدة في أيار/مايو الماضي انسحابها من الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام 2015، وإعادة فرض عقوبات عليها على مرحلتين في آب/اغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر.
وقال الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘، إن بلاده ستوقف تعاملاتها التجارية مع أي جهة تتعامل مع إيران بعد العقوبات.
وتستهدف الحزمة الأولى من العقوبات، النظام المصرفي الإيراني، بما في ذلك شراء الحكومة الإيرانية للدولار الأمريكي، وتجارة الذهب، ومبيعات السندات الحكومية.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن العقوبات التي تم فرضها على إيران هي الأشد قسوة على الإطلاق، وسط توقعات أن تكون عقوبات نوفمبر المقبل أشد قسوة لارتباطها بصناعة النفط.
وكانت الدول الأوروبية قد وعدت بمحاولة التخفيف من تأثير العقوبات الجديدة على إيران من أجل حثّها على مواصلة الالتزام ببنود الاتفاق النووي، لكن صعوبة هذا الأمر اتضحت مع انسحاب الشركات الاوربية من طهران موضحة عدم قدرتها للمغامرة بخسارة معاملاتها مع واشنطن.
Sorry Comments are closed