(بيان وفاة).. لماذا الآن؟

محمود أبو المجد11 أغسطس 2018آخر تحديث :
(بيان وفاة).. لماذا الآن؟

بدأ النظام وعبر دوائر النفوس والأحوال الشخصية تبيان أوضاع المعتقلين في سجونه وأفرعه الأمنية ممن اعتقلهم منذ سنوات عدة، ورغم كل الاتفاقيات الدولية والقرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة للتحقيق بوضعهم إلا أن النظام ضرب بعرض الحائط المواثيق والعهود الدولية، حتى حليفه الأول وهم الروس لم يلتزموا بالاتفاقيات الدولية منها والداخلية التي تم توقيعها مع الفصائل العسكرية بما يتعلق بمعرفة مصير المعتقلين..

وهنا السؤال.. لماذا بدأ النظام الآن بإعطاء شرح لوضع كل معتقل عبر دوائر النفوس وهل بيانات الوفاة حقيقية أم غير صحيحة وهدفها اللعب بأعصاب السوريين؟

ما هو بيان الوفاة؟

بيان الوفاة هو عبارة عن ورقة يتم إعطاؤها لأهل المعتقل وفيها تفصيل اسمه واسم الأب والأم ورقم البطاقة الشخصية لكل منهم وتاريخ الوفاة وتاريخ ولادة المتوفي ومكان الوفاة، وهنا يتبادر للذهن لم يتم إعطاء بيان وفاة ولا يتم إعطاء شهادة وفاة، والجواب هو أن البيان لا يحتوي على سبب الوفاة، وبما أنه صادر عن جهة رسمية يجب وضع السبب؛ لذلك تم اختراع بيان وفاة ولا يتم إعطاء شهادة وفاة، وهنا يفرض على الأهل إصدار شهادة وفاة ووضع السبب بأنه قتل على يد الإرهابيين وهي حقيقة ولكن الإرهاب الذي يعرفه السوريين هو إرهاب نظام الأسد، أما الإرهاب الذي يعرفه العالم هو إرهاب “داعش” وأخواتها مغمضاً عينيه عن إرهاب الأسد.

صحة بيانات الوفاة

هل بيانات الوفاة جاءت لتسكت أهالي المعتقلين عن مطالبهم بكشف مصير أبناءهم أم هي صحيحة؟

يحاول النظام بإصدار بيانات الوفاة هذه المماطلة والمراوغة كما اعتدنا عليه وإغلاق ملف المعتقلين ووضعه قيد النسيان لتحقيق مآرب كثيرة، وبحسب المعطيات الأولية فإن قسماً لا بأس به من بيانات الوفاة غير صحيحة، حيث أنه ليس من الصعب إعطاء الأهل اسم ابنهم ورقم البطاقة الشخصية لأن كل المعلومات متواجدة لدى النظام وتاريخ الوفاة لبعض المعتقلين أثارت ريبة وشكوكاً لدى أهاليهم فمنهم من كان في سجن مركزي ومنهم من يعرف مصيره…

لماذا الآن؟

يبدو أن النظام ينوي على لعبة قذرة كما كل ألعابه القذرة التي مارسها على مر الثورة السورية ولكن هذه المرة بالموضوع الأكثر حساسية وهو ملف المعتقلين.

فهو يريد أن يوجه رسالة لكل معارضيه بأن الوضع قد انتهى ولا تطالبوا بمعتقليكم، كما يوجه رسالة لأهلهم المغتربين الذين ينتظرون خبراً عن أبنائهم ويطالبهم بالعودة بعد كشف مصير أبنائهم، فيما تأتي رسالته للمجتمع الدولي بكشف مصير المعتقلين لأهلهم عبر دوائر النفوس وبهذا يظن أنه قد انتهى من هذا الملف الشائك.

هل تأتي الأقدار بعكس ما خطط له النظام ليتم كشف الحقائق بما يتعلق بمصير المعتقلين؟

لا بد من التشديد على حقيقة واضحة وجلية للناس أجمع بأن النظام كان يضع المعتقلين كما الدروع البشرية للتفاوض والمساومة واللعب بأعصاب الناس وهدف من تلك الممارسات إلى إخضاع السوريين وإعادتهم لبيت الطاعة ومنعهم من التفكير بالخروج على الحاكم والمطالبة بحرية مسلوبة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل