“المشاريع الصغيرة” سلاح العائلات التي فقدت معيلها في إدلب

فريق التحرير20 أغسطس 2018آخر تحديث :
بدأت فكرة المشروع من خلال إحدى المنظمات التي قامت بتدريبهن على إدارة المشاريع الصغيرة – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

حنين السيد – إدلب – حرية برس:

أطلقت مجموعة من النساء في قرية “ترملا” بريف إدلب الجنوبي مشروع “سبل العيش” الذي يعتمد على تجهيز “المونة الغذائية” وتغليفها وبيعها، بهدف تأمين لقمة العيش لهن و لأولادهن وبناء ثقتهن بأنفسهن كعضو منتج ومؤثر وفعال في المنزل والمجتمع، وذلك بعد أن فقدن أزواجهن في خلال الحرب الدائرة في سوريا.

وينفذ المشروع من خلال خمسة عشر امرأة قمن بإنشاء صندوق مشترك لجمع الأموال المطلوبة لشراء الكميات اللازمة من المواد التي يحتاجونها، حيث يقمن بعذ ذلك بالعمل معاً بالعديد من المهام المطلوبة حتى تصبح المادة جاهزة للبيع، ومن ثم تسويقها من خلال المحال التجارية أو حتى بطلبات خاصة للأهالي.

وأفادت أم أحمد لحرية برس بأنه “بدأت فكرة المشروع من خلال إحدى المنظمات التي قامت بتدريبهن على إدارة المشاريع الصغيرة بطريقة منظمة، ثم اتفقن سوياً على نوع المشروع وبدأ التنفيذ بإشراف المنظمة لمدة خمسة أشهر ثم اكملن الطريق بأنفسهن”.

وأضافت: “لم أتوقع أن المشروع سينجح بهذا الشكل، فقد بدأت الطلبات تتزايد في البلدة وخارجها وهذا يعتبر نجاحاً كبيراً بالنسبة لنا، على الرغم من قلة السيولة المتوافرة لدينا، ونحن على أمل أن يتوسع المشروع أكثر ونعمل على ذلك بالجهود التي نبذلها معا”.

“أيمان” وهي زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال قالت لحرية برس: “أنا ضعيفة وحدي وقوية بوجود البقية، و لولا أن جمعنا المال من الجميع في الصندوق المشترك ما كنت قادرة على العمل وحدي والآن أصبح بقدرتي إعالة أطفالي دون الحاجة لأحد”.

وأضافت: “أشعر بالمتعة أثناء العمل لأننا نعمل كفريق واحد وكل منا لها مهام محددة، ودائما ما يتخلل العمل بعض الدعابة و الأحاديث الطريفة التي نروّح بها عن أنفسنا قليلاً وننسا بها همومنا التي سببتها لنا سنين الحرب”.

وتنوعت الأكلات التي تقوم النساء بتحضيرها مثل المربيات والخضرة المجففة بأنواعها، بالإضافة للأجبان والألبان ومشتقاتها وغيرها من المأكولات التي يحتاجها كل بيت غالباً، بالإضافة لصنع أكلات معينة بناء على الطلب.

يشار إلى أن قرية “ترملا” التي تنتمي إليها النساء العاملات في هذا المشروع تعد من البلدات المهمشة في ريف إدلب، ونسبة النساء الحاصلات على شهادات تعليمية فيها لا تتجاوز الخمسة بالمئة وهذا ما يقلل فرص إيجاد العمل بالنسبة لهن بشكل كبير.

يُذكر أن جميع النساء اللواتي يعملن في مشروع “سبل العيش” هم من الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات، وهو ما دفعهن للاتجاه إلى العمل بالمشاريع الصغيرة لتحصيل مردود مادي يكفيهن حاجة السؤال، إضافة إلى وجود رأس المال المشترك ما يعني أن المساهمة ستكون بمبلغ بسيط يسهل توفيره.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل