هكذا تعامل “حزب الله” مع الحجاج السوريين في مطار بيروت

فريق التحرير20 أغسطس 2018آخر تحديث :
حجاج سوريون في مطار رفيق الحريري ببيروت – تواصل اجتماعي

محمد العبد الله – حرية برس

لم يقتصر تضييق بعض اللبنانيين وبالأخص ميليشيا “حزب الله” على اللاجئين السوريين في لبنان فحسب، وإنما طال كذلك حتى الحجاج السوريين خلال توجههم من سوريا الى الأراضي المقدسة لقضاء فريضة الحج هذا العام.

ويدير “الائتلاف السوري المعارض” ملف الحج، بعد أن قامت السعودية بسحبه من النظام السوري منذ أيار 2013 رداً على قمع الأسد للمتظاهرين، ويلجأ الحجاج المقيمون في مناطق النظام للتسجيل عبر مكاتب تابعة “للائتلاف”، وحين حلول موعد الحج، يتجه الحجاج الى بيروت للسفر عبر مطار رفيق الحريري الى السعودية، ومنهم من يتجه إلى تركيا للسفر عبر مطاراتها الى الأراضي المقدسة.

وتعرض الحجاج هذا العام للتضييق من موظفي مطار رفيق الحريري، والذي تشرف عليه بشكل مباشر ميليشيا “حزب الله”، أبو منصور درويش أحد سكان دمشق توجه مع مجموعة من الحجاج عبر مكتب خاص الى مطار بيروت، إلا أنه واجه الكثير من المواقف المزعجة في المطار.

تفتيش دقيق وإهانة

وشرح أبو منصور درويش معاناته قائلاً لحرية برس: “بداية المعاناة كانت حين دخولنا الى الأراضي اللبنانية حيث مررنا على 12 حاجزاً، 5 حواجز عسكرية وأمنية موزعة في طريق الخروج نحو لبنان، و7 أخرى تبدأ بعد ختم الدخول في جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية، وكل حاجز كان يقوم بتفتيش الحقائب بشكل دقيق، وتم توقيفنا على حاجز جديدة يابوس أكثر من ساعة، بغرض تفتيش الحقائب والتدقيق في الأوراق الخاصة بنا، رغم أن جميع الوثائق نظامية، إلا أن عناصر الحاجز باتوا يتذرعون بحجج واهية للحصول على المال”.

وأضاف أبو منصور “حين وصولنا الى المطار دخلنا في معاناةٍ جديدةٍ، حيث تصرف عناصر أمن المطار مع الحجاج بشكل مهين، وطلبوا من الرجال نزع الملابس بحجة التفتيش الدقيق، إضافةً إلى اصطحاب النساء إلى غرف خاصة لتفتيشهن”، مضيفاً أن “الحجاج كان يرتدون ثياباً صيفيةً خفيفةً، ويمكن تفتيشهم بسهولة دون الحاجة لجعلهم يخلعون ملابسهم، لكن الواضح أن الغرض الإهانة فقط”.

وتابع أبو منصور قائلاً: “كما تم فتح الحقائب وتفتيشها جيداً، وتمت مصادرة الكثير من الأشياء الخاصة بالحجاج، رغم أن معظمها ليس فيها أي إشكالية، ومنها بعض المعلبات والأطعمة المحكمة الإغلاق”.

أبو رضوان الصالح كان ضمن مجموعة الحجاج السوريين قال لحرية برس: “تعرضنا لضغط نفسي كبير نتيجة التفتيش الدقيق والمعاملة السيئة والتذمر من قبل بعض الموظفين، وهو ما تسبب في أرباكنا وفقدت أموالي وجواز سفري في المطار ثم عثرت عليهم بالصدفة، كما أن بعض الحجاج أضاعوا حقائبهم أكثر من ثلاث مرات نتيجة سوء التنظيم من موظفي المطار، وتعمد بعضهم التضييق على الحجاج”.

وأضاف أبو رضوان “تأخرنا عن الموعد المقرر للطائرة ساعتين نتيجة تلك الاجراءات الطويلة، وهو ما تسبّب في تعب شديد لنا، إضافةً للضغط النفسي الذي واجهناه، حتى أن أحد عناصر أمن المطار تفوه بكلماتٍ تسيء للسوريين حيث قال: (ما بقا نخلص منكم… بكفي وجعة الراس يلي عاملها السوريين يلي قاعدين عنا”.

وانتشر العام الماضي، على وسائل التواصل الاجتماعي تعميم ممهور بختم كتب عليه “إدارة الهجرة” التابعة للنظام السوري، يطلب منع مغادرة أي سوري يحمل على جوازه تأشيرة السعودية، إلا بعد أن يراجع الفرع 235، أو ما يُعرف بـ “فرع فلسطين”.

تسهيلات للحجاج عبر تركيا

المضايقات التي تعرض لها الحجاج السوريين المسافرين إلى السعودية عبر لبنان، لم يواجهها نظراؤهم الذين سافروا عبر تركيا، رغم أن الإجراءات الأمنية للسفر عبر المطارات تعتبر موحدة.

أم ابراهيم عرجة من إدلب تتحدث عن سفرها عبر تركيا قائلةً: “كانت الإجراءات ميسرة بشكل كبير والمعاملة جيدة من موظفي مطار أنطاكية، حيث تم تفتيشنا بكل بساطة عبر جهازٍ خاص، يتم تمريره على جسد كل شخص، ولم يتم فتح الحقائب أبداً أو مصادرة أي شيء منها، كما حصل مع بعض أقربائنا الذين سافروا عبر مطار بيروت”.

كما قدمت الحكومة التركية الكثير من التسهيلات للحجاج، وأهمها السماح لهم بالحصول على تأشيرة الحج في أماكن إقامتهم في الدول المختلفة، والسماح للسوريين المتواجدين على أراضيها، بأداء مناسك الحج والخروج من تركيا ثم العودة إليها، حتى وإن لم تكن لديهم إقامات.

الشباب لهم نصيب في الحج

وأفادت “لجنة الحج العليا” التابعة للائتلاف، أن 19 ألف سوري توجهوا هذا العام إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وانطلقت أول قوافل الحجّاج السوريين مطلع شهر آب الجاري.

وقال المسؤول الإعلامي في لجنة الحج العليا عبد الرحمن نحلاوي: إن “اللجنة اتخذت آليةً جديدةً هذا العام لتسجيل الحجاج، حيث سعت إلى فتح باب الحجّ لفئة الشباب لمن أتم الثامنة والعشرين من عمره، أي من مواليد عام 1990 فما دون، ولاسيما بعدما وردت شكاوى عديدة العام الماضي، تتضمن عدم تمكن فئة الشباب من أداء فريضة الحج”.

وأضاف نحلاوي “كان الحجاج يُقبلون في العام الماضي وما قبله حسب الترتيب التنازلي من الأكبر عمراً إلى الأصغر، حتى يكتمل العدد الممنوح لحجاج سوريا، لذلك تم هذا العام تخصيص 65 % من إجمالي حصّة سوريا في الحج وفق الآلية القديمة، أما نسبة 35 % المتبقية فيطبق عليها نظام القرعة، فعلى سبيل المثال وقع الاختيار في القرعة على مواليد 1988، وبالتالي تُقبل جميع الطلبات المقدمة لهذا العمر”.

وتم قبول جميع المتقدمين في مكتب لبنان ممن استوفوا الشروط، وكانت سنة تولدهم 1953 وما دون، وفي الشمال السوري والجنوب التركي، تم قبول طلبات جميع المتقدمين ممن ولدوا عام 1956 أو ما قبل.

كما وافقت اللجنة على طلبات كامل المتقدمين في مكاتب الإمارات واسطنبول والأردن، شرط أن يكونوا من مواليد عام 1959 أو ما قبل، وفي مكتبي مصر والكويت، لابد للمتقدم أن يكون من تولد عام 1962 أو ما قبل، ليُسمح له بأداء الحج.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل