فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
يشهد “سوق الحلال” المعروف شرق مدينة غزة والمختص ببيع المواشي من الأغنام والخرفان والعجول والإبل وغيرها قبيل عيد الأضحى المبارك، إقبالاً ضعيفاً من قبل المواطنين الغزيّين للشراء عليها، نتيجة تردي الوضع الاقتصادي الذي يمر به قطاع غزة منذ بداية الحصار الشديدمن قبل الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، والعقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأضاحي ديناراً لسعر الكيلو غرام الواحد مقارنة بالأعوام السابقة .
وقال تاجر المواشي “سمير الهسي” من مخيم جباليا شمال قطاع غزة في حديثه لحرية برس إن ” الوضع الإقتصادي السيء الذي يعاني منه المواطنون الغزيون أدى إلى قلة الإقبال على الأضاحي، مبيناً أن أسعار الأضاحي في متناول الجميع وليس هناك غلاءً ، لكن الوضع الاقتصادي هو من أضعف الإقبال على شراء المواشي من الأغنام والعجول والخروفان وغيرها قبيل عيد الأضحى المبارك من قبل المواطنين”.
وأكد الهسي، أن سعر الكليو الواحد من الأغنام والخرفان يتراوح مابين 4.5 إلى 5.5 ديناراً ، أما سعر الكيلو الواحد من العجول فيتراوح ما بين 19 إلى 22 بالشيكل داخل أسواق الأضاحي المنتشرة بأنحاء قطاع غزة.
وأشار إلى أن موسم الأضاحي في العام الماضي كان أفضل من العام الجاري، حيث أنه كان يبيع في اليوم الواحد من عشر إلى عشرين رأس من الخرفان والماعز، لكنه في هذا الموسم لم يبيع في سوق الحلال شرق مدينة غزة طوال ساعات النهار إلا رأسين من الخرفان فقط، بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين الغزيين.
يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الزراعة بغزة في بيانٍ لها، أن ” ارتفاع أسعار الأضاحي والمواشي هذا العام مرتفعة بسبب ارتفاعها في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى تكاليف التربية والنقل عبر المعابر الحدودية.”
وأضافت الوزارة إن” سعر كيلو لحم العجل العام الماضي يتراواح من 14 إلى 16 شيكلاً حسب طبيعة السلالة والنوع فيما وصل سعره هذا العام يترواح من 19 إلى 21 شيكلاً”.
ونوهت وزارة الزراعة إلى أنها تدرس واقع السوق وليس لها دور أساسي في التحكم بأسعار المواشي داخل الأسواق، بينما ارتفع سعر لحم الأغنام من 3.5 إلى 4.5 ديناراً العام الماضي مقارنة بالعام الجاري 4.5 إلى 5.5 ديناراً، بالإضافة إلى أن قدرة الاحتياجية لسوق المواشي من 8-9 ألاف رأس من العجول و20 ألف من الأغنام هذا العام، مقارنة بالأعوام الماضية حيث كانت 14 ألف من العجول والأغنام وغيرها.
من جهته قال أحد المواطنين ويدعى “أبو حازم الشرفا” خلال تجوله داخل سوق الحلال شرق مدينة غزة لحرية برس، إن” أسعار الأغنام والخرفان مرتفعة إلى حد ما داخل السوق مقارنة بالعام الماضي، حيث أنني في الموسم الماضي قد اشتريت أضحية 250 ديناراً، لكنني أتفاجئ اليوم بالأسعار الأضاحي هذا الموسم، حيث أن أقل أضحية تبلغ من 260 إلى 350 ديناراً داخل السوق .”
وأوضح الشرفا أن “الوضع الإقتصادي الذي يعيشه المواطنين الغزيين جعل الكثير منهم لا يلجئون إلى أسواق الأضاحي نظرا ً لظروفهم المادية الصعبة وعدم مقدرتهم على شرائها نتيجة أوضاعهم الصعبة وقلة وانعدام فرص العمل داخل قطاع غزة”.
وفي السياق ذاته قال الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب لحرية برس، إن” أسواق الأضاحي الغزية تعاني من الركود الاقتصادي نتيجة قيام عدد كبير من تجار المواشي والأغنام بتقليل من استيراد المواشي والأغنام من الخارج قبيل عيد الأضحى المبارك مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي يمر به قطاع غزة”.
وأوضح بأن ” الأمر لا يتعلق بإغلاق أو فتح معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد جنوب قطاع غزة، بقلة كميات الأضاحي والمواشي الموجودة داخل غزة، لكن المشكلة الأبرز هي تخوف التاجر نفسه بالتقليل أو عدم استيراده للأغنام والعجول وغيرها من المواشي، نتيجة ضعف القدرة الشرائية وقلة البيع عليها من قبل المواطنين الغزيين داخل الأسواق، والذي ساهم ذلك في ارتفاع أسعارها مقارنة بالأعوام السابقة”.
وبين أبو جياب بأن ارتفاع أسعار الأضاحي داخل الأسواق الغزية، ليس لها علاقة بوزارة الزراعة وإنها غير متحكمة بتحديد الأسعار، وإنما تناقد أسعار المواشي، مردفاً أن من يتحكم هو السوق نفسه بالعرض والطلب بين البائع والمشتري عليها.
يذكر أن قطاع غزة يعاني من أوضاع اقتصادية متردية منذ ما يزيد عن عشر سنوات، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والذي أصاب الأسواق الغزية بالشلل جراء ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة