سبب الوفاة.. سكتة أسدية

وليد أبو همام10 أغسطس 2018آخر تحديث :
وليد أبو همام

في سورية الأسد عندما تفكر بحياة كريمة يكون الموت ثمنا لذلك، وقد يكون الموت أمنية مستحيلة عندما يكون الوسيلة الوحيدة للخلاص من العذاب.

ليس أمراً طارئاً أن تمتلىء المعتقلات في ظل حكم بدأ على جثث الكثيرين واستمر في نهجه حتى نال سمعة وشهرة واسعة في إستخدام القبضة الحديدية لإلغاء كل من يعارضه حتى ولو كانت إحدى أحلامه أن ينطق بكلمة حرية.

لم يدر في عقل الشعب السوري الثائر أن تقابل ثورتهم بالورود فمن عاش في ظل حكم الأسد لا بد أن يكون مدركاً بأن هذا الفعل سيأتي عليه بالويلات حتى لو استطاع النجاة من قبضته. ولكن حتى لو بلغ الإجرام ذروته بحق شعوب قرأنا عنها أو شعوب عايشناها ذنبها أنها طالبت ببعض حقوقها الفطرية فذلك لن يصل إلى مستوى إجرام عصابة الأسد، وإن كانت الظروف قد ساعدت الأسد الأب في الثمانينات أن يفعل فعلته دون أن يكون لها صدى فقد ساعدت الظروف أيضاً الأسد الابن أن يفعل فعلته على مرأى العالم الذي صدع رؤوسنا بمفاهيم الحريات دون أن يهتز له جفن بكل الدم السوري.

كثير من السوريين أي عشرات الآلاف كان لهم نصيب من تجربة آلات الموت الأسدية البعض منهم كان محظوظاً بأن خرج من تلك القبور المظلمة حاملاً بعض الأمراض النفسية والتشوهات الجسدية وذكريات كثيرة يصعب عليه نسيان أدق تفاصيلها.

ومن طاله الموت بعد وقت قصير من اعتقاله قد يكون الأوفر حظاً إذا ما سمعت بعض كلام من خرجوا من هناك في مشهد يصعب على إنسان تخيله. ففي لحظة غياب الجلاد التي ربما تكون لدقيقة واحدة يشعر ذلك المضرج بدمه بأنها فترة طويلة لأخذ بعض الأنفاس بحرية تامة ليسمع من جديد وقع أصوات حذاء الموت المؤجل قادماً نحوه عندها عليه أن يسحب آخر أنفاسه ويغوص في دوامة التعذيب التي لا يعرف متى تنتهي.

كتب على هذه الثورة أن يكون صفوة الناس فيها يقبعون في معتقلات يحكمها أرذل خلق الله يستمتعون بإزهاق أرواحهم ليسلموا ذويهم بعد ذلك ورقة مكتوب عليها سبب الوفاة “سكتة قلبية”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل