حرية برس:
ندد الكرملين الروسي، اليوم الخميس، بالعقوبات الاقتصادية الأميركية الجديدة على خلفية قضية الهجوم بغاز الاعصاب نوفيتشوك في بريطانيا معتبرها “غير مقبولة على الاطلاق وغير شرعية”، لكنه قال في الوقت نفسه إنه “لا يزال يأمل” في علاقات بناءة مع واشنطن.
وقال المتحدث باسم الكرملين ’’ديمتري بيسكوف‘‘، “نعتبر الاعلان عن قيود جديدة مرتبطة بقضية سالزبري غير مقبول على الاطلاق ونعتبرها غير شرعية”، مضيفاً أن “موسكو لا تزال تأمل في إقامة علاقات بناءة مع واشنطن”.
وتراجعت البورصة الروسية الخميس، بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على صلة بتسميم عميل مزدوج سابق بغاز نوفيتشوك في بريطانيا تسببت كذلك بهبوط الروبل إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ قرابة عامين.
وبعد تراجع سجل أمس الأربعاء، في إطار ترقب فرض عقوبات جديدة أدى الإعلان عنها إلى هبوط كبير في المؤشرين الرئيسيين في بورصة موسكو.
وتجاوز سعر الدولار 66 روبل صباح الخميس، لأول مرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2016 في حين تجاوز اليورو 77 روبل لأول مرة منذ نيسان/ابريل.
وفقد مؤشر “ار تي اس” في بورصة موسكو 3,2% و”مويكس” 1,2% في حوالي الساعة 7,45 ت غ بسبب تراجع سعر أسهم شركة الطيران أيروفلوت شبه الحكومية بنسبة 10,59% بعد أن اعلنت إدارة ترامب أنها ستمنعها من تسيير رحلات إلى الولايات المتحدة وفق وسائل إعلام أميركية.
وبعد أقل من شهر على قمة هلسنكي بين ’’دونالد ترامب‘‘ و’’فلاديمير بوتين‘‘، عادت المواجهة مجدداً، في الوقت الذي كانت فيه روسيا قلقة من مبادرات البرلمانيين الأميركيين المستعدين لمعاقبتها، جاء الهجوم من الإدارة نفسها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أنها “كشفت بأن الحكومة الروسية استخدمت الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية في خرق للقوانين الدولية” في عملية تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا مطلع آذار/مارس في سالزبري ببريطانيا، والذي تم في أعقاب ذلك تبادل طرد الدبلوماسيين بين موسكو وأبرز دول الغرب في الربيع.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، إن العقوبات تشمل حظر بيع روسيا تكنولوجيا “حساسة” كتلك المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية ومعدات المعايرة وهي تكنولوجيا كان يسمح ببيعها سابقاً كل حالة على حدة، وقد تشمل هذه العقوبات، وفق المسؤول نفسه، صادرات بمئات الملايين من الدولارات إلى روسيا.
وفي حال عدم احترام هذه المطالب سيتم إصدار دفعة جديدة من العقوبات “الصارمة” كما قال المسؤول الأميركي، حتى أنها قد تذهب إلى حد منع شركات الطيران الروسية من الهبوط في المطارات الأميركية أو حتى تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأثرت الأسواق المالية الروسية أمس الأربعاء، بعد نشر مقالات في الصحف الروسية أشارات إلى عزم البرلمانيين الأميركيين على استهداف الدين العام الروسي، فيما يثير مثل هذا الاجراء مخاوف كبرى لدى المستثمرين في روسيا منذ فرض أولى العقوبات على موسكو بعد ضمها لشبه جزيرة القرم الاوكرانية في 2014.
ورحبت لندن بالعقوبات الأميركية الجديدة وقال متحدث باسم الحكومة “”رد دولي قوي على استخدام الأسلحة الكيميائية في شوارع سالزبري يبعث لروسيا رسالة لا لبس فيها بأن سلوكها المتهور لن يبقى دون عقاب”.
وكانت لندن نسبت إلى موسكو مسؤولية تسميم سكريبال وابنته بغاز توفيتشوك الذي طور في الاتحاد السوفياتي السابق في نهاية الحرب الباردة، فيما نفت موسكو أي علاقة لها بالموضوع مطالبة بأدلة.
عذراً التعليقات مغلقة